حمل اللقاء بين رئيس الحكومة نجيب ميقاتي وقائد الإدارة الجديدة في سوريا أحمد الشرع، وهي الزيارة الأولى لرئيس حكومة لبناني إلى سوريا منذ العام 2010، جملة عناوين لملفات أساسية أبرزها ضبط الحدود بين البلدين وترسيمها. ميقاتي الذي زار سوريا برفقة مسؤولين أمنيين، حمّل الزيارة الطابع الأمني بإمتياز، وعبّر عن سروره لزيارة دمشق، لبحث العلاقات الثنائية بين البلدين، معتبراً أنّ "سوريا تمثل البوابة الطبيعية للبنان إلى العالم العربي وطالما هي بخير فإن لبنان بخير". بدوره، أكدّ الشرع أنّ "سوريا ستقف على مسافة واحدة من الجميع في لبنان"، ومضيفاً بأنّه سيسعى لعلاقات إيجابية.
وفي مؤتمر صحفي بين الطرفين عقب اللقاء في قصر الشعب، قال ميقاتي إنّه "بات ملحاً لمصلحة البلدين معالجة أزمة النزوح السوري وعودة النازحين إلى سوريا التي بدأت تستعيد عافيتها"، مشيراً إلى أنّه لمس استعداد سوريا لمتابعة ملف النزوح. وأكد ميقاتي أنّه بحث ملف الحدود "وتم التأكيد على حماية أمن البلدين".علاقات وديةوتابع ميقاتي قائلاً: "نتطلع إلى علاقات ودية وندية بين لبنان وسوريا قائمة على التعاون"، مشدداً على أنّ "سلم الأولويات ترسيم الحدود البرية والبحرية بين لبنان وسوريا، وسيكون لهذا الأمر لجنة مختصة وسنعمل على ضبط الحدود البرية بشكل كامل لوقف أي عملية تهريب وسنتعاون في هذا الأمر".
ولفت إلى أنّ "الجانب السوري يقوم بدوره الكامل لإنشاء هيئة خاصة بالأمور الجنائية والبحث عن كافة المفقودين، وسنُزوّد الإدارة السورية الجديدة بأسمائهم".
من جانبه، أوضح الشرع أنّ "الأولوية في سوريا هي للوضع الداخلي وحالة الأمن وحصر السلاح بيد الدولة"، متابعاً القول: "نبني العلاقات مع لبنان على أساس الأخوة ونسعى لزيادة الأواصر الإجتماعية، وأيّ عوائق حدودية بيننا يجب أن تُلغى مُستقبلاً". وقال الشرع: "ندعم خيارات التوافق اللبنانية لاسيما على صعيد انتخاب العماد جوزاف عون رئيساً للجمهورية"، وأضاف: "بيننا وبين لبنان مصالح مشتركة واستراتيجية". وفي الختام أمل الشرع "اختيار ميقاتي لرئاسة الحكومة مُجدداً" وقال: "نسعى لتعاون طويل الأمد مع لبنان".زيارة ليوم واحديُذكر أنّ زيارة ميقاتي لدمشق تستمر ليوم واحد، وتأتي قبل أيام على بدء المشاورات النيابية لتسمية رئيس للحكومة المقبلة. وشارك عن الوفد اللبناني وزير الخارجية والمغتربين عبدالله بو حبيب، المدير العام للامن العام بالانابة اللواء الياس البيسري، مدير المخابرات في الجيش العميد طوني قهوجي، ونائب المدير العام لامن الدولة العميد حسن شقير.
في المقابل، شارك عن الجانب السوري وزير الخارجية اسعد شيباني ورئيس الاستخبارات انس خطاب ومدير مكتب الشرع علي كده.