رحبت الأمم المتحدة ومنظمات دولية ودول عدة، باتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، بين حماس وإسرائيل.
وقال الرئيس الأميركي جو بايدن إن الاتفاق جاء ثمرة لجهود الدبلوماسية الأميركية "المثابرة والدقيقة".
وأكد بايدن، في كلمة وداعية من البيت الأبيض، أمس الأربعاء، أنّ المرحلة الأولى من الاتفاق ومدّتها ستة أسابيع تتضمّن "وقفا كاملاً وشاملاً" لإطلاق النار، مشيراً إلى أن، الضغط على حماس وداعميها الإيرانيين، ساعد في إبرام الهدنة التي قال إن بنودها "مطابقة تماما" للصفقة التي اقترحها في أيار/مايو. وأضاف أنّ إدارته كانت تعمل "كفريق واح مع فريق (الرئيس المنتخب دونالد) ترامب"، الذي سيُنصّب الإثنين، لافتاً إلى أنه، سيتم تنفيذها إلى حد كبير من قبل الإدارة القادمة، مضيفاً "لهذا السبب طلبت من فريقي إبقاء الإدارة القادمة على اطلاع كامل".
وقال: "بالنسبة للشعب الفلسطيني، مسار موثوق به لدولة خاصة بهم. وبالنسبة للمنطقة، مستقبل من التطبيع والتكامل بين إسرائيل وجميع جيرانها العرب، ومنهم السعودية".
مراحل الاتفاق
وأوضح الرئيس الأميركي، أن "المرحلة الأولى من الاتفاق، مدّتها ستة أسابيع، وتشمل وقفاً كاملاً وشاملاً لإطلاق النار، وانسحاب القوات الإسرائيلية من كل المناطق المأهولة بالسكان في غزة، وإطلاق سراح عدد من الرهائن المحتجزين لدى حماس، بمن فيهم نساء ومسنّون والجرحى". وقال "إن إسرائيل، في هذه المرحلة، ستفرج عن مئات السجناء (الأسرى) الفلسطينيين، وسيتمكن الفلسطينيون، من العودة إلى أحيائهم في كافة مناطق غزة، وسيبدأ تدفّق المساعدات الإنسانية على غزة، وسيتمكن الناس الأبرياء من الحصول على قدر أكبر من هذه الإمدادات الحيوية". واشار إلى انه في هذه الفترة، "ستتفاوض إسرائيل على الترتيبات اللازمة، للوصول إلى المرحلة الثانية التي ستمثّل نهاية دائمة للحرب"، وقال: "دعوني أكرّر: نهاية دائمة للحرب". وأضاف "هناك عدد من التفاصيل، التي يتعيّن التفاوض بشأنها للانتقال من المرحلة الأولى إلى المرحلة الثانية، لكنّ الخطة تنص على أنّه إذا استغرقت المفاوضات أكثر من ستة أسابيع، فإنّ وقف إطلاق النار سيستمر طالما استمرت المفاوضات"، مؤكّدا أنّه واثق من صمود الهدنة.
وتابع بايدن، أنه "عندما تبدأ المرحلة الثانية، سيكون هناك تبادل (لمعتقلين فلسطينيين مقابل) الإفراج عن بقية الرهائن الأحياء، بمن فيهم الجنود الذكور، وسيتمّ سحب كلّ القوات الإسرائيلية المتبقية من غزة، وسيصبح وقف إطلاق النار المؤقت دائماً". أما بالنسبة إلى المرحلة الثالثة، فسيتم خلالها "إعادة رفات الرهائن المتبقّين، الذين قتلوا إلى عائلاتهم، وستبدأ خطة إعادة الإعمار الكبرى في غزة".استقرار دائموأعربت روسيا الخميس عن "أملها" أن يؤدي الاتفاق، الى "استقرار دائم للوضع". وقالت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، خلال مؤتمرها الصحافي الأسبوعي: "نأمل أن يساهم تنفيذ الاتفاق الذي تم التوصل إليه، في استقرار دائم للوضع، وأن يؤمن الظروف لعودة جميع الذين نزحوا في شكل موقت".
إسرائيل هُزمت
وأثنى المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية في إيران، علي خامنئي اليوم الخميس، على "صبر سكان غزة وثبات المقاومة الفلسطينية".
وكتب خامنئي في منشور بالعبرية على حسابه على منصة "إكس"، أن "العالم يدرك اليوم أن صبر سكان غزة وثبات المقاومة الفلسطينية، أجبرا الكيان الصهيوني على التراجع"، معتبراً أن إسرائيل "هزمت". فيما رحّب الحرس الثوري "بانتصار الفلسطينيين، وهزيمة إسرائيل".
كما رحّب رئيس البرلمان الإيراني محمد باقر قاليباف، بالاتفاق الذي "جعل النظام الصهيوني يفشل في تحقيق هدفه الاستراتيجي"، داعياً إلى "التحرك لمعاقبة النظام الإجرامي وتضميد جراح الأمة الفلسطينية".
تعزيز الاستقرار والسلام
وعلّق الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، على الاتفاق بالقول إن بلاده تأمل بإرساء "سلام دائم" في غزة.
وأمل أردوغان، في منشور على منصة "إكس"، أن "يكون هذا الاتفاق، مفيداً لمنطقتنا وللبشرية جمعاء، خصوصاً لإخوتنا الفلسطينيين، وبأن يفتح الطريق أمام سلام واستقرار دائمين".
ورحبت الصين بالاتفاق، متعهدة ببذل "جهود متواصلة لتعزيز السلام والاستقرار في الشرق الأوسط".
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية غوه جيا كون، خلال مؤتمر صحافي دوري: "نأمل بصدق أيضاً أن تغتنم الأطراف المعنية، وقف إطلاق النار في غزة، كفرصة للعمل على تخفيف التوترات الإقليمية".
ورحّب العراق بالاتفاق، مشدّدا على ضرورة "إتاحة المجال بشكل فوري" لإيصال المساعدات الإنسانية إلى القطاع الفلسطيني.
وقالت وزارة الخارجية العراقية، في بيان، إنّها "ترحّب باتفاق وقف إطلاق النار في غزة" وتشدّد على "ضرورة إتاحة المجال بشكل فوري لإيصال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة والأراضي الفلسطينية المتضررة، وتلبية احتياجات الشعب الفلسطيني الأساسية".
الأمم المتحدة تدعو لحل الدولتين
ورحب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، بإعلان اتفاق تأمين وقف إطلاق النار والإفراج عن الرهائن في غزة، داعياً جميع الأطراف المعنية إلى الالتزام بتعهداتها وضمان التطبيق الكامل للاتفاق.
وأكد غوتيريش أن هذا الاتفاق يعد خطوة أولى مهمة، مشدداً على ضرورة حشد كل الجهود لتعزيز تحقيق الأهداف الأوسع، بما في ذلك الحفاظ على وحدة واتصال وسلامة الأرض الفلسطينية المحتلة، لافتاً إلى أن الحكم الفلسطيني الموحد، يجب أن يظل أولوية قصوى. وحث الأطراف والشركاء المعنيين، على استغلال هذه الفرصة، لإقامة مسار سياسي ذي مصداقية نحو مستقبل أفضل للفلسطينيين والإسرائيليين والمنطقة بأكملها. وقال "إن إنهاء الاحتلال وتحقيق حل الدولتين المتفاوض عليه، حيث تعيش إسرائيل وفلسطين جنباً إلى جنب في سلام وأمن بما يتوافق مع القانون الدولي، وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة والاتفاقات السابقة، يظلان أولوية ملحة".
بدوره، رحّب رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة فيليمون يانغ، بالاتفاق، وقال: "لقد طال انتظار نهاية الحرب في غزة"، مشدداً على ضرورة تنفيذ الاتفاق وأن يؤدي إلى وقف دائم للقتال.
وقال يانغ إن الصراع الفلسطيني الإسرائيلي لا يمكن أن يُحل عبر عنف واحتلال لا نهائيين، مؤكداً ضرورة أن يقوم المجتمع الدولي بعمل ذي مغزى باتجاه تحقيق حل الدولتين، بما يتوافق مع القانون الدولي ومـيثاق الأمم المتحدة وقراراتها ذات الصلة.
من جهته، قال مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك، إن أنباء انطلاق المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار في غزة تبشر "بارتياح كبير"، مشدداَ على ضرورة إنهاء الوجود الإسرائيلي غير المشروع المستمر في الأرض الفلسطينية المحتلة.
وتعليقاً على الاتفاق، قال مدير منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس، إن "السلام هو خير دواء"، مشدداً، في المقابل، على أن "الاحتياجات الصحية في غزة ما زالت هائلة"، فيما دعا مفوض وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (اونروا) فيليب لازاريني، إلى إدخال المساعدات "بسرعة وبدون عراقيل وبلا انقطاع، لتخفيف المعاناة الهائلة الناجمة عن هذه الحرب".