واصل الجيش الإسرائيلي، حرب الإبادة الجماعية، التي يشنها على قطاع غزة، مرتكباً مجزرتين جديدتين، فيما قُتل ضابط وجنديان إسرائيليان، بحسب ما أعلنت بلديّتا مدينتي هرتسليا ومعالوت، بالإضافة إلى مجلس بلدة إسرائيلية أخرى، قرب طبرية، ليكون بذلك العنصر الثالث الذي يُعلن عن مقتله، خلال نحو ساعة.
تأتي هذه التطورات العسكرية في حين تتواصل المفاوضات غير المباشرة بين حماس وإسرائيل، من أجل التوصل إلى صفقة لتبادل الأسرى ووقف إطلاق النار، في ظل تضارب المعلومات حول إمكانيتها نجاحها، إذ قال مسؤول في حركة حماس إن نقاطاً خلافية عدة لا تزال تعيق الصفقة، في حين أكدّ البيت الأبيض احتمال التوصل إلى الصفقة النهائية الأسبوع الحالي.
نقاط خلافية
وقال مسؤول في حماس لشبكة "سي أن أن" اليوم الإثنين، إن هناك نقاطاً خلافية عدة لا تزال قائمة على صعيد الصفقة، موضحاً أنها "تشمل مطالب حماس بانسحاب إسرائيل من ممر فيلادلفيا، والالتزام بوقف إطلاق نار دائم، بدلاً من وقف مؤقت للعمليات العسكرية".
ووفقاً لـ"سي أن أن"، فإنه لا يزال الخلاف قائماً بشأن المنطقة العازلة التي اقترحتها إسرائيل داخل غزة على طول الحدود الشرقية والشمالية للقطاع مع إسرائيل. وقال المسؤول إن حماس تريد أن تعود المنطقة العازلة إلى حجمها قبل السابع من تشرين الأول/أكتوبر، أي على عمق 300-500 متر من خط الحدود، في حين تطلب إسرائيل عمقاً أكبر بكثير يبلغ 2000 متر.
وأضاف المسؤول "نعتقد أن هذا يعني أن 60 كيلومتراً من قطاع غزة، ستظل تحت سيطرتهم، ولن يعود النازحون إلى منازلهم".
اتفاق قريب؟
وأعلن مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان، أن هناك إمكانية للتوصل إلى اتفاق بشأن غزة هذا الأسبوع، قائلاً: "نحاول أن تكون لدينا جبهة موحدة ورسالة منسقة مع فريق ترامب بشأن غزة".
ونقل موقع "أكسيوس" عن مسؤولين إسرائيليين، قولهما إن رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، أبدى موافقة على تنازلات في شأن الانسحاب من محوري فيلادلفيا ونتساريم. وأضاف المسؤولان أن "سوليفان تحادث، صباح اليوم، مع كبير مستشاري بايدن الموجود في الدوحة بريت ماكغورك، ورئيس الموساد". وتابعا أن "نتنياهو أبلغ الرئيس جو بايدن، أمس الأحد، برغبته في إتمام الصفقة بصيغتها الحالية وإنهاء المفاوضات بسرعة، وأنه وافق على تنازلات جديدة بشأن الأسرى الفلسطينيين الذين سيتم الإفراج عنهم"، وقالا: "يبدو أننا نسير نحو إبرام اتفاق بشأن غزة والرهائن".
لكن على الرغم من ذلك، قال مسؤول أميركي مطلع: "جميع الأطراف أقرب من أي وقت مضى للتوصل إلى اتفاق لكن المفاوضات قد تنهار"، مشيراً إلى أنه "لا يمكن التكهن بتوقيت الاتفاق المحتمل، بسبب عدم اليقين وعناصر متغيرة قيد البحث".
مجزرتان
ميدانياً، واصل الجيش الإسرائيلي هجماته العنيفة على قطاع غزة، واستهدفت غارات جوية مراكز الإيواء وخيام النازحين.
واستشهد وأصيب عدد من الفلسطينيين جراء قصف الجيش الإسرائيلي مدرسة صلاح الدين التي تؤوي نازحين بحي الدرج، وسط مدينة غزة، وقصف لمواطنين في حي النصر ومناطق مختلفة في مدينة غزة. وقصف الاحتلال، مخيمي النصيرات والبريج، كما وسّع عملياته في بيت حانون، شمالي القطاع، مستقدماً تعزيزات عسكرية إضافية.
وأعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة، اليوم، أن جيش الاحتلال ارتكب مجزرتين في القطاع، وصل منهما للمستشفيات 19 شهيداً و71 مصاباً.
تفجير آلية
في المقابل، ردّت المقاومة الفلسطينية بتنفيذ عمليات ضد قوات الاحتلال، وأعلنت سرايا القدس عن تفجير آلية عسكرية بعبوة من نوع "ثاقب"، زرعت مسبقاً في بيت حانون، وإيقاع طاقمها بين قتيل وجريح. وأشارت إلى أنها قصفت بالاشتراك مع قوات الشهيد عمر القاسم، خط الإمداد في محور "نتساريم" على طول المنطقة البينية جنوب مدينة غزة بوابل من قذائف الهاون.
وقال الناطق باسم كتائب القسّام أبو عبيدة، "أن الخسائر في صفوف جيش الاحتلال الخائب، هي أكثر بكثير مما يعلنه، وسيندحر العدو عن شمال القطاع خائباً، يجر أذيال الخزي، من دون أن يتمكن من كسر شوكة المقاومة، وإن الإنجاز الوحيد الذي حققه هو الدمار والخراب والمجازر بحق الأبرياء".