أعلن القائد العام لـقوات "قسد" مظلوم عبدي، أن قواته توافق على تسليم النفط لحكومة تصريف الأعمال في دمشق، مشترطاً أن توزع الثروات بشكل عادل بين المحافظات السورية، مشيراً في الوقت نفسه، إلى أن المشاورات مع قائد الإدارة السورية الجديدة أحمد الشرع، إيجابية، وأن اندماج "قسد" في الجيش السوري وتسليم سلاحها، ممكن عندما يكون هناك وقف شامل لإطلاق النار.
لامركزية الشمال
وأكد عبدي، في مقابلة تلفزيونية مع "الشرق"، أن المطالب بإدارة لامركزية في مناطق شمال شرق سوريا، لا يتعارض مع وحدة البلاد، بل هو "الخيار الأنسب" للواقع السوري، مشيراً إلى أن طرح هذا المطلب على الإدارة السورية الجديدة، في مشاورات سابقة، داعياً إلى الحوار من أجل دراسته.
وأوضح أن اللامركزية التي يطالب بها الأكراد، هي "لامركزية جغرافية، وليست على أساس قومي"، قائلاً: "لا نطالب ببرلمان وحكومة منفصلة"، وإنما ربط المؤسسات العسكرية والمدنية الكردية، مع الإدارة السورية الجديدة، بشكل يحافظ على خصوصيتها.
وفي إطار الآلية الكردية، أبدى قائد "قسد"، انفتاحاً على تسليم ملف الموارد النفطية للإدارة المركزية، بشرط أن يتم توزيع الثروات بشكل عادل على جميع محافظات سوريا.
ونفى عبدي أي تشابه بين تجربة أكراد سوريا، وتجربة إقليم كردستان العراق، مؤكداً أن الوضع مختلف، لأن العراق دولة فيدرالية وإقليم كردستان كذلك، "بينما نحن لا نطالب في الوقت الحالي بالفيدرالية".
ودعا إلى الحفاظ على حقوق المكوّن الكردي، مثل حقوق المكوّنات الأخرى، من خلال دستور يتم التوافق عليه بين السوريين، وإلى وجوب الحفاظ على مطالب كل المكوّنات في المستقبل، قائلاً إن "قسد" ستكافح من أجل تحقيق ذلك.
مصير "قسد"
ورأى أن السيناريو الأفضل لسوريا يتمثّل في اتفاق السوريين حول الدستور، والعمل على بناء سوريا جديدة عبر الحل الوسط، لافتاً إلى أن أسوأ السيناريوهات، "هو عدم ثقة السوريين ببعضهم البعض، وتدخل الدول الإقليمية، ما يعيدنا إلى المربع الأول".
ووصف عبدي المشاورات مع الشرع، بـ"الإيجابية"، مشيراً إلى "الاتفاق على الخطوط العريضة المتعلقة بوحدة الأراضي، والحفاظ على الأمن والاستقرار وتماسك المؤسسات". كما كشف عن اتفاق على "تشكيل لجنة عسكرية إدارية لدراسة التفاصيل".
وعن مصير "قسد"، أكد قائد قوات سوريا الديمقراطية، الانفتاح لربط قواته بوزارة الدفاع ككتلة عسكرية، تعمل وفق القوانين والضوابط، مضيفاً أن الاندماج لن يكون على مستوى الأفراد.
العلاقة مع تركيا
وعن إمكانية اندماج "قسد" في الجيش السوري وتسليم سلاحها، أوضح عبدي أن ذلك ممكن في حال التوصل إلى وقف شامل لإطلاق النار، ويتوفر الأمن والاستقرار، مؤكداً أنه لا أفق للسلام القريب في ظل الهجمات التركية المستمرة.
وإذ أشار إلى مساعٍ لـ"هدنة" مع أنقرة لوقف إطلاق النار، اتهم تركيا بالإصرار على معارضة "الوجود الكردي" على حدودها.
وأكد عبدي أنه لا توجد أرضية لتنفيذ المطالب التركية بمحاربة "داعش"، من دون "قسد"، متحدثاً عن وجود 28 سجناً لمعتقلي "داعش"، وأن جميع المكوّنات، ليست مستعدة للتعامل مع الجانب التركي.
وفي السياق، دعا عبدي، الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب، إلى الالتزام بقرارات 2019 المتعلقة بوقف الهجوم التركي، كما دعا الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى الاحتكام للعقل ونشر السلام، وطالب أحمد الشرع بـ"عدم التخلي عن أسلوب الحوار"، داعياً السوريين إلى "الحفاظ على وحدة بلادهم، وأمنها "والعمل معاً لبناء سوريا جديدة".