في أوّل تصريحٍ له بعد تكليف القاضي الدوليّ نواف سلام، لرئاسة مجلس الوزاء بـ 84 صوتًا، تمنى رئيس الجمهوريّة جوزاف عون، "أن يكون التأليف سلسًا وبأسرع وقتٍ لأن فرصًا كبيرةً تنتظرنا". جاء هذا التصريح ضمن سلسلةٍ من المواقف المحليّة والخارجيّة الّتي أعربت عن دعمها لخطوة تكليف سلام، وتشجيعها إياه لتشكيل حكومةٍ قادرة على انتشال البلاد من المأزق الوجوديّ الذي تنوء به.
مواقف سياسيّة لبنانيّةوهنأ الرئيس الأسبق سعد الحريري بـ"تسمية القاضي نواف سلام لرئاسة الحكومة"، وكتب عبر منصة "إكس": "مبروك للبنان تسمية الصديق نواف سلام لرئاسة الحكومة. إنها فرصة إضافية تتكامل مع انتخاب العماد جوزاف عون رئيسا. وأملنا كبير في أن تنضوي كل القوى تحت سقف الشرعية، المعنية بحماية الجميع وحفظ الكرامات والتوقف عن سياسات الكسر والكيدية والاستقواء، ليستكمل عقد المؤسسات الدستوريّة". وأضاف: "لقد قال مجلس النواب كلمته، وفقا للدستور، وكلمة المجلس لا بد أن تكون مسموعة. كل الدعم والدعاء بالتوفيق للرئيس المكلف وكل الشكر للرئيس الصديق نجيب ميقاتي على أدائه المميز في مرحلة استثنائية من تاريخ بلدنا".
كما وهنأ الرئيس السّابق العماد ميشال سليمان في بيان، سلام بتسميته لرئاسىة الحكومة، قائلًا: "نواف سلام رئيس الحكومة المكلف الذي مثل الدولة اللبنانية في عضوية مجلس الأمن عامي 2010 و2011 تمكن بحكمته وحرفيته من لعب دور لبنان في هذا المنبر الدولي الأرفع وترؤوسه مرتين لمدة شهرين وفي أصعب الظروف عندما لم نقبل نصيحة الدول الصديقة بتأجيل قبول عضويتنا في حينه كي لا نقع في الاحراج، وقد نجحنا في التحدي". مضيفًا: "نواف سلام، الذي لمع في مهامه الديبلوماسية والقضائية، وأبرزها سفير لبنان في الأمم المتحدة ورئيس محكمة العدل الدولية، لديه من الحكمة والكفاءة والالتزام الوطني لإدارة شؤون الدولة، إلى جانب رئيس الجمهورية، وبالتعاون مع السلطات الدستورية... مبروك للبنان وللرئيس المكلف".ميقاتي مهنئًا سلاممن جهته، أشار رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي في تصريحٍ له، إلى أنه مع صدور نتائج الاستشارات النيابية الّتي أجراها رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون مع النواب، "فإنني أجريت اتصالًا برئيس الحكومة المكلّف الدكتور نواف سلام الموجود في لاهاي، وتمنيت له التوفيق في مهمته الجديدة بتشكيل حكومة تتلاقى مع المبادئ والاسس التي حددها فخامة الرئيس في خطاب القسم وتواكب تطلعات اللبنانيين التواقين الى استكمال مسيرة بناء الدولة وتعزيز سلطتها على كل الاراضي اللبنانية".
وتابع ميقاتي "كما أتقدم بالشكر من السادة النواب الذين سمونّي او كانوا ابدوا رغبة بتسميتي، مقدّرا ثقتهم، كما اشكر النوّاب الذين امتنعوا عن تسميتي لكونهم عبّروا عن نهج ديموقراطيّ نتمسك به مهما كانت الظروف. وفي هذه المناسبة فإنني أتوجه أيضًا بالشكر إلى جميع اللبنانيين الذين واكبوا العمل الذي قامت به حكومتنا منذ انطلاقتها وخصوصا في مرحلة تصريف الاعمال التي كانت حافلة بالتحديات الداخلية والخارجية وأهمها العدوان الاسرائيلي على لبنان وتداعياته السياسية والامنية والاقتصادية والاجتماعية. وقد عملت حكومتنا في فترة قياسية على القيام بالمعالجات الطارئة ، كما وضعت الاسس الفعلية لعملية معالجة تداعيات هذا العدوان. واصبح للدولة امكانية مالية فقدتها منذ زمن طويل، اما بالنسبة للمشاريع الإصلاحية فلقد تم انجاز الكثير من مشاريع القوانين تمهيدا لاقرارها في مجلس النواب. كما عملت حكومتنا رغم هذه الظروف الصعبة على تسيير امور الدولة وتأمين استمراريتها وسير عمل مؤسساتها. كان قدري أن أقود هذا الوطن في أصعب أوقاته، عندما تردد الكثيرون في تحمل المسؤولية".
وأردف "إلى شعبنا العزيز، أقدم أعمق مشاعر الامتنان. لقد كنتم دائمًا مصدر إلهامي وقوتي في كل خطوة اتخذتها. إرادتكم وإيمانكم بلبنان هو ما يجعلني واثقاً بمستقبلنا المشترك. اعتمدت طوال الفترة التي توليت فيها رئاسة الحكومة نهج الوسطية الذي انتهجته طوال حياتي السياسية لقناعتي التامة بأن هذا البلد لا يحكم الا بالاعتدال والتوافق، بعيدا عن الاقصاء والتشفي .وقد اثبتت كل التجارب الماضية أن لا بديل عن التوافق، وان نهج التحدي ادى الى اضاعة الكثير من الفرص الانقاذية. وكلي أمل ان تكون المرحلة الجديدة انقاذية بكل معنى الكلمة وان تحمل للبنانيين الخير والسلام وراحة البال".
وذكر بانه صحيح أن التحديات التي تواجهنا كبيرة، لكن إرادة شعبنا أقوى، ووحدتنا وقدرتنا على الصمود هما خلاصنا. كما تجاوزنا الحروب والأزمات معًا، سننهض معًا من جديد.