في أول ظهور علني له بعد سقوط نظام بشار الأسد، أطلق الممثل السوري مصطفى الخاني، المعروف بدور "النمس" في سلسلة "باب الحارة"، سلسلة تصريحات مثيرة في مقطع فيديو عبر "يوتيوب" تناولت مواقفه السابقة من النظام وانتقاداته للفساد ورؤيته لمستقبل سوريا.
وقدم الخاني المعروف بمواقفه المؤيدة للنظام وظهوره المتكرر مع الرئيس المخلوع بشار، وزوجته أسماء الأخرس، وشقيقه ماهر قائد الفرقة الرابعة سيئة السمعة، في مناسبات عديدة، مراجعة شاملة لتجربته ومواقفه السابقة، معترفاً بأنه كان يرى النظام خياراً أفضل مقارنة بالبدائل المطروحة آنذاك، حسب تعبيره، واصفاً المعارضة مرة أخرى بـ"الإرهابية" ما يجعله "أول المعارضين".
وأشار الخاني إلى أن النظام خذل مؤيديه وارتكب جرائم فادحة بحق الشعب السوري، واصفاً ما فعله بأنه "يفوق في فداحته الاحتلال الفرنسي". كما تطرق إلى صوره التي جمعته بقيادات النظام، موضحاً أنها كانت في إطار مناسبات رسمية أو اجتماعية، نافياً وجود علاقة وثيقة وأكد أن موقفه السابق لم يكن نابعاً من مصالح شخصية.وفي تصريحاته، انتقد الخاني بشدة تفشي الفساد في مؤسسات الدولة تحت حكم الأسد، واصفاً النظام بأنه "شبكة معقدة من المصالح الشخصية التي دمرت سوريا اقتصادياً واجتماعياً". كما لم يسلم المعارضون المسلحون من انتقاداته، حيث أبدى رفضه لما وصفه بـ"التطرف الذي أساء للقضية السورية"، مؤكداً أنه "إذا كان سيحكمنا التطرف، فأنا أول المعارضين".ورغم اعترافه بمواقفه السابقة، أكد الخاني أنه لا يطلب المسامحة من أحد لأنه "لم يخطئ بحق أحد". واستمر في تلميع صورة النظام المخلوع عندما قال أن أحداً لم يجبره أو يطلب منه في يوم من الأيام أن يصرح أو يخرج بأي لقاء، في إشارة للقاءاته التلفزيونية حيث يمدح الأسد وعائلته. وجاءت ردود الأفعال في وسائل التواصل ساخرة ومنتقدة بشدة لتصريحات الخاني، وقال أحد المعلقين حول فكرة أن الموالاة والمعارضة تندرج ضمن حرية الرأي طالما أن الشخص لم تتلوث يديه بالدماء، إلا أن دعم المجرمين عمل غير أخلاقي، وطالب الخاني على الأقل بتقديم اعتذار للسوريين.تخرّج الخاني في المعهد العالي للفنون المسرحية في دمشق العام 2001، وبدأ مسيرته الفنية في أواخر التسعينيات، حيث شارك في أعمال درامية مثل "الفوارس" و"الزير سالم"، إلا أن دوره في مسلسل "باب الحارة" بشخصية "النمس" كان نقطة التحول في مسيرته الفنية، وكان الخاني من الفنانين الذين أبدوا دعمهم لنظام بشار الأسد خلال سنوات الصراع في سوريا، وظهر في مناسبات عديدة مع شخصيات بارزة في النظام، ما أثار جدلاً حول موقفه من الأحداث الجارية في البلاد.على الصعيد الشخصي، تزوج الخاني من يارا بشار الجعفري، ابنة مندوب سوريا لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري، لكن الزواج لم يستمر طويلاً، إذ انفصلا بعد عامين.