كَتَبَ إسماعيل النجار
كانَ الإتفاق يقضي بعدم تكليف أي إسم إستفزازي للثنائي الشيعي ولكن على ما يبدو أن الإنقلاب قد بدأ من بداية المشوار،
أظن أنه كان من الأجدىَ التفاوض مع الأميركي حول إسم رئيسَي الجمهورية اللبنانية والحكومة العتيدة، لأن الأمر كما بدا لنا أن الجميع يتحرك وِفق إشارة الأميركي والسعودي في لبنان وأظن أن إتجاه الرياح السياسية بهذا الشكل يشبه ما يجري في لوس أنجلُس من رياح نارية قد تحرق ما تبَقَّىَ من بَلَد؟،
لبنان محكوم بالتوافق وصفة الغالب والمغلوب رفضتها المقاومة وهي بعز عزها وقوتها وهي لا زالت كذلك عزيزة ومقتدرة، أما أن يحاول الأميركي والفرنسي والسعودي تحييد الطائفة الشيعية وتهميشها بشكلٍ مقصود وعن سابق تصَوُر وتصميم هذا يعني أن سفينة الحكومة ستصطدم بجبل الجليد الشيعي وستغرق، والجميع يعرف أن متفرقات الشيعة المتناثرين بين السفارات لا يمثلون إلَّا أنفسهم، من هنا نقول لرئيس الجمهورية اللبنانية جوزيف عون حاول أن لا ينطلق عهدك بخلاف مع أكبر طائفة في لبنان، وحاول أن يكون عهد بناء وازدهار وعهد جمع اللبنانيين تحت سقف الهوية الوطنية، نحنُ طائفة قدمت لأجل لبنان عشرات الآف الشهداء ولا زلنا نبحث عن أجساد أبنائنا الطاهرة في الوديان والجبال الجنوبية وتحت الأنقاض،
يا فخامة الرئيس نحنُ لم نقفل عزائنا بعد ولا زلنا نستقبل الجثامين والمُعَزين وجرحنا مفتوح ويدنا جنوباً على الزناد،
يا فخامة الرئيس نحنُ لا زلنا في كامل قوتنا وقدراتنا وأصبحَ الموت بالنسبة لشيبنا وشُباننا شُربَة ماء، أرجوك وأنت العسكري العاقل أن تضع نفسك في موقعنا وموقفنا وحَلِّل ماذا يمكن أن يحصل إذا كانت هذه الحكومة حكومة تحدٍ للمقاومة وبيئتها، علاج الأمور معنا يكون بالحوار وباب النقاش مفتوح ونحن لم نقفله يوماً بوجه أحد، وأرجوا أن لا يستضعفنا أحد تحت شعار مُحاصرون فَفي كربلاء عندما حُوصِرَ الإمام الحسين قاتَل حتى آخر طفلٍ ورجُل لم يُبايع ولم يستسلم، أرجوك يا فخامة الرئيس لا تسمح لصقر لوس أنجلُس أن يُشعل النار حول الشيعة لأنها حتماً ستأكل الجميع،
هي نصيحة وتنويرة من مواطنٍ لبناني قلمهُ بيده وبندقيتهُ إلى يمينه كألوف اللبنانيين الذين شعروا بالخيبة من بعض شركائهم في الوطن، نحن جميعاً أبناء وطن الآرز لنا ما لكم وعلينا ما عليكم،
لذلك نحن سننتظر ونراقبُ بعين الصقر كل خطوة وكل حركة وسنسمع كل كلمة أما نبني لبنان سوياً وإما يا فخامة الرئيس سيمضي عهدك كسابق العهود ولن تترحم عليه الناس.