أعلنت "جائزة سيف غباش - بانبيال" للأدب العربي المترجَم إلى اللغة الإنكليزية، فوز المترجمة البريطانية كاثرين هولز في دورة 2024، عن ترجمتها لرواية الكاتب المصري أحمد ناجي "حرز مكمكم: القراءة والكتابة داخل السجن"، والتي صدرت بالإنكليزية العام 2023 عن دار نشر McSweeney´s تحت عنوان Rotten Evidence.
وذكرت لجنة التحكيم، في بيان لها، أنّ اختيار الفائز هذا العام "لم يكن مهمّة سهلة، نظراً لتقارب المنافسة بين ترجمات كتبِ بثينة العيسى وإيمان مرسال وأحمد ناجي، لكنّ ترجمة هولز كانت الأفضل لأنّها لا تقدّم درساً متقناً على المستوى المعجمي والعبارات فحسب؛ بل تستخدم أيضاً مشرطاً لتشريح بنية النص العربي الأصلي وإنتاج نصّ أكثر سهولة بالنسبة للقارئ الإنكليزي".يتناول أحمد ناجي في الرواية الفائزة، تجربته في السجن؛ حيث حُكم عليه في 2016 بالسجن عامَين بتهمة "خدش الحياء العام"، بسبب نشر فصل من روايته "استخدام الحياة" في جريدة "أخبار الأدب" المصرية، فقرّر أن يعرض يومياته في الزنزانة وذكريات الصبا والشباب، منتقياً مواقف حول الكتب والأدب.أمّا كاثرين هولز، فهي مترجمة من العربية إلى الإنكليزية من ويلز، حصلت على منحة صندوق PEN/Heim العام 2021 لترجمة مجموعة القصص القصيرة "ما لا يمكن إصلاحه" لهيثم الورداني، كما نالت "جائزة الشيخ حمد للترجمة" العام 2017 عن ترجمتها "طوق الحمام" لرجاء عالم. وصفت هولز الفوز بالجائزة بأنه "شرف رائع"، لكنها قالت إنه "وقت غريب وصعب أن نتخيل الاحتفال بأي شيء". وأوضحت: "لقد جلب لنا الشهر الماضي الفرح والارتياح عند رؤية المعتقلين السابقين وهم يتجولون أحراراً من السجون في أنحاء سوريا، حيث قضوا سنوات في ظروف من القسوة التي لا توصف والتي لم ينج منها كثيرون آخرون".وذكرت هولز أيضًا الكاتب والناشط المصري علاء عبد الفتاح، الذي خصص له ناجي فصلاً في الكتاب. تم اعتقال عبد الفتاح وحُكم عليه بالسجن لمدة خمس سنوات في العام 2019 بتهمة نشر أخبار كاذبة عبر الإنترنت، ولم يُفرج عنه بعد على الرغم من انتهاء عقوبته.وأضافت هولز: "من المستحيل أن ننسى، في هذه الأوقات من الفاشية المتجددة، أن الكتابة عن السجن وضده ستكون دائمًا عملاً ثوريًا. أحمد ناجي كاتب شجاع وذكي ولا يقبل المساومة بشكل خاص، وآمل أن يشجع هذا التكريم العديد من القراء الآخرين على التقاط كتابه الممتاز والثوري حقًا".يُذكر أنّ لجنة التحكيم "جائزة سيف غباش - بانبيال" للأدب العربي المترجَم إلى اللغة الإنكليزية في دروتها الحالية، يترأّسها رافائيل كوهين، وتضمّ في عضويتها كلّاً من مايكل كينز ولورا واتكينسون وناريمان يوسف.وكانت اللائحة القصيرة للجائزة، التي أُعلنت في في كانون الأول/ديسمبر الماضي، ضمّت ستّ روايات، إضافةً إلى الرواية الفائزة، وهي: "قبل أن تنام الملكة" لحزامة حبايب بترجمة كاي هيكينين، و"أرواح إدّو" لإستيلا قياتانو بترجمة سواد حسين، و"ضياع في مكّة" (خرائط التيه في عنوانها الأصلي) لبثينة العيسى بترجمة ندى فارس، و"في أثر عنايات الزيات" لإيمان مرسال بترجمة روبن موجر، و"مربّى ولبن.. أو كيف أصبحت أمّي لبنانية" للينا مرهج بترجمة نادية عبد اللطيف وإنعام ظفر.ويُنتظر أن تُسلّم الجائزة، التي تبلغ قيمتها ثلاثة آلاف جنيه إسترليني (نحو 3800 دولار أميركي) للمترجمة الفائزة في حفلة تقيمها "جمعية المؤلّفين" في بريطانيا في 12 شباط/فبراير المقبل.