على بعد خمسة عشر شهرا من العدوان على قطاع غزة، سطّرت خلالها المقاومة الفلسطينية ملاحم بطولية وانتصارات بوجه العدو الإسرائيلي موقعة في صفوفه خسائر كبيرة سواء بالارواح او العتاد، تم التوصل مساء امس الى اتفاق لوقف اطلاق النار بين حركة حماس والكيان الصهيوني برعاية من ثلاثية قطر ومصر وأميركا، وذلك بعد مسار طويل من جلسات التفاوض المباشرة وغير المباشرة.
الاتفاق الذي لاقى ترحيباً من مختلف الدول العربية والغربية، يعدّ انجازاً للرئيس الأميركي جو بايدن في أيام عهده الأخيرة، رأى البعض ان التوصل الى الصفقة صنيعة فريق الرئيس المنتخب دونالد ترامب.
الى ذلك وصف رئيس حركة حماس في قطاع غزة خليل الحية الاتفاق بأنه “لحظة تاريخية” مؤكداً ان “عدونا لن يرى منا لحظة ضعف ابداً”.
وفي السياق، فإن الاتفاق المؤلف من ثمانية بنود، ينطوي على مرحلتين، مدة الأولى ستة أسابيع يبدأ خلالها الانسحاب التدريحي للقوات الاسرائيلية من مناطق القطاع، كما تبدأ عملية تبادل الاسرى الاسرائيليين بمعتقلين فلسطينيين بمعدل ثلاثة اسرى في الاسبوع مقابل عشرة فلسطينيين لكل اسير.
وبحسب ما اكد مصدر من حركة حماس لـ””، فإنه سيتم اطلاق سراح ٣٣ اسيراً مدنياً اسرائيلياً على ان تفرج تل ابيب عن كبار السن والشباب ما دون الـ١٩ عاماً من الفلسطينيين المعتقلين في سجونها.
واكد المصدر ان حساب الاسرى من المجندين والمجندات لدى المقاومة سيختلف عن حساب الاسرى المدنيين اي ان عدد الفلسطينيين الذين سيفرج عنهم من سجون الاحتلال مقابل الاسرى العسكريين سيكون اكبر من العدد المفرج عنه مقابل الاسرى المدنيين. وفيما من المتوقع ان تبدأ مفاوضات المرحلة الثانية في اليوم السادس عشر من انطلاق المرحلة الاولى، بات اكيداً ان العدو الاسرائيلي سينسحب من محوري نتساريم وفيلادلفيا.
توازياً، اشار مصدر حركة حماس الى ان نقطة مهمة لا يزال العمل جارياً عليها، وهي ان يسلم العدو الاسرائيلي الحركة خرائط تظهر خطة انسحابه من المناطق، لافتاً الى ان الاصرار كبير على هذه النقطة كي لا يتكرر ما حصل في جنوب لبنان، ومؤكداً في الوقت عينه ان البحث في تنفيذها لن يوقف اعلان التوصل الى وقف لاطلاق النار.
اما البند الاهم في الاتفاق فينص على ادخال ٦٠٠ شاحنة محملة بالمساعدات الانسانية الى قطاع غزة يومياً، بالتوازي مع انطلاق اعادة اعمار القطاع.
اذاً، هي لحظات مجيدة يعيشها سكان قطاع غزة وهم يلملمون جراحهم المبلسمة بالصمود والعزة والكرامة، بعد ان تمكنوا من دحر العدو الغاصب. وها هي غزة “العزة” تكتب من جديد فصلاً جديداً من تاريخ مقاومة الكيان المحتل ، مرددة مع المطران الثائر الراحل هيلاريون كبوجي “في النصر صبر”، ففلسطين كانت وستبقى “عربية”.
The post وقف إطلاق النار في غزة.. المقاومة تسطر أروع ملاحم البطولة!.. ديانا غسطين appeared first on .