إنه فجرٌ جديدٌ يشرق في لبنان، حاملاً في طياته آمالاً متجدّدة ووعوداً بمرحلة جديدة من التحوُّل الإيجابي والإصلاح.
دخل لبنان عهداً جديداً بعد انتخاب العماد قائد الجيش جوزاف عون رئيساً للجمهورية اللبنانية، ذاك الرجل المغوار صاحب الكفّ النظيف، النيَّة الطيبة، والإرادة الصلبة التي صقلتها المؤسسة العسكرية التي يفخر بها وتفتخر به.
بالأمس، خاطب القائدُ اللبنانيين بصدق، معاهداً إياهم العمل الدؤوب في سبيل بناء دولة قوية وعادلة .
رسم خريطة طريق حدَّد عناوينها بشفافية وجرأة، تماماً كما عهدناه، صلباً في مواقفه، صارماً عند الحقّ، إلا أنّ النجاح في تنفيذ هذه العناوين يكمن في مدى تجاوب القوى السياسية وتعاونها مع فخامته على تغليب مصلحة البلاد العامة على ما سواها.
لا شكّ في أنّ الواقع السياسي في لبنان معقد، ويتطلّب فهماً عميقاً للتحديات التي قد تواجه الرئيس جوزاف عون في تطبيق عناوين قسمه، ولا سيما تلك المتعلقة بإستقلالية القضاء، اللامركزية الإدارية وحصرية السلاح بيد الدولة اللبنانية، وهي عناوين ظاهرها يُحاكي تطلعات شريحة واسعة من اللبنانيين، أما باطنها فتتجاذبه من جهة المحاصصة السياسية والمذهبية المتجذرة، ومن جهة أخرى سياسة المحاور التي أدخلت البلاد في دوامة من الصراعات لسنوات، إلا أنّ مواجهة هذه التحديات يبقى مرهوناً بإلتفاف القوى السياسية حول الرئيس عون، بما سيُرسي مناخاً من التعاون يُعزز فرص تنفيذ الإصلاحات الموعودة.
وعليه، تبقى الوحدة الوطنية جسرَ عبورِ حبرِ قسم ِ الرئيس الصادق ومشروعه الإصلاحي نحو التنفيذ.
موقع سفير الشمال الإلكتروني