قال وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف، إن موسكو على تواصل دائم مع الإدارة السياسية الجديد في سوريا، مؤكداً أن نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد لم يبدِ أي استعداد لتقاسم السلطة مع المعارضة، خلال السنوات العشر الماضية.تواصل دائموقال لافروف في مؤتمر صحافي، اليوم الثلاثاء، إن السفارة الروسية لم تغادر العاصمة السورية دمشق، مؤكداً وجود تواصل دائم مع الإدارة الجديدة في سوريا، لكنه لفت إلى أن موسكو تسعى لأن تكون ذات فائدة في الأوضاع الراهنة، وذلك فيما يتعلق بإقامة حوار جامع بمشاركة كل القوى القومية والسياسية والطائفية وبمشاركة جميع الأطراف الخارجية المعنية.وأضاف أن تواصل روسيا مع تركيا ودول الخليج ونتائج الاجتماعات الأخيرة، تظهر أن الجميع ينطلقون من أن هذه العملية "يجب أن تشارك بها روسيا وإيران إذا كانت هناك رغبة حقيقية في الوصول إلى نتائج مستدامة وملموسة وليس فقط تصفية الحسابات بين المتنافسين على الأراضي السورية".تقاسم السلطةوأكد أن نظام الأسد المخلوع، لم يبدِ أي رغبة في تقاسم السلطة مع المعارضة السورية، موضحاً أنه منذ أن طلب الأسد من روسيا التدخل، وبعد إقامة صيغة استانة، ماطل نظام الأسد على مدار العشر سنوات الماضية، في العملية السياسية رغبة منه في إبقاء الوضع على ما هو عليه.وأضاف أن هذه المماطلة رافقتها مشكلات ناتجة عن العقوبات الاقتصادية التي خنقت الاقتصاد السوري، بينما تعرض الجزء الشرقي من سوريا الغني بالنفط "للاحتلال" من الولايات المتحدة وتم استغلال الموارد المستخرجة هناك لصالح دعم الروح الانفصالية في شمال شرق سوريا.وقال إنه عندما تحدثت موسكو مع الأكراد في شمال شرق سوريا، عن ضرورة وجود سلطة مركزية، "قالوا إن الولايات المتحدة ستساعدهم على إنشاء حكومتهم، فقلنا لهم إن تركيا وإيران لن تسمحا بقيام دولة خاصة بكم"، وإن حقوق الأكراد يجب أن تؤمن في إطار سوريا والعراق وإيران وتركيا".وحسب لافروف، لم يلقِ نظام الأسد بالاً لتلك النقاشات، إلى أن وصلت الإصلاحات التي تحدثت عنها الأمم المتحدة ومنصة موسكو ومنصة القاهرة والمعارضة التي كانت في اسطنبول، وكذلك الاتصالات بين هذه الأطراف، إلى طريق مسدود وإلى فراغ أسفر عن هذا الانفجار.علاقات مثمرةفي غضون ذلك، قال نائب وزير الخارجية الروسية ميخائيل بوغدانوف، إن روسيا تتابع باهتمام تطورات الوضع في سوريا وتنظر إلى العلاقات مع دمشق، باعتبارها من أولويات سياستها الخارجية.وقال في مقابلة مع إعلام روسي، إن العلاقات بين روسيا وسوريا "تدخل اليوم في منعطف نوعي جديد وعلى الجانبين الانطلاق من الإرث العميق للصداقة بين الشعبين الروسي والسوري للحفاظ على المكتسبات والمنجزات والمضي الى الأمام في خلق مناخات جديدة للتعاون البناء".وأعرب عن ارتياح الدبلوماسية الروسية للتصريحات الإيجابية الصادرة عن الادارة السورية الجديدة تجاه روسيا، والحرص على العلاقات الاستراتيجية بين البلدين، لافتاً إلى أن موسكو ترى أن في المواقف الإيجابية أرضية قوية للانطلاق نحو الأفضل.وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد أرسل إشارات إيجابية عن رغبة بلاده في إقامة علاقات مع الإدارة السورية الجديدة، مؤكداً أن الفصائل المعارضة وهيئة تحرير الشام التي أسقطت الأسد، قد تغيرت.