يخوض لبنان اليوم، ثاني الاستحقاقات الكبيرة بعد نجاحه بإنتخاب رئيس للجمهورية، فالتحدي الأكبر هو في ضمان استكمال المشهد السياسي بتسمية رئيس للحكومة المقبلة وتشكيلها فيما بعد، وقبل موعد الاستحقاق الثالث على بعد اسبوعين من انتهاء هدنة إعلان وقف إطلاق النار على لبنان.
ولغاية صباح الاثنين المقبل الحافل بجدول مواعيد الكتل النيابية في قصر بعبدا، من المفترض أن تتضح الصورة جلياً، مع بدء الاتصالات والمشاورات الحاصلة بين الأفرقاء محلياً، وبينهم وبين رعاة الاتفاق الدوليين والاقليميين على إسم رئيس الجمهورية. وهو ما يطرح علامات استفهام، ما إذا كان الضغط الدولي الذي مُورس على لبنان للمجيء برئيس للجمهورية، سيمارس أيضاً على تسمية رئيس الحكومة وضمن السياق ذاته بالأسلوب والآلية والتكتيك، أو على خلاف ذلك، سيكون التشكيل يسيراً، على قاعدة أنّه من ضمن التسوية التي أتت بقائد الجيش رئيساً للجمهورية بالاتفاق مع الثنائي الشيعي، الذي عدّل أصوات جوزاف عون من 71 صوتاً بالدورة الأولى إلى 99 صوتاً في الثانية منها.ميقاتي في سورياتوازياً، يزور رئيس الحكومة نجيب ميقاتي سوريا اليوم، بدعوة من قائد الإدارة الجديدة في سوريا أحمد الشرع. تستمر الزيارة ليوم واحد، ويضم الوفد وزير الخارجية والمغتربين عبدالله بوحبيب، المدير العام للامن العام بالانابة الياس البيسري، مدير المخابرات في الجيش العميد طوني قهوجي، ونائب المدير العام لامن الدولة العميد حسن شقير.
ميقاتي الذي كان تحادث هاتفياً مع الشرع في الثالث من كانون الثاني، مع فرض السلطة السورية الجديدة قيوداً على دخول اللبنانيين لسوريا، تزامناً مع حوادث حصلت بين مسلحين سوريين والجيش اللبناني عند الحدود الشمالية الشرقية. وليس معلوماً ما إذا كان ميقاتي قد حصل على الضوء الأخضر لإجراء هذه الزيارة في توقيت استلام عون رئاسة الجمهورية اللبنانية وإعلانه بدء المشاورات النيابية لتسمية رئيس للحكومة الاثنين المقبل، فيما قد تتجه بعض الكتل، حتى الساعة، وعلى رأسها الثنائي الشيعي والمردة والحزب الاشتراكي وتكتل الاعتدال، وبعض النواب المستقلين إلى اعادة تسمية ميقاتي رئيساً في المرحلة الحالية، وتثبيت بقائه حتى موعد الانتخابات النيابية المقبلة في أيار عام 2026. فيما تتجه القوات اللبنانية كما بات معلوماً إلى ترشيح النائبين فؤاد مخزومي وأشرف ريفي. الأخير الذي أعلن أنه "مرشح لرئاسة الحكومة في المرحلة الجديدة ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي جزء من المنظومة السابقة التي يرفضها الجميع". ومن ضمن الأحزاب المناهضة لاسم ميقاتي لرئاسة الحكومة، هو التيار الوطني الحر، الذي كان رافضاً للإتيان بعون رئيساً للجمهورية، وعليه سيتعامل جبران باسيل من موقعه كمعارض للعهد الجديد، وسيكون موقفه تجاه الحكومة هو نفسه الموقف تجاه قائد الجيش.موقف المعارضةومن بين الأسماء المتداولة، يُعاد طرح اسم رئيس محكمة العدل الدولية القاضي نواف سلام والرئيس فؤاد السنيورة، النائبة السابقة بهية الحريري، والدكتور صائب تمام سلام.
وعلى خط المعارضة، تكثفت الاتصالات في الساعات الماضية من أجل توحيد الموقف، بما يتعلق بالاتفاق على إسم يتوجه به النواب نهار الاثنين إلى قصر بعبدا.