انطلقت عصر اليوم الجولة الثانية من الاستشارات النيابية غير الملزمة التي يجريها الرئيس المكلف القاضي نواف سلام في إطار تشكيل الحكومة اللبنانية الجديدة. الاستشارات التي تُجرى في مجلس النواب في ساحة النجمة، تتضمن لقاءات مع مختلف الكتل النيابية والمستقلين، في خطوة حاسمة نحو تحديد شكل الحكومة المقبلة وتوزيع الحقائب الوزارية، على أن تُستكمل الاستشارات صباح الغد.
دعم للحكومة وكفاءاتفي أولى لقاءاته، استقبل الرئيس المكلف نواف سلام كتلة حزب "الكتائب اللبنانية" برئاسة النائب سامي الجميل، والتي تضم النواب: نديم الجميل، إلياس حنكش وسليم الصايغ. بعد اللقاء، أعرب النائب الجميل عن أمله في أن تكون الحكومة الجديدة حكومة كفاءات، مشيراً إلى أن شكل الحكومة هو مسألة تترك للرئيس عون والرئيس المكلف لتحديدها. وأضاف الجميل أن حزب "الكتائب" يمتلك رؤية شاملة للقطاعات كافة، وأنه سيسعى لوضع هذه الرؤية في خدمة الحكومة الجديدة.
وأشار الجميل إلى أن لبنان في حاجة إلى انطلاقة جديدة بعيداً عن أي إقصاء، مؤكدًا أنه لا يجب العودة إلى التجاذبات السياسية التي شهدتها البلاد في الماضي. كما شدد على أن العمل يجب أن يتم في إطار من الشراكة مع جميع المكونات اللبنانية، تحت سقف الدستور والقانون.
بعد اللقاء مع كتلة "الكتائب"، التقى الرئيس المكلف سلام كتلة "نواب الأرمن" التي تضم النائبين آغوب بقرادونيان وأكوب ترزيان. وأكد النائب بقرادونيان في تصريح له على أهمية تشكيل حكومة جامعة، مشدداً على ضرورة الالتزام بالدستور في عملية التشكيل.مقاطعة وفجوة سياسية؟من جهة أخرى، التقى سلام النائب عن "الجماعة الإسلامية" الدكتور عماد الحوت. ورغم هذه اللقاءات، لا يزال موقف الثنائي "أمل" و"حزب الله" يكتنفه الغموض في ما يتعلق بالحكومة المقبلة، حيث تشير المعطيات إلى إمكانية استمرار المقاطعة من قبلهم أو دخولهم في مفاوضات لتحديد مشاركتهم في الحكومة المقبلة.
في هذا السياق، يبدو أن المساعي الدولية، وخصوصاً من قبل فرنسا، بدأت تساهم في معالجة الأزمة وتوجيه مسار الأمور نحو التفاهمات الضرورية لتشكيل حكومة جديدة. كما أن الرئيس عون يولي أهمية بالغة في إنجاح تشكيل الحكومة، حيث يُعتبر هذا التشكيل بمثابة حكومة العهد الأولى له، ما يجعل أي إخفاق في هذه المهمة يحمل تداعيات كبيرة على صورة العهد ومستقبله.
وفي تطور لافت، أصدر النائب الدكتور قاسم هاشم عن كتلة "التنمية والتحرير" تصريحًا شديد اللهجة، حيث استنكر "النصائح الممجوجة" التي تُروج من قبل بعض الأطراف، مشيراً إلى أن هذه النصائح "يعشعش بين حروفها الحقد والتضليل". ووجّه هاشم سؤالًا عن "المؤسسات المقفلة" التي يتحدث عنها البعض، داعياً إلى ضرورة التوقف عن لغة التشكيك وإعادة التفكير في مسار الأمور.زيارات ووساطات دوليّةفي هذه الأثناء، وضمن الجهود الدولية لدعم الاستقرار السياسي في لبنان، استقبل الرئيس اللبناني العماد ميشال عون في قصر بعبدا وزير خارجية إسبانيا والاتحاد الأوروبي والتعاون، خوسيه مانويل ألباريه بويينو، في زيارة تهدف إلى تعزيز التعاون بين البلدين في ظل الأزمات التي يمر بها لبنان.
إلى ذلك، تستمر المشاورات السياسية حيث يسعى الرئيس المكلف نواف سلام إلى تشكيل حكومة قادرة على مواجهة التحديات الاقتصادية والسياسية التي تعصف بالبلاد. ورغم التفاؤل الذي أبدته بعض الكتل، تبقى المواقف السياسية بين الأفرقاء الرئيسية غير واضحة، مما يرفع من منسوب الترقب حول مسار تشكيل الحكومة في الأيام المقبلة.