استشهد وأصيب عشرات الفلسطينيين، اليوم الأربعاء، في هجمات مكثفة شنّها جيش الاحتلال الإسرائيل، على مناطق مختلفة في قطاع غزة، مستبقاً اتفاق وقف إطلاق النار، فيما يزور قائد القيادة الوسطى الأميركية مايكل كوريلا تل أبيب لإجراء محادثات في ظل توقعات إسرائيلية مصدرها الجيش ووزارتي المالية والخارجية، بأن الحظر الذي فرضته إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن على نقل قنابل بزنة طن وجرافات D9 العملاقة إلى إسرائيل، سينتهي خلال أسبوع، وبعد دخول الرئيس المنتخب دونالد ترامب، إلى البيت الأبيض مباشرة.
الاحتلال يكثّف هجماته
وكثف الاحتلال، اليوم، هجماته الجوية على مناطق متفرقة في القطاع، في حين جددت المدفعية الإسرائيلية، نسف المربعات السكنية خصوصاً في شمالي القطاع، بينما استهدفت الهجمات الجوية والمدفعية، مراكز الإيواء وخيام النازحين، مرتكباً المزيد من المجازر التي ذهب ضحيتها عشرات الشهداء والجرحى. وطال القصف مدينة غزة ومخيم جباليا، وسقط 5 شهداء باستهداف لشمالي رفح، وشهيدان في شرقها، بالإضافة إلى عدد من الجرحى. كما انقطع التيار الكهربائي داخل المستشفى الإندونيسي، بعد استهداف الطاقة الشمسية مصدر الطاقة الوحيد داخله. وافيد عن سقوط 33 شهيداً، جراء القصف، منذ فجر اليوم الأربعاء. كما
وأعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة، أن الاحتلال ارتكب 6 مجازر في قطاع غزة، وصل منها إلى المستشفيات 63 شهيداً و253 جريحاً خلال الـ24 ساعة الماضية. وأشارت إلى أن عدداً من الضحايا لا يزال تحت الركام وفي الطرقات، ولا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم. وأضافت أن حصيلة العدوان ، ارتفعت إلى 46 ألفاً و707 شهداء، و110 آلاف و265 جريحاً، منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023. أما بالنسبة إلى المعتقلين، فقد كشفت حكومة الاحتلال، للمحكمة العليا، أن عدد الأسرى الفلسطينيين، بلغ منذ بدء الحرب، 3 آلاف و636 أسيراً.
650 ألف طفل خسروا التعليم
من جهته، قال المفوض العام للأونروا فيليب لازاريني إن 650 ألف طفل خسروا سنتين من التعليم في غزة والأونروا وحدها من يمكنها إعادتهم للتمدرس، مشيراً، من ناحية أخرى، إلى أن الاونروا، هي الجهة الاكبر، لتقديم الخدمات الصحية في غزة. وقال إن إسرائيل أصدرت قرارين لوقف عمل الأونروا، "مما يصعب أداء عملنا، ويحرم موظفينا من تأشيرات الدخول للعمل في الأراضي الفلسطينية"، مشدداً على أن "الإجراءات الإسرايلية ضد المنظمة، إنتهاك للقوانين الدولية وتقويض لعمل الوكالة". واضاف "لا يمكن فهم صدور قانون عن برلمان دولة يقوّض عمل وكالة إغاثية مثل الأونروا".
في غضون ذلك، قال الجيش الإسرائيلي، في بيان، اليوم الأربعاء، إن قائد القيادة الوسطى الأميركية التي تشرف على العمليات في الشرق الأوسط، الجنرال مايكل كوريلا، والذي يزور إسرائيل حالياً، أجرى محادثات مع رئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي.
وجاء في البيان: "عقد القائدان اجتماعاً استراتيجياً، ركز على تقييم الوضع الإقليمي، وبحث في التحركات المحتملة لمواجهة التهديدات فضلا عن المستجدات في الشرق الأوسط" موضحا أن كوريلا وصل إلى إسرائيل الاثنين.
رفع الحظر
وفي الإطار، توقّع مسؤولون في الجيش الإسرائيلي، ووزارتي المالية والخارجية، أن الحظر الذي فرضته إدارة بايدن على نقل قنابل بزنة طن وجرافات D9 العملاقة إلى إسرائيل سينتهي خلال أسبوع، وبعد دخول الرئيس المنتخب، دونالد ترامب، إلى البيت الأبيض مباشرة.
وذكرت صحيفة "ذي ماركر"، اليوم الأربعاء، أن هذه التوقعات، تستند إلى أن الكونغرس الأميركي قد صادق في الماضي على هذه الشحنة، وأنه تبقى أن يوقع وزير الخارجية في إدارة ترامب، ماركو أنطونيو روبيو، على نقل هذه الشحنة. واضافت أن التقديرات في غسرائيل، أن روبيو ووزير الدفاع الجديد، بيت هيغسيث، ومستشار الأمن القومي القادم للبيت الأبيض، مايك وولتس، يعتبرون مؤيدين لإسرائيل، وأنهم لن يستخدموا نقل الجرافات والقنابل الكبيرة إلى إسرائيل كورقة مساومة، حسبما ذكرت صحيفة "ذي ماركر" اليوم، الأربعاء.
وتراوحت قيمة الأسلحة الأميركية التي نُقلت إلى إسرائيل منذ بداية الحرب على غزة، بين 6 إلى 7 مليارات دولار، بالإضافة إلى مساعدات مالية بحجم يتراوح بين 8 غلى 9 مليارات دولار، بينها حوالي 5 مليارات لتمويل دفاع جوي لإسرائيل، بواسطة منظومات اعتراض الصواريخ، "القبة الحديدية" و"مقلاع داود" ومنظومة تستند إلى الليزر، إضافة إلى 3.5 مليار لأهداف تختارها إسرائيل.
وحاول مسؤولون إسرائيليون، أخيراً، إقناع أعضاء كونغرس مؤيدين لإسرائيل بزيادة المساعدات، إثر الحديث في الولايات المتحدة حول زيادة ميزانيتها من أجل مواجهة عاصفة "هيلين"، التي ضربت الساحل الشرقي، لكن تم رفض طلب إسرائيل لأنه لم تتم زيادة الميزانية الأميركية.
وتأمل إسرائيل، بزيادة المساعدات الأميركية، التي قيمتها حاليا 3.8 مليار دولار سنويا لمدة عشر سنوات وتنتهي في العام 2028، بهدف إبرام صفقات لشراء أسراب طائرات مقاتلة ومروحيات شحن ومروحيات مقاتلة بمليارات الدولارات.
ونقلت الصحيفة عن مسؤول في الحكومة الإسرائيلية قوله، إن إسرائيل متعلقة بزيادة المساعدات الأميركية بكل ما يتعلق بقدرتها على التسلح مجدداً، وبناء قدرات عسكرية جديدة بعد الحرب، وأن التقديرات في إسرائيل، هي أن هذه المساعدات ستزداد، لأن قدرة الشراء الإسرائيلية في المجال الأمني، تراجعت إثر ارتفاع أسعار الأسلحة في العالم، وأن الحرب أوضحت أن إسرائيل تواجه تهديدات جديدة، ولأن إسرائيل أثبتت بالحرب تفوق السلاح الأميركي الذي استخدمته.