2025- 01 - 14   |   بحث في الموقع  
logo غداً.. من سيزور الرئيس المكلف نواف سلام؟ logo نواف سلام اتصل بالحريري ودياب logo الرئيس عون عرض مع ماغرو ترتيبات زيارة الرئيس الفرنسي logo ميقاتي استقبل سلام: تطرقنا خلال الجلسة للأمور الراهنة وبعض الملفات الشائكة logo بالفيديو.. عملية “ضخمة” نفذها العدو في بلدتين جنوبيتين! logo لغاية هذا التاريخ.. لا تسلكوا شارع جاندارك الحمرا logo انتشال جثامين الشهداء في الجنوب مستمر logo السيدة اللبنانية الأولى: دمّي جنوبي..وسنعمره معاً
ملاحم المقاومة عند الحدود أسقطت مشروع إعادة لبنان إلى العصر الإسرائيلي!.. وسام مصطفى
2025-01-14 08:25:46

لم تنته الحرب الإسرائيلية على لبنان بعد؛ فالعدو مستمر بخرقه المباشر لوقف إطلاق النار والقرار 1701 جواً وبراً وبحراً وانتهاكه للسيادة اللبنانية دون وازع أو رادع أو احترام لأي تعهّد أو اتفاق أو مواثيق قانونية وإنسانية، فضلاً عن التهديدات اليومية التي يطلقها مسؤولوه وكأن الحرب لا تزال في ساعاتها الأولى.


في المقابل تحافظ المقاومة حتى اليوم على تقيّدها الكامل بالاتفاق إفساحاً بالمجال أمام الجيش اللبناني وقوات اليونيفيل القيام بمهامهما المحدّدة والانتشار في قرى جنوب نهر الليطاني تمهيداً لعودة السكان إلى منازلهم والمباشرة بإعادة إعمار القرى والتي معظمها مدمّر كلّياً بفعل الهمجية الصهيونية.


لم يكن العدو ليقدم على استمرار عدوانه لولا اطمئنانه بأن اللجنة الدولية المرؤوسة أمريكياً والمولجة بتطبيق القرار 1701 لن تبادر إلى أي إجراء ردعي يضع حداً للانتهاكات الإسرائيلية المتمادية، فيما يواصل الموفد الأمريكي آموس هوكستين مناوراته للالتفاف على مهلة الستين يوماً على الرغم من تأكيده بأن “إسرائيل” ستلتزم بالانسحاب قبل يوم واحد من انتهاء المهلة.


ويرى البعض أن العدو يلعب في الوقت الضائع مستغلاً عدم وجود دولة لبنانية متكاملة الأركان، فيبادر إلى استباحة المناطق في الجنوب والبقاع وضرب الأهداف المتنقّلة ويغرق الأجواء بطائراته الحربية والتجسّسية، فيما يذهب آخرون إلى أن العدو يحاول جسّ نبض المقاومة عبر استفزازها، ويراهن على التزامها بعدم الردّ حرصاً منها على تلافي تدهور الوضع الأمني باتجاه فتح حرب جديدة حتى وإن كانت محدودة المستوى وضيّقة جغرافياً ومحصورة في رقعة محدّدة.


وفي كلا الحالتين فإن إمعان “إسرائيل” في التصعيد الميداني المتواتر يهدف إلى تسويق فكرة “انتصارها” عبر رسائل نارية وأدوات حربية، ويلاقيها في ذلك فريق في الداخل يجهد لتكريس مقولة “هزيمة” المقاومة عبر رسائل سياسية وأدوات طائفية، مع علمه بأن معظم اللبنانيين يرفضون هذا النمط من الخطاب الانعزالي الذي يستحضر لغة الحرب الأهلية البغيضة.


في هذا السياق تؤكد أوساط مقرّبة أن حرص المقاومة على عدم الانجرار وراء الاستفزازات الإسرائيلية نابع من حرصها على السلم الأهلي والاستقرار الداخلي ومصالح الناس والمجتمع اللبناني، وهي تمنح الفرصة للدولة اللبنانية وأجهزتها الرسمية لمعالجة الخروقات الصهيونية وفق القرار 1701 ضمن مهلة الستين يوماً ولكنها لن تسكت طويلاً على الاعتداءات الإسرائيلية المتمادية، وتدعو إلى عدم الرهان على عدم قدرتها على الرد، فالمقاومة لا تزال تحافظ على قوتها الرادعة في العدد والعتاد وعلى جهوزيتها الكاملة التي يتطلّبها أي موقف تراه القيادة ضرورياً في الزمان والمكان المناسبين.


وتلفت الأوساط إلى أن ما قام به العدو من استهداف مستودعات الذخيرة ومنصات إطلاق الصواريخ واغتيال القيادات السياسية والميدانية فضلاً عن العدد الكبير من الشهداء والتدمير الواسع للقرى عند الحافة الحدودية وفي بيروت والضاحية والمناطق الأخرى على امتداد الوطن لا يغطي على هزيمته وعجزه عن تحقيق أهدافه مما اضطره إلى الإذعان لوقف إطلاق النار، ويكفي إجراء مقارنة بين ضفتي الحدود بين لبنان وفلسطين لمقاربة مؤشرات النصر والهزيمة، فأهل الجنوب الصابرون استبقوا وقف إطلاق النار ونظموا قوافل العودة إلى قراهم ومنازلهم المدمّرة على الرغم من المخاطر المحدقة بهم، فيما يخشى المستوطنون من العودة إلى مستوطناتهم الشمالية على الرغم من التطمينات والإغراءات المالية التي تقدّمها لهم حكومة نتنياهو للعودة.


وتنصح الأوساط نفسها من يعنيه الأمر إلى مراجعة المجريات الميدانية التي حصلت على مدى 72 يوماً من الحرب وعلى مدى 14 شهراً من معركة إسناد الشعب الفلسطيني ومقاومته في قطاع غزة، حيث تدرّجت المقاومة في استخدام أسلحتها وتوسيع مدياتها الصاروخية ودائرة استهدافاتها بما تقتضيه ظروف المعركة، وخاض مجاهدوها أقسى المواجهات مع خمس فرق وعشرة ألوية عسكرية نخبة استقدمها العدو دون أن يتمكّن العدو من التقدّم وتثبيت احتلاله في أي بلدة حدودية.


إن أهمية هذا الإنجاز لا تكمن فقط في ردع التقدّم الصهيوني وقتل العشرات من جنوده وتدمير دباباته (تحدّثت صحيفة يديعوت أحرونوت عن عشرة آلاف جندي بين قتيل وجريح حصيلة الحرب مع حزب الله) بل لمنعه من التوغلّ وصولاً إلى مجرى نهر الليطاني وتالياً إلى نهر الأوّلي وفق ما تردّد على ألسنة أكثر من مسؤول إسرائيلي أمني وعسكري، وبالتالي ستكون الطريق مفتوحة أمام الاحتلال للوصول الى بيروت وإسقاطها من جديد وصياغة نظام موالٍ لها على غرار ما جرى في اجتياح العام 1982، وهذا في حدّ ذاته بقدر ما يشكّل انتصاراً للمقاومة فهو أيضاً يعدّ ضمانة حماية وصمّام أمان للشعب والأرض وللذين يؤمنون حقاً بسيادة لبنان واستقلاله وحريته.

موقع سفير الشمال الإلكتروني






ملاحظة : نرجو ممن يرغب بإضافة تعليق، صياغته بلغة لائقة بعيدة عن القدح والذم والتحريض المختلف أو المسّ بالكرامات. إن كل ما ينشر من مقالات وأخبار ونشاطات وتعليقات، لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع الذي لا يتحمّل أي أعباء معنويّة أو ماديّة من جرّائها.


التعليقات

لارسال تعليق يرجى تعبئة الحقول الإلزامية التالية

الاسم الكامل: اختياري *الرسالة : مطلوب

 البريد الالكتروني : اختياري

 الدولة : اختياري

 عنوان الرسالة : اختياري

 



INN LEBANON

اشترك و أضف بريدك لتلقي الأخبار

تابعونا على مواقع التواصل الاجتماعية
INN LEBANON ALL RIGHTS RESERVED 2025
top