يوصف في السويداء بأنه العدو الأول للنظام السوري البائد، الذي هدده بالتصفية، كما فعل مع والده الشيخ وحيد البلعوس الذي اغتيل في العام 2015، بعد رفضه انتهاكات أجهزة أمن النظام، وتجنيد أبناء السويداء التي تقطنها غالبية درزية.الشيخ ليث البلعوس، قائد فصيل "قوات شيخ الكرامة"، يعد أحد أهم الشخصيات التي عارضت سابقاً نظام بشار الأسد، ويعتبره كثيرون بأنه صاحب المواقف "الأكثر وضوحاً"."المدن" أجرت مقابلة مع البلعوس، للوقوف على علاقة السويداء بإدارة العمليات العسكرية التي يقودها أحمد الشرع، وتصوراته لضبط الوضع الأمني في المحافظة.وتجنباً لـ"سوء الفهم" يدعو البلعوس إلى "التنسيق الدائم" بين فصائل السويداء وحكومة دمشق، ويستذكر المثل الشعبي "أهل مكة أدرى بشعابها" في تعليقه على الأنباء التي تتحدث عن طلب فصائل السويداء من إدارة العمليات أن تكون إدارة السويداء من عناصر محليين.يرد البلعوس بالنفي على المداولات التي تتحدث عن وجود عدد من ضباط النظام البارزين في السويداء، ويقول: "النظام سقط في السويداء في العام 2013".وتالياً نص المقابلة:قبل أيام أعلنت ثلاثة فصائل محلية في السويداء اتحادها في تشكيل واحد، وهي قوات شيخ الكرامة التي تقودها، وقوات العليا، وقوة مكافحة الإرهاب، ما هدف الخطوة، وتمهيداً لماذا؟إن اتحاد الفصائل التي تم ذكرها وباقي الفصائل التي لم تذكر، هو خطوه أولى نحو دمج وتوحيد جميع الفصائل والعناصر في تشكيل منظم يعتمد على أسس وتنظيم واستراتيجية لضبط انتشار السلاح ولتجنب الأخطاء الفردية التي يمكن ان تحصل.كذلك حتى نتوافق مع المرحلة التي نحن فيها وهي مرحلة بناء دولة.فصائل من السويداء أبدت استعدادها للانضمام إلى "الجيش السوري" الجديد، ما موقفكم في "قوات شيخ الكرامة"، وهل لديكم شروط قبل الانضمام، وإن كان لكم ما هي؟نحن أولاً كأبناء سوريا ومن ثم كأبناء السويداء ومن ثم كفصائل نؤيد أي خطوة تساهم في أمن واستقرار سوريا وأي خطوة تصب في هذا السياق نؤيدها وندعمها.يدور همساً في بعض الأوساط السورية أن السويداء تفضل تطبيق شكل الحكم اللامركزي في سوريا الجديدة، ما ردكم؟الهمس لا يعنينا ونحن إن كان هناك أي فكرة تصب في صالح الوطن ككل نتكلم فيها على العلن، ولا نحتاج أن نتهامس فيها، وإن موضوع الحكم اللامركزي هو مصطلح يتم تداوله في كثير من الأوساط، ولكن هذا الأمر يعد سابقاً لأوانه لأن الخطوة الأولى هي ترتيب الأفكار وتنسيق الجهود والتشارك لتشكيل دستور يحفظ حقوق جميع أطياف المجتمع ويقوم على مبدأ التشاركية والمساواة.وفق معلومات متداولة، طلب أهالي السويداء من حكومة دمشق أن يتولى إدارة المدينة أبناء السويداء، ما دقة ذلك، ولماذا هذا المطلب، وهل تعتقدون بأحقيته؟"أهل مكة أدرى بشعابها"، هذا الأمر يعطي طمأنينة للناس، ويصب في مصلحة الجميع وخصوصاً في هذه الفترة الحساسة، التي تحمل التخوف وعدم الفهم الواضح لمآلات الأمور.أكدت في تصريح إعلامي سابق، أنك لن تسمح لأي فصيل بدخول السويداء، هل ينطبق ذلك على "إدارة العمليات"، بمعنى هل تنظرون لها على أنها مجرد فصيل اليوم؟تصريحنا السابق واضح، أي شخص أو أي فصيل أو أي جيش يدخل المحافظة بقصد استغلال أو تنفيذ أهداف شخصية أو لجلب الضرر والبلاء للمحافظة نحن ضده.لكن اليوم نحن و"إدارة العمليات" في دمشق بنفس المرتبة، فكلنا كان لنا دور في تحرير سوريا، وكلنا يجب أن نساهم في اتخاذ أي قرار يخص بناء دولة يسودها الأمن والأمان، وأفضل الطرق هو التنسيق المستمر والدائم بيننا لتجنب الاختلاف في وجهات النظر وسوء الفهم.بعض المصادر السورية تحدثت عن اختباء بعض أركان النظام السابق في السويداء، هل لديكم معلومات عن بعض الشخصيات، وما موقفكم من ذلك؟غير صحيح، لأن السويداء أسقطت النظام منذ العام 2013، ولم يكن مرحباً فيها بتواجد أي شخص من أركانه، بالتالي لن يكون لهم في هذه الفترة أي تواجد أو حماية، وطبعاً مثلنا مثل باقي الشعب السوري نطالب بمحاكمة أي شخص تورط بدماء السوريين.على ذكر أركان النظام السابق، أحد رواد مواقع التواصل الاجتماعي طالبكم شخصياً وفق ما رصدنا، بإزالة "متحف" مقتنيات الراحل العميد عصام زهر الدين، الذي ارتكب انتهاكات وجرائم موثقة ضد السوريين المعارضين، ما ردكم عليه؟منذ بدايات الثورة أعلنا حرمة الدم السوري على السوري، وأخذنا أكثر من إجراء بهذا الأمر، ومنعنا شبابنا من الالتحاق بالخدمة الإلزامية، ولو كان الجميع اعتمد هذا الأمر كان النظام قد سقط منذ زمن طويل، وتجنبناً 14 سنة من هذه الحرب الطاحنة التي كان وقودها الشبان السوريين.لكن مع ذلك كان هناك تواجد قليل لعناصر النظام من أبناء السويداء، وكان تسليط الضوء عليهم إعلاميا يبدو مدروساً، وهذه من وسائل النظام البائد لتكريس الطائفية.هذه التشكيلات ذهبت بذهاب هذا النظام، وهذا "المتحف" حسب وصفكم هو مكان شخصي عادي، كان في وقت سابق رمزاً للبعض، وليس للشريحة العظمى في المحافظة، علماً أنه لم يُشيّد من قبل أبناء المحافظة.ختاماً ما الذي تحتاجه سوريا للنهوض وتجاوز تداعيات الحرب المدمرة، وكيف تنظرون إلى مستقبل البلاد؟الدمار الذي حل في بلدنا الحبيب سوريا أكبر بكثير من المتوقع، ولكن الأمل اليوم بالتخلي عن الخلافات، ورص الصفوف ونبذ التفرقة بين جميع أطياف المجتمع، ويجب أن تكون هذه الخطوة هي الأولى والأساسية في بناء الوطن.الاعتماد على الأكفاء يمكن أن يٌعيد سوريا لمكانها الصحيح، وخارجياً لا بد من إعادة العلاقات التي تصب في مصلحة وتطوير الدولة، وليس كما كان زمن النظام البائد الذي باع الثروات ونهب الخيرات.