كشفت مصادر مطلعة مصرية لـ"العربي الجديد" أن القاهرة شهدت، اليوم الاثنين، لقاءً مصرياً إسرائيلياً أميركياً حول ترتيبات محور صلاح الدين "فيلادلفيا"، ومعبر رفح البري بين مصر وقطاع غزة الفلسطيني، فيما كشف مصدر مسؤول في حركة حماس لـ"العربي الجديد"، مساء اليوم الاثنين، أن الحركة تسلمت مسودة اتفاق وقف إطلاق النار من الوسطاء. وقال المصدر، الذي رفض الكشف عن اسمه، إنه سيُعقد اجتماع مركزي لحركة حماس، مساء اليوم، لنقاش مسودة الاتفاق الذي تسلمته الحركة. وشدد على أنه إن لم يكن هناك مساس بالنقاط الجوهرية التي تهم شعبنا، فإن الرد سيكون إيجابياً.
حماية الحدود
وأوضحت المصادر المصرية، أن البحث تناول الخطوات المطلوبة لحماية الحدود، بعد انسحاب جيش الاحتلال الإسرائيلي من محور صلاح الدين ومنطقة معبر رفح، كما شمل البحث تحديد مراحل الانسحاب الإسرائيلي والخطوات المنوط بمصر تنفيذها لضمان أمن الحدود.
وأشارت المصادر إلى أن المباحثات في القاهرة، تعرضت أيضاً إلى تشغيل وتأمين معبر رفح، وضم الوفدان الإسرائيلي والأميركي بحسب المصادر، شخصيات عسكرية وأمنية رفيعة المستوى.
وكان مصدر مسؤول في حركة حماس كشف لـ"العربي الجديد"، مساء الاثنين، أن الحركة تسلمت مسودة اتفاق وقف إطلاق النار من الوسطاء. وقال المصدر، إنه سيعقد اجتماع مركزي لحركة حماس، مساء الاثنين، لنقاش مسودة الاتفاق الذي تسلمته الحركة. وشدد على أنه إن لم يكن هناك مساس بالنقاط الجوهرية التي تهم شعبنا فإن الرد سيكون إيجابياً.
من جهته، اعتبر مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض جيك سوليفان، أن صفقة وقف إطلاق النار في غزة أقرب للإنجاز من أي وقت منذ بدء المفاوضات العام الماضي. وأضاف في مؤتمر صحافي بالبيت الأبيض، يوم الاثنين، أن التقدم الكبير في الجولة الحالية للمفاوضات جاء لأسباب عديدة على رأسها إزالة الفجوات ببطء واحدة تلو الأخرى بين الجانبين، وبشكل أساسي في القضايا الرئيسية مثل الصيغ الخاصة بتبادل الأسرى وتموضع القوات الإسرائيلية والتصرف الدقيق لها مع تراجعها من قطاع غزة وتفاصيل زيادة المساعدات الإنسانية.
وقال سوليفان: "نحن الآن في نقطة محورية لم نصل إلى الموقف الذي نحن فيه اليوم من قبل، وأعتقد أن هناك سببين لتضييق الفجوات، أن إسرائيل حققت أهدافها العسكرية الكبيرة في غزة، وأن حماس عانت من خسائر كارثية على مدار الصراع. وبالتالي، نعتقد أن الوقت مناسب للحصول على صفقة وإغلاقها، وبسبب هذه الفرصة الجيدة علينا بذل كل جهودنا الدبلوماسية، لإنهائها لأنه سيكون جيداً للجميع، ولكن لا يمكن أيضاً التنبؤ". وأوضح أنه يشعر بكثير من الثقة هذه المرة، مقارنة بالمرات السابقة بسبب الاقتراب من الانتهاء من التفاصيل الخلافية، وقال: "نحن الآن عند نقطة مفصلية في مفاوضات وقف إطلاق النار والإفراج عن الرهائن بغزة، وقمنا على مدار الأسابيع الماضية بتسريع جهودنا لمحاولة إنهاء هذا الأمر، ويمكن إنجاز الصفقة هذا الأسبوع".
تصور نهائي
وكان مصدر قيادي بحركة حماس قال لـ"العربي الجديد"، أول أمس السبت، إنه يمكن القول في اللحظة الراهنة إن التصور النهائي لوقف إطلاق النار تم الانتهاء منه. وتوفرت معلومات لدى "العربي الجديد"، تفيد بأن مقترح الاتفاق يتضمن انسحاباً كاملاً من محور صلاح الدين "فيلادلفيا" مع آخر يوم ضمن مراحل الاتفاق. وضمن هذا المقترح، فإن المرحلة الأولى من الاتفاق تشمل انسحاباً جزئياً لقوات الاحتلال الإسرائيلي. بينما تتضمن المرحلة الثانية، بقاء نقاط مراقبة إسرائيلية. أما اليوم الأخير من المرحلة الثالثة، فإنه يشمل انسحاباً كاملاً لجيش الاحتلال الإسرائيلي.
في غضون ذلك، كشف مصدر مسؤول في حركة حماس لـ"العربي الجديد"، مساء اليوم الاثنين، أن الحركة تسلمت مسودة اتفاق وقف إطلاق النار من الوسطاء. وقال المصدر، الذي رفض الكشف عن اسمه، إنه سيعقد اجتماع مركزي لحركة حماس، مساء اليوم، لنقاش مسودة الاتفاق الذي تسلمته الحركة. وشدد على أنه إن لم يكن هناك مساس بالنقاط الجوهرية التي تهم شعبنا فإن الرد سيكون إيجابياً.تقدّم باتفاق المحتجزين
وأكد وزير الخارجية الإسرائيلي، جدعون ساعر، أن هناك تقدماً في اتفاق المحتجزين، قائلاً إن "إسرائيل تريد الاتفاق، وسنرى قريباً ما إذا كان الجانب الآخر يريد الشيء نفسه". وأضاف ساعر أن تل أبيب تبذل جهوداً "مكثفة" من أجل التوصل إلى اتفاق يضمن إطلاق سراح العشرات من المحتجزين في قطاع غزة، لافتاً، خلال مؤتمر صحافي جمعه بنظيره الدنماركي لارس لوكه راسموسن، إلى "تحقق تقدم في المفاوضات من أجل إطلاق سراح الرهائن (المحتجزين). إسرائيل ترغب في إطلاق سراحهم، وتبذل جهوداً مكثفة لإبرام اتفاق"، وفق "فرانس برس".
وجاء هذا بعدما سارع مسؤول إسرائيلي إلى نفي ما أوردته "رويترز"، قائلاً إن إسرائيل لم تتلقّ من قطر مسودة مقترح لاتفاق لوقف إطلاق النار في غزة وإطلاق سراح المحتجزين، وفق الوكالة نفسها. يأتي ذلك في وقت نقل موقع واينت العبري اليوم، عن مسؤولين إسرائيليين كبار، لم يسمّهم، قولهم إن إطار الصفقة "بات واضحاً بالفعل". وأضافوا: "قد يتم الأمر في غضون ساعات وأيام. إسرائيل قطعت شوطاً كبيراً". وأشار المسؤولون إلى أن "التفاهمات الإسرائيلية ومرونة الموقف واضحة. الأيام الأخيرة أظهرت مدى الاستعداد لإتمام الصفقة". وأكد المسؤولون أن التوقيع النهائي يعتمد أيضاً على حماس، وقالوا "السؤال هو ما إذا كانت ستتخذ قراراً يحوّل المفاوضات إلى قرار بشأن اتفاق نهائي". وأضافوا: "نحن قريبون جداً من إمكانية إتمام الصفقة، لكن كل شيء في يد حماس".