2025- 01 - 16   |   بحث في الموقع  
logo الرئيس جوزاف عون: العدو الإسرائيلي عوّدنا على التملّص من التزاماته logo الحكومة تحرم "الرسمية" من دعم اليونسف logo الرئيس عون مرحبا بالتوصل الى اتفاق بشأن غزة: يؤمل ان يؤدي الى نهاية الواقع المأساوي في القطاع logo وزير خارجية الأردن من قصر بعبدا: نقف إلى جانب لبنان في البداية الجديدة ونحترم سيادته logo الجيش: لعدم التداول بأسماء ضباط لتسلّم قيادة الجيش logo الصفدي التقى ميقاتي: نؤكد تضامن الأردن المطلق مع لبنان الشقيق وأمنه واستقراره logo “حماس” تنفي “مزاعم” نتنياهو: متمسّكون باتفاق الهدنة في غزة logo موظفو "تاتش" و"ألفا" يتهمون وزير الاتصالات بقضم حقوقهم
في الذكرى العاشرة لرحيلها...لماذا تبرأت فاتن حمامة من مذكراتها؟
2025-01-16 12:55:44

انطوت عشر سنوات كاملة على رحيل فاتن حمامة في 17 كانون الثاني/يناير 2015، ولم تستطع ممثلة خلال هذه الفترة الاقتراب من تلك المكانة السامقة التي حظيت بها فاتن. وفي 15 من الشهر الجاري أيضاً، يكون قد مضى على ظهورها على الشاشة 85 عاماً، بحضورها الأخاذ أمام الموسيقار محمد عبد الوهاب في أول أفلامها "يوم سعيد" للمخرج محمد كريم. وكانت فاتن حمامة تقول دائماً إنها ولدت من جديد يوم أدت دور "أنيسة" فى فيلم عبد الوهاب الشهير، وكأن حياة سيدة الشاشة تكمن بين هلالين كبيرين، عنوانهما الأبرز هو كانون الثاني.
وطوال هذه المسيرة بين ضفتي الحياة، لم تتحمّس فاتن حمامة لفكرة كتابة مذكراتها رغم ثراء تلك الحياة وتشابكها مع كثير من الملفات المهمة في تاريخ مصر المعاصر حتى بعيداً من الحياة الفنيةز ربما تكون قد حكت وروت، شرحتْ واستفاضت في حوارات مطولة، لكنها رفضت في عقديها الأخيرين بالذات أي محاولة في سبيل إقناعها بتلك الفكرة، فيما سارع آخرون من رموز الفكر والفن والسياسة في الوطن العربي إلى كتابة مذكراتهم أو حتى تقديمها في حلقات تلفزيونية. بل وتصدت فاتن وأسرتها لمن حاول الادعاء بأنه يملك مذكراتها، ووصل الأمر إلى اللجوء للقضاء وأوقفت نشر كتاب ادعى أنه يحمل مذكراتها. لهذا تبقى مذكراتها التي أملتها لمجلة "الكواكب" العام 1956 هي تجربتها الأكثر وضوحاً وتماسكاً، والمحاولة الوحيدة التي تحمل موافقتها، وتكشف فيها فاتن حمامة جوانب خفية من حياتها الفنية والشخصية لا يعلمها عنها الكثيرون. تقول فاتن في الحلقة الأولى من من مذكراتها:لماذا أكتب مذكراتي؟
كان هذا هو السؤال الذي وجهته إلى نفسي أكثر من مرة، وقد بقى طويلاً بلا إجابة شافية حتى قرأت ما كتبه مفكر فرنسي شهير هو بليز باسكال، فوجدت فيه الإقناع القوي، وتناولت بعده القلم لأصوِّر فصول حياتي الماضية كما مرت بي تماماً.
يقول باسكال: "إن الماضى هو الرصيد الذي أدخره الأمس بحرص لينفقه الغد في حذر، هو مزيج من التجربة والخطأ، هو معاول تمهد الأرض التي أتعبتنا لنعود إلى السير عليها بلا مشقة، وليسير عليها مَن يجىء بعدنا في يسر".ماضينا إذن، كما تخيله باسكال، وكما تقدمه المذكرات الشخصية، مجموعة من المصابيح الهادية نتركها وراءنا لتنير الطريق، طريق الغد.. فإلى مَن ينضم إلى أسرة السينما بعدنا، وإلى مَن يهمه من أمرنا الكثير، أقدّم أنا فاتن حمامة هذه الصفحات من كتاب حياتي... وهي صفحات كتبها الكفاح. وصورتها الصراحة المطلقة. ورتبها بمعرفته القدر!!
فاتن حمامة.
(فاتن في طفولتها)وينبغي النظر إلى تلك المذكرات في ضوء مجموعة من الاعتبارات، أهمها:أولاً: بدأت سيدة الشاشة كتابة مذكراتها لمجلة "الكواكب" فى 3 حزيرانميونيو1956 بمناسبة بلوغها الخامسة والعشرين من عمرها (مواليد 27 أيار/مايو1931)، وهذا معناه أن تلك المذكرات قد توقفت عند سنواتها الـ25 الأولى من عمرها، ومن هنا تبرز أهمية ذكرياتها التى كتبتها بنفسها بعد هذا التاريخ والتى أخذت شكل مجموعة من المقالات حررتها بنفسها لبعض المجلات الفنية، لا سيما مجلة "الكواكب" ذاتها، واستكملت من خلالها الحديث عن أهم المواقف الفنية والإنسانية في حياتها. غير أن تلك المقالات قد توقفت هي الأخرى مع خروج فاتن من مصر العام 1965 هرباً من ملاحقة صلاح نصر، رئيس جهاز المخابرات المصرية في ذلك الوقت.
ثانياً: حاول البعض التشكيك في صحة هذه المذكرات، مثلما حدث مع نجيب الريحاني ومحمد عبد الوهاب وغيرهما، وأقول لكل هؤلاء أن المذكرات صحيحة تماماً، ونشرتها "الكواكب" على مدى 14 أسبوعاً. ولو كانت المذكرات منحولة أو منسوبة لصاحبتها كذباً، لانتبهت فاتن على مدى ثلاثة أشهر ونصف الشهر، استغرقها نشر المذكرات في مجلة كانت توزع 140 ألف نسخة أسبوعياً على الأقل، وتدخل كل بيت في الوسط الفني. ولسارعت لتكذيب ما جاء فيها والمطالبة بوقف النشر. لكن فاتن لم تفعل، بل كانت كثيراً ما تعقب على ما تم نشره في حلقة سابقة، وتربط بين الأحداث على النحو الذى يؤكد أنها كانت تتابع النشر أسبوعاً بأسبوع من دون أي ملحوظات تنال من مصداقية ما هو منشور.ثالثاً: لوحظ أنها تذكر في بداية الحلقة الأولى من المذكرات، أنها من مواليد الأول من أيار/مايو، رغم أنها دأبت بعد ذلك على الاحتفال بعيد ميلادها في 27 من الشهر نفسه، وهو خطأ وارد من محرّر المذكرات، تماماً مثل الخطأ الذي وقع فيه زوجها - في ذلك الوقت - عمر الشريف الذى كتب لها العام 1959 خطاباً يهنئها فيه بعيد ميلادها السابع والعشرين، ما يعني أنها من مواليد العام 1932 خلافاً للمعلومة المستقرة أنها مولودة في العام 1931.
(مع زوجها الأول عز الدين ذو الفقار)رابعاً: لوحظ أيضاً أن اهتمام فاتن حمامة في هذه المذكرات انصب في المقام الأول على حياتها الفنية والشخصية، من دون أن تشغل بالها بأية أمور أخرى فرعية، وهو يعكس جانباً مهماً من شخصيتها التي لا تجنح إلى التشتيت الذهني، والمؤمنة بأن لكل مقام مقال، ولكل حادث حديث.خامساً: تبقى واقعة شهيرة تتعلق بتلك المذكرات. فأثناء رئاستي لتحرير مجلة "الكواكب"، قررت إعادة نشر المذكرات، وجاءني صوت فاتن عبر الهاتف تطلب مني التوقف عن نشر بقية الحلقات، مؤكدة أنها ليست مذكرات بالمعنى المعروف، وإنما كانت مجموعة من المواقف صاغتها في حينها، وترفض الآن تسميتها بالمذكرات. وكان تعقيبي أنه مجرد إعادة نشر لمذكرات أبدت هي موافقتها على نشرها الأول في العام 1956، وأنه ليس فيها ما يضير صاحبتها في شيء، بل على العكس فإنها قدمت نظرة نقية لمرحلة مهمة من تاريخها كانت السبب وراء الصورة الذهنية التي ارتبط بها اسم فاتن عند مشاهديها. (مع زوجها الثاني عمر الشريف ليلة زفافهما يتوسطهما والدها)ورغم تفهمي لرغبة فاتن واحترامي لشخصها، فإني واصلت إعادة النشر باعتبار أن هذه المذكرات باتت ملكاً لقارئها، ما أغضب مني صاحبتها التي أعرفها منذ أواخر ثمانينيات القرن الماضي. فقد أرادت فاتن أولاً الحفاظ على فكرة أنها لم تكتب مذكراتها قط، ربما كنوع من الثبات على الموقف أو التباهي في زمن رضخ فيه الآخرون لمغريات الفكرة وراحوا يسطرون مذكراتهم في كتب وحلقات منشورة صحافياً أو تلفزيونياً. لكن الأهم، أن تلك المذكرات التي تناولت أعوامها الـ25 الأولى، غصت بالحديث عن زوجيها الأولين المخرج عز الدين ذو الفقار، والفنان عمر الشريف، فيما كانت وقت إعادة نشر المذكرات على ذمّة زوجها الثالث الدكتور محمد عبد الوهاب، أستاذ الأشعة المعروف الذي كانت تجلّه وتحترمه كثيراً، ولا تريد أن يتذكّر لها الناس تجربتيها السابقتين في الزواج وهي في عصمة رجل آخر.


المدن



ملاحظة : نرجو ممن يرغب بإضافة تعليق، صياغته بلغة لائقة بعيدة عن القدح والذم والتحريض المختلف أو المسّ بالكرامات. إن كل ما ينشر من مقالات وأخبار ونشاطات وتعليقات، لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع الذي لا يتحمّل أي أعباء معنويّة أو ماديّة من جرّائها.


التعليقات

لارسال تعليق يرجى تعبئة الحقول الإلزامية التالية

الاسم الكامل: اختياري *الرسالة : مطلوب

 البريد الالكتروني : اختياري

 الدولة : اختياري

 عنوان الرسالة : اختياري

 



INN LEBANON

اشترك و أضف بريدك لتلقي الأخبار

تابعونا على مواقع التواصل الاجتماعية
INN LEBANON ALL RIGHTS RESERVED 2025
top