كشف مجلس التعاون الخليجي عن عزمه التنسيق لأجل عقد مؤتمر للمانحين لِإعادة إعمار سوريا "قريباً"، فيما دعت المملكة العربية السعودية إلى رفع العقوبات الاقتصادية المفروضة على سوريا، بينما شددت دولة قطر على دورها في دعم ومساندة الشعب السوري، في حين أكدت تركيا استعدادها لتسهيل الطريق الصعب أمام السوريين.جاء ذلك في تصريحات على هامش الاجتماع الوزاري الإقليمي- الدولي بشأن دعم استقرار وأمن سوريا، بعد الإطاحة بنظام الأسد. ويعقد الاجتماع في العاصمة السعودية الرياض، بمشاركة وزراء خارجية وزراء خارجية فرنسا وبريطانيا وألمانيا وإيطاليا وتركيا وإسبانيا، ووكيل وزارة الخارجية الأميركية جون باس.أهداف الاجتماعويقسم الاجتماع إلى قسمين، اجتماع أول شارك فيه وزراء خارجية الدول العربية بما في ذلك دول الطوق المحيط بسوريا، والأمين العام لجامعة الدول العربية والأمين العام لمجلس التعاون الخليجي بينما يجري الاجتماع الثاني بمشاركة وزراء الدول الغربية، إلى جانب المفوض الأعلى للسياسة الخارجية والأمن في الاتحاد الأوروبي كايا كالاس، والمبعوث الأممي الخاص إلى سوريا غير بيدرسن.ومن المقرر أن يصدر عن الاجتماع بيان للصحافة ووسائل الإعلام عن نتائجه، ولن يعقد مؤتمر صحافي، فيما أوضح مسؤول سعودي لوكالة "فرانس برس"، أن الاجتماعات تمثل امتداداً للمحادثات حول سوريا ما بعد بشار الأسد التي عقدت الشهر الماضي في العقبة بالأردن.وكان اجتماع العقبة قد دعا إلى عملية انتقالية بقيادة سورية، وإنتاج حكومة شاملة وغير طائفية وتمثيلية يتم تشكيلها من خلال عملية شفافة، مؤكداً على ضرورة احترام حقوق الإنسان مكافحة "الإرهاب والتطرف"، ووقف الأعمال العدائية في سوريا من كل الأطراف.مؤتمر مانحينوقال أمين مجلس التعاون الخليجي جاسم البديوي خلال الاجتماع، إن الأمانة العامة للمجلس ستقوم بالتنسيق مع الدول الأعضاء في الإعداد والتحضير لعقد مؤتمر دولي للمانحين، بالتعاون مع الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية في أقرب وقت ممكن، لحشد الجهود الدولية لدعم مرحلة إعادة الإعمار والتنمية في سوريا.ودعا البديوي في حسابه على منصة "إكس"، إلى رفع العقوبات المفروضة على سوريا لتمكينها اقتصادياً، بينما حثّ "كافة الشركاء والمنظمات المعنية إلى تقديم كافة وسائل الدعم للشعب السوري الشقيق".وأكد دعم دول المجلس لسوريا على كافة الأصعدة، وفي مقدمتها تحسين الظروف المعيشية والإنسانية للشعب السوري، كما شدد على دعم المجلس كافة الجهود لضمان سيادة سوريا ووحدة أراضيها واستقلالها السياسي، وضمان الوصول إلى عملية انتقالية شاملة وجامعة، تحقق تطلعات الشعب السوري الشقيق في الاستقرار والتنمية والحياة الكريمة، والتأكيد على أن أمن سوريا واستقرارها.وأكد على دعم جهود الأمم المتحدة لإنجاز عملية سياسية يقودها السوريون، ورعاية اللاجئين والنازحين، والعمل على عودتهم الطوعية والآمنة إلى ديارهم، وفقاً للمعايير الدولية، فيما دان الهجمات الإسرائيلية على سوريا، بما في ذلك احتلال المنطقة العازلة على الحدود السورية.دعم قطري ورفع العقوباتفي الأثناء، أكد رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، خلال مشاركته في الاجتماع، على "دور دولة قطر في الدعم الكامل لوحدة الشعب السوري، ومساندته في هذه المرحلة المهمة لإعادة بناء وطنه ووحدة أراضيه".بدوره، دعا وزير الخارجية السعودية فيصل بن فرحان إلى رفع العقوبات عن سوريا، مشدداً على أن شأن مستقبل سوريا يخص السوريين أنفسهم. وقال إن المجتمعين في يرحبون بخطوات الإدارة السورية الجديدة تجاه ترسيخ الاستقرار والأمن، مؤكداً على أهمية تقديم الدعم لتهيئة عودة اللاجئين السوريين.من جهته، أكد وزير الخارجية التركية هاكان فيدان على استعداد بلاده لتسهيل الطريق الصعب أمام السوريين، معتبراً ان حضور نظيره السوري أسعد الشيباني، "لحظة فارقة وتاريخية"، مشدداً على أن الدول الإقليمية تتحمل المسؤولية الكبرى في توجيه التطورات في سوريا نحو الاتجاه الصحيح، وأن الجهود منصبة للحفاظ على وحدة أراضي سوريا وسيادتها.وأكد على أن مؤشرات عودة الحياة إلى طبيعتها في سوريا تزداد قوة كل يوم، لافتاً إلى أنه من الممكن إنشاء آلية أو لجان تنسيقية لجعل الجهود أكثر فعالية، وتحديد القطاعات ذات الأولوية لتوفير المزيد من الإعفاءات من العقوبات في الفترة المقبلة.