يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي، حرب الإبادة التي يشنها على قطاع غزة، متكبداً المزيد من الخسائر. إذ قتل 4 جنود وأصيب 6 آخرين بينهم ضابط بجراح خطرة في بيت حانون، فيما أصيب 8 جنود 3 منهم بجراح خطرة في جباليا شمالي قطاع غزة، باعتراف تقارير عبرية والجيش الإسرائيلي. لترتفع بذلك حصيلة قتلى جيش الاحتلال إلى 400 بين جندي وضابط، منذ بدء عملية التوغل البري في قطاع غزة.
وشنّ جيش الاحتلال، اليوم الأحد، هجمات على مناطق متفرقة من القطاع، وشملت الهجمات قصف الزوارق الحربية لمناطق شرقي النصيرات ومخيم البريج، والمناطق الغربية لدير البلح، بينما استهدفت المدفعية الإسرائيلية مدينة رفح، ما أوقع عشرات الشهداء والجرحى.
مجزرتان
وقصفت المدفعية الإسرائيلية بشكل مكثف محيط مستشفى العودة شمالي القطاع، ومنطقة أبو العجين شرقي دير البلح وسط القطاع. كما استهدف القصف مجموعة من النازحين في غربي مدينة غزة.
وأفادت وزارة الصحة في قطاع غزة، أن الاحتلال ارتكب مجزرتين في القطاع، وصل منها للمستشفيات 28 شهيداً و89 مصاباً، خلال الـ24 ساعة الماضية، مشيرة إلى ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي، إلى 46 ألفاً، و565 شهيداً، و109 آلاف و660 جريحاً، منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023.
وأشارت الوزارة، إلى 4500 حالة بتر في الأطراف العلوية أو السفلية في القطاع مُنذ بداية الحرب من بينهم نحو 800 طفل و540 سيدة. فيما أعلن المكتب الحكومي في غزة، أن حصيلة مئة يومٍ من العدوان على شمال غزة، بلغت 5 آلاف شهيد، و9 آلاف و500 جريح، و2600 معتقل، لافتاً إلى أن الدمار الذي طال المنازل والمستشفيات والمرافق العامة والبنية التحتية، يفضح جلياً، نية الاحتلال الإسرائيلي في القضاء على مقومات الحياة في قطاع غزة.
من جهته، أعلن الدفاع المدني في غزة، أن نحو 70 طفلاً استشهدوا خلال الأيام الخمسة الماضية، في القصف الإسرائيلي على القطاع.
وأوصى ضباط كبار في الجيش الإسرائيلي، بإنشاء منطقة أمنية عازلة دائمة في بيت حانون شمالي قطاع غزة، ومنع عودة السكان الفلسطينيين إلى المنطقة التي نزحوا عنها، وذلك بذريعة إزالة التهديدات عن المستوطنات الإسرائيلية المحاذية.
وذكرت إذاعة الجيش الإسرائيلي، اليوم الأحد، أنه بحسب التوصيات، فإن إنشاء هذه المنطقة في المرتفعات التي تطل على مدينة سديروت والمناطق الإسرائيلية المحاذية، يتطلب "منع عودة الفلسطينيين إلى أجزاء من بيت حانون بشكل دائم".
عمليات نوعية للمقاومة
في المقابل، واصلت المقاومة الفلسطينية، تصديها لجيش الاحتلال، وكبدته خسائر بلغت 18 جندياً بين قتيل وجريح، في عمليات تمت شمالي القطاع. وفي هذا السياق، أفادت هيئة البث الإسرائيلية، اليوم الأحد، بإصابة 8 جنود بينهم 3 بجراح خطرة، جراء انفجار عبوة ناسفة في مبنى في جباليا شمال قطاع غزة، يوم الجمعة الماضي، وذكرت أن الجنود هم من لواء غفعاتي، وأن الجيش تكتّم على الحادث.
كذلك، أقرّ جيش الاحتلال، أمس السبت، بمقتل 4 جنود من لواء ناحال، وإصابة 6 آخرين بينهم ضابط بجراح خطرة، جرّاء تفجير عبوة شديدة الانفجار في بيت حانون، فيما نقلت وسائل إعلام فلسطينية، عن منصات تابعة للمستوطنين، قولها إن 7 جنود إسرائيليين قتلوا أمس السبت، وأصيب نحو 30 آخرين بجراح، بينهم 11 إصاباتهم خطرة وصعبة.
وفي غضون ذلك، ظهرت بيانات الجيش الإسرائيلي، مقتل 400 جندي وضابط من الجيش الإسرائيلي منذ بدء عملية التوغل البري في قطاع غزة في نهاية تشرين الأول/أكتوبر 2023.
وذكرت القناة 13 الإسرائيلية أن 50 جندياً إسرائيلياً، قتلوا بينهم 11 في بيت حانون، منذ بدء العملية في شمال قطاع غزة، قبل أكثر من 3 أشهر.
تغيير أساليب القتال
وذكرت صحيفة "معاريف" العبرية، اليوم الأحد، أن الجيش الإسرائيلي، بدأ يغير أساليب القتال وحركة قواته في بيت حانون شمالي قطاع غزة، بعد خسائر فادحة مُني بها خلال الأسبوعين الماضيين، منذ عودته إلى التوغل العسكري في المنطقة.
ووفقاً للصحيفة، أجرت فرقة غزة تحقيقاً سريعاً، وشرعت بتغيير أسلوب القوات في المنطقة، وخلصت إلى تقرير أفاد بأنه مع عودة الجيش الإسرائيلي إلى بيت حانون، بعد نحو عام من الاجتياح البري السابق للمنطقة، وجد حركة حماس وهي تحاول إعادة تنظيم صفوفها في بيت حانون، حيث انتظر مقاتلو الحركة، واستعدوا لعودة الجيش الإسرائيلي.
وشملت استعدادات حماس "وضع مئات أو ربما آلاف الكاميرات في مناطق مختلفة، لرصد تحركات قوات الجيش الإسرائيلي، وتفخيخ مئات المنازل، وتفخيخ الممرات بالقنابل المزروعة على جانبي الطريق، وإعداد المخابئ لإطلاق الصواريخ المضادة للدبابات وعمليات القنص".