بدأت في تمام الساعة الثامنة من صباح اليوم الاثنين، في قصر بعبدا، الاستشارات النيابية الملزمة لتسمية رئيس الوزراء الجديد تمهيداً لتكليفه بتشكيل الحكومة المقبلة. وانحصرت الأسماء بين اسمين رئيسين هما رئيس الحكومة نجيب ميقاتي والقاضي نواف سلام.وقد استبق النائب فؤاد مخزومي الاستشارات بإعلان إنسحابه من الترشح إلى رئاسة الحكومة "افساحاً في المجال للتوافق بين كل من يؤمن بضرورة التغيير حول اسم نواف سلام"، منطلقاُ من "قناعتي بأن وجود أكثر من مرشح معارض سيؤدي حكماً إلى خسارة الجميع، وبأن لبنان بحاجة إلى تغيير جذري في نهج الحكم، وإلى حكومة تواكب تطلعات العهد الجديد السيادية والإصلاحية".
ولم يحضر رئيس مجلس النواب نبيه برّي ليكون أول من يسمي، كما كان مقرراً في جدول المواعيد، على أن يحضر مع كتلته النيابية في الموعد المحدد لها بعد الظهر. وتستمر المشاورات حتى الساعة الخامسة والثلث بعد الظهر.أول الأصواتومع بدء الاستشارات بوصول نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب إلى قصر بعبدا، بدأت حماوة المشاورات لتسمية الرئيس العتيد. وهي تكتسب أهمية كبيرة خصوصاً أنه سينتج عنها حكومة العهد الرئاسي الأولى التي تأتي بعد فراغ رئاسي مديد، وفي ظل تحولات إقليمية وداخلية إستثنائية، وزخم عربي وأجبني وتحديداً من الولايات المتحدة الأميركية وفرنسا والسعودية، رعاة التسوية التي أتت بقائد الجيش جوزاف عون رئيساً للجمهورية بـ99 صوتاً في دورة الانتخاب الثانية يوم الخميس المنصرم.وقال بوصعب إنّه أبلغ رئيس الجمهورية إنني لم اسمّ أحداً لموقع رئاسة الحكومة".وتابع "مع انتخاب الرئيس هناك بداية جديدة وامل جديد"، معتبراً أنّ "التسميات لرئاسة الحكومة مختلفة عن الاجماع الذي حصل على رئاسة الجمهورية وكنا نتمنى ان يكون هذا الموضوع موضوع زخم واجماع بين الفرقاء". وأضاف: "قلقون من الذهاب إلى اختلاف وكسر فريق على حساب فريق وهذا لن يسهّل بداية العهد بل سيوصلنا إلى أزمة ونتمنى التفاهم على رئيس إصلاحي يشكّل فريقًا يتوافق مع خطاب القسم".أما النائب جميل السيد، فقد أعلن أن صوته سيكون للرئيس نجيب ميقاتي إذا تساوت الأصوات بينه وبين المرشح نواف سلام، و"إذا لم تتساوَ الأصوات فصوتي لن يذهب لأي أحد".الاسماء المطروحةوأبرز الأسماء المطروحة، رئيس الحكومة الحالي نجيب ميقاتي، الذي يحظى بدعم قوى سياسية، أبرزها الثنائي الشيعي وتكتل "الاعتدال الوطني". ميقاتي الذي تولى رئاسة الحكومة في 3 فترات مختلفة: الأولى عام 2005 حين قاد حكومة للإشراف على الانتخابات النيابية، والثانية في 2011، والثالثة منذ 2021.
وثاني أبرز الأسماء القاضي نواف سلام، الذي بات مرشح المعارضة، والرغبة في تأسيس شكل جديد من إعادة صياغة التوازنات السياسية التي كانت قائمة لسنوات طويلة.
أمّا النائب ابراهيم منيمنة فقد أعلن انسحابه من السباق الحكومي ببيانٍ أكد فيه أنّه مع الاتفاق على اسم القاضي نواف سلام "بما يمثله من قيمة مضافة للبنان ولموقع رئاسة الحكومة، أعلن سحب ترشحي لصالح القاضي سلام، داعيا الزملاء النواب الى اوسع تأييد لهذا الترشيح بما يشكله من فرصة حقيقية لاستعادة دولتنا وإطلاق ورشة الإنقاذ".
وكان اسم النائب اشرف ريفي من بين الاسماء المطروحة لرئاسة الحكومة، بعدما أعلن ترشحه قائلاً إنّه "مرشّح لرئاسة الحكومة في المرحلة الجديدة والرئيس ميقاتي جزء من المنظومة السابقة التي يرفضها الجميع".