حذّر الرئيس الأميركي جو بايدن، من خطورة "أوليغارشية تتشكّل في أميركا"، مؤكداً على أهمية تعديل الدستور الأميركي، لضمان محاسبة الرئيس، وعدم تركه في موقف لا يخضع للمساءلة، داعياً إلى وضع قوانين لضمان الشفافية في الخدمة السياسية، وتقليص فتراتها لضمان أن تكون الفرص متساوية للجميع.
وفي خطاب وداعي موجه إلى الأمة، قبل مغادرته البيت الأبيض، يوم الاثنين المقبل، قال بايدن، إن الولايات المتحدة تواجه "تركّزاً خطراً للسلطة في أيدي حفنة من الأشخاص فاحشي الثراء"، محذراً من "عواقب خطرة إذا لم يتمّ وضع حدّ لإساءة استخدامهم السلطة".
أوليغارشية أميركية
وأوضح الرئيس المنتهية ولايته، في خطابه الوداعي، الذي اتّسم بسوداوية شديدة، "اليوم تتشكل أوليغارشية في أميركا، حيث تشكل ثروتها الهائلة وقوتها ونفوذها تهديداً ملموساً لديمقراطيتنا بأكملها وحقوقنا الأساسية وحرياتنا"، مطالباً بضرورة وجود قوانين ضريبية عادلة تضمن دفع الأثرياء نصيبهم العادل من الضرائب، بما يحقق مبدأ المساواة.
وأشار إلى أن الأميركيين غارقون في سيل من الأخبار المضلّلة" التي تنشرها مواقع التواصل الاجتماعي، ما قد يؤدي إلى "إساءة استخدام السلطة".
ودعا بايدن إلى تعديل الدستور الأميركي لمنع أي رئيس من الحصول على حصانة عن الجرائم التي قد يرتكبها أثناء وجوده في المنصب. وأشار إلى أن الديمقراطية الأميركية، تتعرض لاختبارات مستمرة، مؤكداً أن نظام فصل السلطات هو ما حافظ على الديمقراطية لأكثر من 250 عاماً.
مكافحة التغيّر المناخي
وخصّص بايدن جزءاً من خطابه القاتم للتحذير، من مخاطر عدم استمرار جهود مكافحة التغيّر المناخي. وقال إن هناك "قوى كبيرة" تهدّد التقدّم الذي تمّ إحرازه في مكافحة تغيّر المناخ" وهو تهديد وجودي لم يكن في أي وقت مضى أكثر وضوحاً"، مستشهدا بالكوارث الطبيعية التي لا تنفك تتزايد، وآخرها الحرائق الهائلة المستعرة منذ أسبوع في لوس أنجلوس، والإعصار المدمّر الذي ضرب ولاية نورث كارولاينا العام الماضي. وأشار في هذا السياق، إلى القوانين التي أقرها لمكافحة هذا التحدي وتوفير فرص العمل في مجال الطاقة النظيفة، موضحاً أن حماية البيئة ودفع عجلة الاقتصاد يمكن أن يتم معًا دون تعارض.
إنجازات
واستعرض بايدن، أبرز إنجازات إدارته على مدار السنوات الأربع الماضية، مشيرًا إلى التقدم الذي حققته الولايات المتحدة في مجالات مثل الاقتصاد، والرعاية الصحية، والشؤون الخارجية. وكذلك توفير 17 مليون وظيفة جديدة، وهو رقم غير مسبوق في تاريخ أي إدارة أميركية، بحسب تعبيره، بالإضافة إلى تعزيز البنية التحتية، وتشجيع الابتكار في الصناعات المحلية.
كما لفت بايدن، إلى أهمية القوانين التي تم إقرارها لحماية المواطنين من العنف وتقليل الجريمة إلى أدنى مستوى منذ ثلاثة عقود، لافتاً إلى أن هذه الإنجازات ستثمر في المستقبل وتستفيد منها الأجيال القادمة.
في سياق آخر، شدد بايدن على أهمية التعامل مع التحديات المرتبطة بتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، محذراً من أن غياب الضوابط، قد يهدد خصوصية الأفراد ويؤثر على حياة الأميركيين. وأكد على ضرورة أن تقود الولايات المتحدة في هذا المجال وتكون رائدة فيه، بدلًا من ترك ذلك للخصوم، معرباً عن تفاؤله بمستقبل الولايات المتحدة، وشدد على أن الوحدة والمشاركة الفاعلة في الديمقراطية، ستضمن بناء أمة قوية ومتقدمة في المستقبل.