2025- 01 - 15   |   بحث في الموقع  
logo الإحباط الشيعي..أطلقه محمد رعد وتغذيه "القوات" logo سلام "يمدّ اليدّ" لحكومة كفاءات: المستقبل يبدأ الآن logo "الثنائي" يقاطع الاستشارات أم الحكومة؟ logo حزب الله يفكك ميليشياته بسوريا ويتخلى عن مقاتليه السوريين logo قتلى وأسرى ومخطوفين.. ماذا حصل في ريف جبلة؟ logo هؤلاء افتعلوا حرائق أميركا الكارثية!..(جهاد أيوب) logo جريمة قتل مروعة في لبنان.. إليكم التفاصيل logo "العربي الجديد" ينشر تفاصيل الاتفاق المرتقب بين حماس وإسرائيل
"من باب الإحتياط" لتيسير البطنيجي: مفاتيح فلسطين
2025-01-14 13:25:45

إذا أردنا تدريس مادة التاريخ بنمط حديث ومتفاعل من خلال الفنون، فلا بد لنا أن نعرج الى زوايا معرض "من باب الاحتياط" للفنان الفلسطيني تيسير البطنيجي برسومه ولوحاته ومجموعة صوره الفوتوغرافية التي تضج بألم مزمن يومي من وطأة الشتات، والغربة والهجرة والتهجير من الوطن الأم الى الإقامة القسرية في بلد آخر. قد يكون هذا المعرض في غاليري" صفير زملر" في وسط بيروت، فصلاً من فصول تاريخ فلسطين طبعاً بمعمودية ألم شعبها وجلجلته، إضافة الى أن صدى هذا الوجع الوجودي قد يصل الى بيروت الجريحة ولبنان المأزوم، الذي لم ينته أيضاً المه الى الآن. يعرّيك هذا المعرض بكشف القناع عن الألم من خلال محطات عديدة، أولها الشوق لتراب فلسطين، الذي "تربع" في أكوام موزعة، في حقيبتَي سفر وذلك على جهة اليمين من مدخل صالة العرض، وهي عادة تبناها الفنان البطنيجي في معارضه الجوالة في محاولة لتثبيت تعلقه بوطنه فلسطين.
زوايا المعرض مثقلة بصدى الألم بكل وجوه. اللافت زاوية تضم 100 صورة فوتوغرافية من أصل مجموعة من 253 للفنان لبطنيجي بعنوان "المفتاح" حيث يتوسط كل صورة مفتاح يعكس وجهة إستعماله والمستوى الإجتماعي للبيت المدمر من العدوان. ثمة صورة لمفتاح لاجئين في خيمة في رفح، وبعض الصور تعود لمفاتيح بيوت مدمرة تحمل تعليقاً واضحاً أن لا معلومات متوافرة عن مالكيها، وهو ذروة الانسلاخ من الجذور، والشتات النهائي إلى وطن جديد دون أمل العودة. هذه الصور إثبات للمجازر في حق الأبرياء، ومنهم أفراد من عائلة الفنان نفسه. المفاتيح هي من كل شبر من فلسطين، من رفح، من شارع المنصورة، من بيت لاهيا وسواها، وهي شهادات حية لمحاولة التهجير الجماعي للفلسطينيين من ديارهم. في الزوايا الأخرى، يطوف تيسير البطنيجي بلوحات من ألوان الباستيل، في مكان خاص، ينقل فيه عبر اللون أو الألوان إنعكاسات التواصل الهاتفي مع الناس المحكومين بالألم. يتدرج هذا الشعور الممزوج بالإرهاق الواضح، في لوحة مسكونة بظلال بشر أو حتى بلوحة يمتد فيها اللون الأسود الداكن، فيتحول العمل إلى ستارة تحجب بلون يلفه الظلام، أي نور، فيصبح كأنه ليل قاتم حل علينا وعليهم. يترجم الألم في أعمال فنية أخرى، منها لوحات زيتية تحولت إلى عاصفة كثيفة ممزوجة بألوان مضيئة متداخلة، تعكس ألم المتخبط مع نفسه، وفي الوقت نفسه تبقى ملامحه غير واضحة.تستمر سردية الألم في مجموعة لوحات صغيرة الحجم، حيث ينكب الفنان تيسير البطنيجي عبر استخدام أقلام ملونة، على ملء فراغ اللوحة بلون يعكس بإمتداده مسار الألم المسكون فيه.
هذا التعبير يعيدنا إلى الطفولة المسلوبة من الفلسطينيين الصغار، التي عرفها البطنيجي. يستخدم تقنية بسيطة قضت بعكس حالته النفسية مع الألم، سواء في إمتداد اللون الفرح أو الداكن في اللوحة، وأهمها لوحة بوابة مزخرفة سوداء لبيت قديم في فلسطين، تحولت في القسم الثاني منها الى مساحة سوداء صامتة لا حياة فيها.كل شيء عن الألم أيضاً في تلك اللوحات المائية، وفيها جذع أسود مليء بالشوك يخرق عالم زهرة مزينة بأوراقها الحمراء كالدم، كالحب، كالشوق الى الآخر وإلى الوطن. ينسكب الألم هنا كأنه يتناسل على امتداد لوحات تضجّ بالأحمر والأسود.لمعرض البطنيجي أسلوب سردي لتجربة شخصية حاول نسخه في لوحات فنيّة وتصويرية تؤرخ لحظة الألم وتطوره وشوق العودة إلى فلسطين المنكوبة.(*) يستمر المعرض لغاية 29 كانون الثاني/يناير، يومياً من العاشرة صباحاً إلى السادسة مساء، في غاليري صفير زملر، شارع درويش حداد، الطابق الأرضي من بناية بولس فياض في وسط بيروت.


المدن



ملاحظة : نرجو ممن يرغب بإضافة تعليق، صياغته بلغة لائقة بعيدة عن القدح والذم والتحريض المختلف أو المسّ بالكرامات. إن كل ما ينشر من مقالات وأخبار ونشاطات وتعليقات، لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع الذي لا يتحمّل أي أعباء معنويّة أو ماديّة من جرّائها.


التعليقات

لارسال تعليق يرجى تعبئة الحقول الإلزامية التالية

الاسم الكامل: اختياري *الرسالة : مطلوب

 البريد الالكتروني : اختياري

 الدولة : اختياري

 عنوان الرسالة : اختياري

 



INN LEBANON

اشترك و أضف بريدك لتلقي الأخبار

تابعونا على مواقع التواصل الاجتماعية
INN LEBANON ALL RIGHTS RESERVED 2025
top