أجرت إيران، اليوم الأحد، تدريبات عسكرية بالقرب من منشآت نووية، في غرب ووسط البلاد، في وقت يتصاعد فيه التوتر بين طهران وتل أبيب وواشنطن، على خلفية برنامجها النووي، وبينها التلميحات الأميركية الأخيرة، باحتمال شن ضربة ضد منشآت إيرانية، قبل تولي الرئيس المنتخب دونالد ترامب منصبه. وردّ الحرس الثوري عليها، بتحذير واشنطن، من الوقوع في أخطاء استراتيجية.
وأعلن الحرس الثوري، الثلاثاء الماضي، بدء تدريبات قرب منشأة نطنز لتخصيب اليورانيوم، في وسط البلاد.
مناورات اقتدار
والتدريبات التي انطلقت اليوم، جزء من المناورات التي أُطلق عليها اسم "اقتدار"، والتي بدأت الأسبوع الماضي، وتستمر حتى منتصف آذار/مارس بمشاركة الجيش والحرس الثوري.
وذكرت وكالة الأنباء الإيرانية "ارنا"، اليوم الأحد، أن "المناورات المشتركة لقوة الدفاع الجوي للجيش الإيراني، انطلقت، صباح اليوم الأحد، في المناطق الغربية والشمالية الايرانية في فوردو (وسط) وخنداب (غرب)" حيث يقع مفاعل أراك.
وتعد منشأة فوردو المحصنة، الواقعة في الجبال القريبة من مدينة قم، من أهم منشآت تخصيب اليورانيوم في إيران.
وأشارت الوكالة إلى أن التدريبات تشمل وحدات صاروخية ورادارية، ووحدات حرب إلكترونية وتحكم بالمعلومات وتعرف إلكتروني، وأنظمة دفاع جوي، بهدف "التقدير الفعلي للفعالية العملياتية لخطط الدفاع الجوي، ضد هجوم العدو، وضمان التفوق الاستخباراتي، وتحقيق القدرة على اكتشاف الاهداف المستهدفة في الوقت المناسب".
تصاعد التوتر
وتأتي التدريبات الإيرانية، فيما يتصاعد التوتر في شأن البرنامج النووي الإيراني، بعد انسحاب واشنطن الأحادي خلال ولاية (الرئيس المنتخب دونالد) ترامب الأولى من الاتفاق النووي، الذي نصّ على تخفيف العقوبات الغربية على طهران مقابل الحد من طموحاتها النووية.
وأفاد موقع "أكسيوس" الإخباري الأميركي، بأنّ مستشار الأمن القومي جيك ساليفان عرض أخيراً، على الرئيس جو بايدن خيارات لشنّ ضربة أميركية محتملة على منشآت نووية إيرانية، في حال تحرّكت طهران نحو تطوير سلاح نووي قبل تولي ترامب منصبه.
ورداً على ذلك كثفت الجمهورية الإسلامية، نشاطاتها النووية، وتخلّت تدريجياً عن التزاماتها بموجب الاتفاق.
سلامي يحذّر إدارة ترامب
ومساء أمس السبت، حذّر القائد العام للحرس الثوري الإيراني حسين سلامي، الإدارة الجديدة في واشنطن، من الوقوع في أخطاء استراتيجية، مشيداً بالقدرات العسكرية "المتطورة" لطهران.
وعلى هامش تفقده قاعدة للصواريخ التابعة للحرس الثوري، قال سلامي: "احذروا، لا ترتكبوا أخطاءً استراتيجية، أو تقوموا بحسابات خاطئة"، من دون أن يذكر الرئيس المنتخب دونالد ترامب بشكل مباشر.
وشدد سلامي، أنه "يتعين على العدو، أن يدرك أن الإرادة السياسية للجمهورية الإسلامية الإيرانية في مواجهة هيمنة وطموحات وتهديدات أعدائها، هي إرادة قاطعة لا تشوبها أي ثغرات، كما أن قادتنا ومقاتلينا يتمتعون بإرادة تامة".
وتوجه إلى من أسماهم "أعداء الجمهورية الإسلامية الإيرانية" بالقول: "أعيدوا النظر في حساباتكم ولا تخطئوا، واحذروا فنحن أهل العمل، وسنتخذ الخطوات في الوقت المناسب وبقدر الحاجة دون أن نتغاضى عن أي شيء". وأضاف "اننا نرصد تحركاتكم، ونتريث بكل جاهزية واستعداد، وقد وجهنا قياداتنا العسكرية بأن يكونوا على استعداد وينتظروا اللحظة التي يأتي فيها الأمر لنظهر عظمة هذه القوة بفضل الله، كما فعلنا ذلك سابقا".
مزيد من الثقة
وتجري إيران محادثات بشأن برنامجها النووي مع فرنسا وألمانيا وبريطانيا في 13 كانون الثاني/يناير في جنيف، بعد نقاشات سابقة استضافتها سويسرا، في نهاية تشرين الثاني/نوفمبر.
وكان وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، أكد في وقت سابق، أنّ بلاده "تخلق المزيد من الثقة في الطبيعة السلمية للبرنامج النووي الإيراني"، في مقابل رفع العقوبات.
وتؤكد طهران سلمية برنامجها وحقها في مواصلة برنامج نووي لأغراض مدنية، لا سيما في مجال الطاقة، نافية نيتها امتلاك أسلحة ذرية، وهو الأمر الذي تشكك فيه الدول الغربية بشدة.