في خضمّ المتغيرات السياسية المصيريّة التي تشهدها البلاد، تتواصل الخروقات الإسرائيلية لوقف إطلاق النار، مع تصعيد واضح في عمليات الاستهداف والتدمير في عدد من القرى الحدوديّة الجنوبيّة. وفي ظلّ حالة التوتّر الأمنيّ، برزت سلسلة حوادث ميدانية ترافقت مع لقاءات رسميّة دوليّة وإقليمية على مستوى القيادة العسكرية اللبنانية وقوات "اليونيفيل".تفاصيل الأحداث الميدانيةأفادت تقارير ميدانيّة أنّ الجيش الإسرائيليّ صعَّد من خروقاته حيث استهدفت، مساء اليوم، مسيّرة معادية درّاجة ناريّة بصاروخ موجّه في بلدة عيترون. وفي بلدة عيتا الشعب (قضاء بنت جبيل)، واصلت قوات الاحتلال عمليات تفجير عدد من المنازل والبنى التحتيّة، ما أدى إلى تصاعد سحب الدخان في سماء البلدة وامتداد دويّ الانفجارات إلى قرى القضاء المحاذية.
ترافقت هذه الاعتداءات مع تدمير البيوت وتجريف الطرق وإحراقها وسرقة أشجار الزيتون المعمِّرة، فيما تواصلت عمليات التمشيط الإسرائيلية في منطقتي المفيلحة ورأس الظهر غرب بلدة ميس الجبل، حيث تمّ إحراق عدد من المنازل في حي المفيلحة. وسُمع دوي أكثر من 15 انفجاراً في المنطقة، إلى جانب استمرار أصوات العيارات الناريّة والتمشيط المكثّف، وسط تحليق منخفض للطائرات المسيّرة المعادية وتحركات آليات ودبابات العدو وجنوده.
وفي سياق موازٍ، أطلق جيش الاحتلال الإسرائيليّ سراح مربيَي نحل من بلدة شويا في قضاء حاصبيا، بعد اقتيادهما للتحقيق أثناء تفقدهما قفران النحل الخاصة بهما في وادي خنسا بسهل الماري. وعلى صعيد الخسائر البشرية، أعلن الدفاع المدني انتشال عشرة شهداء في بلدة طيرحرفا، إضافة إلى شهيد واحد في بلدة شمع.لقاءات رسمية وتنسيق عسكريفي موازاة التطورات الميدانية، استقبل قائد الجيش بالنيابة اللواء الركن حسان عوده في مكتبه في اليرزة، قائد قوة الأمم المتحدة الموقتة في لبنان "اليونيفيل" الجنرال أرولدو لاثارور، حيث تناولا التنسيق المستمر بين الجيش اللبناني وقوات اليونيفيل لمواجهة التحديات الأمنيّة الحالية. كما استقبل اللواء الركن عوده، السفير البلغاري إياسن رومنوف توموف، برفقة الملحق العسكري العقيد بافلين بيكتوف بوزوف، في زيارة وداعية بمناسبة انتهاء مهمته في لبنان، وقدّم خلفه العقيد ميروسلاف دانشيف إيفانوف.
بينما تعزّز الاتصالات الإقليمية والدولية جهود التهدئة، يبقى الوضع مفتوحًا على مختلف السيناريوهات، في ظلّ استمرار الاعتداءات الإسرائيلية وحرص المؤسسات الرسميّة اللبنانية على تحصين الجبهة الداخلية وتأمين سُبُل الاستقرار.