أعلنت تل أبيب موافقتها على صفقة تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في قطاع غزة، وذلك بعد أن قدّم الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب، مجموعة هدايا إلى الحكومة الإسرائيلية ووزرائها على شكل تلبية مطالب.
تعهّد ترامب
ونقل محلل الشؤون الاستخباراتية في صحيفة "يديعوت أحرونوت" رونين بيرغمان، اليوم الثلاثاء، عن مصدر مطلع على التفاصيل، قوله إن ترامب تعهّد لرئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، وإلى وزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر، بأنه إذا وافقا على وقف إطلاق نار، وانسحاب قوات الجيش الإسرائيلي من قطاع غزة، فإنه سيدعم إسرائيل لاحقاً إذا قررت استئناف الحرب على غزة، وانتهاك وقف إطلاق النار.
ووفقاً لبيرغمان، زعمت مصادر إسرائيلية أخرى أن "كل ما يحدث أمام الجمهور، وضمن ذلك معارضة اليمين، هو جزء من مسرحية". وقال إن ترامب ومستشاريه أثبتوا في الماضي، قدرتهم على تنفيذ أمور غير متوقعة، مثل "اتفاقيات أبراهام"، والآن صفقة التبادل ووقف الحرب، وليس من خلال اتفاقيات ذات نصوص ملائمة لجميع الأطراف، وإنما من خلال إنشاء "سبب جيد ومنافع شخصية" في مكان آخر.
اتفاقيات أبراهام
وفي ما يتعلّق باتفاقيات أبراهام، قال بيرغمان، إن ترامب اعترف بسيادة المغرب في الصحراء الغربية، ومنح الإمارات عقداً لتزويدها بالسلاح، ومن ضمن ذلك طائرات مقاتلة متطورة، بموافقة صامتة من جانب إسرائيل.
وأضاف بيرغمان، أنه من أجل أن تسمح السعودية بعبور رحلات جوية إسرائيلية في أجوائها، مارس ترامب ضغطاً على نتنياهو، كي يستأنف رخصة تشغيل برنامج التجسس "بيغاسوس"، وهو أحد الأدوات المفضلة في السعودية. وتابع أن "بيغاسوس، برنامج التجسس الإسرائيلي الأكثر تطوراً في العالم، كان حلقة الوصل بين معظم المشاركين في اتفاقيات أبراهام، ومن ضمنهم أوغندا، وكذلك الولايات المتحدة بشكل سري. وفي نهاية الأمر، يفترض بالصفقة الجاري نسجها الآن، أن تؤدي دوراً في اليوم التالي (للحرب على غزة) أيضاً، وبضلوع السعوديين والإماراتيين".
وقال المحلل الإسرائيلي إنه من المرجح الآن أن يتبنى ترامب مجدداً هذه الرسائل"، مضيفاً "وليس مستبعداً أن يسمح لإسرائيل وNSO شركة التجسس الهجومي الإسرائيلية التي طورت بيغاسوس، وتخضع لعقوبات أميركية، بالعودة إلى لعب دور مركزي في الدبلوماسية الدولية".
استيطان في الضفة
وزعم بيرغمان، أن عدداً من المصادر أفاد، بأن وزير المالية بتسلئيل سموتريتش، سيحصل مقابل الصفقة مع غزة، على موافقة أميركية لتنفيذ أعمال بناء استيطاني واسعة في الضفة الغربية، "مثلما تعهد مسؤولون كبار في إدارة ترامب المستقبلية".
وأضاف بيرغمان، أن سلة هدايا ترامب شملت أيضاً، إلغاء قائمة العقوبات التي فرضتها إدارة بايدن على المستوطنين الإرهابيين، وثمة مؤشرات على أن ترامب يعتزم شن "حرب ضروس" ضد المحكمتين الدولتين في لاهاي، وضد إصدار مذكرات الاعتقال الدولية، ضد نتنياهو ووزير الدفاع السابق يوآف غالانت، وضد خطوات أخرى قد تتخذ ضد مسؤولين إسرائيليين آخرين.