شنّ الطيران الحربي الإسرائيلي، اليوم الجمعة، غارات جوية، استهدفت مواقع في "عُمق اليمن" والعاصمة صنعاء، وذلك بعد هجمات مماثلة، كانت نفذتها طائرات أميركية وبريطانية، استهدفت مناطق في شمال اليمن، وفي العاصمة صنعاء.
وذكر الجيش الإسرائيلي، في بيان، اليوم الجمعة، أن "طائرات حربية لسلاح الجو، أغارت، بتوجيه من هيئة الاستخبارات، وسلاح البحرية، على أهداف تابعة لنظام الحوثي في منطقة الساحل الغربي، وفي عمق اليمن". وأضاف أن "هذه الغارات تأتي في ضوء الهجمات المتكررة من قبل نظام الحوثي، ضد دولة إسرائيل ومواطنيها، وضد البنى التحتية المدنية في إسرائيل، والتي تشمل إطلاق مسيّرات، وصواريخ أرض أرض نحو الأراضي الإسرائيلية".
وقال الجيش إن "من بين أهداف الغارات، بنى تحتية في محطة الطاقة حزيز، التي تستخدم كبنية تحتية كهربائية مركزية، يستخدمها نظام الحوثي في أنشطته العسكرية. كما تمت مهاجمة بنى تحتية في ميناء رأس عيسى، وميناء الحديدة، في منطقة الساحل الغربي في اليمن".فيما ذكرت هيئة البث الإسرائيلية، أن الهجوم طال الحديدة، وميناء رأس عيسى ومنطقة صنعاء.
ثمن باهظ
وعلّق رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، على الغارات قائلاً: "مثلما تعهدنا، فإن الحوثيين، يدفعون وسيستمرون بدفع ثمن باهظ، جراء عدوانهم علينا"، وأضاف "هاجمنا اليوم أهدافاً لحكم الحوثيين، في الساحل الغربي، وعمق اليمن". وقال إن "الحوثيين يشكلون خطراً على إسرائيل والمنطقة كلها، وبضمن ذلك استهداف حرية الملاحة العالمية".
وتابع نتنياهو: "لن نتحمل استهدافاً لمواطنينا ودولتنا، وسنعمل بحزم وقوة شديدة، ضدّ أي جهة تهدّد دولة إسرائيل، وفي أي مكان وزمان يتطلب ذلك".
رسالة واضحة
من جهته، اعتبر وزير الأمن الإسرائيلي يسرائيل كاتس، أن "الهجوم هو رسالة ساطعة وواضحة لزعيم الحوثيين، عبد الملك الحوثي، وقادة الحوثيين بأنه لا توجد حصانة لأحد". وقال: "سنلاحقكم وندمّر البنية التحتية التي أقمتموها، وستصل إليكم يد إسرائيل الطويلة في أي مكان".
وأضاف كاتس أن "آلاف الحوثيين، الذي يشاركون الآن في مسيرة الكراهية ضد إسرائيل، سمعوا عن قرب قوة طائرات سلاح الجو"، زاعماً أن "ميناء الحديدة مشلول، وميناء راس عيسى يشتعل، والرسالة واضحة: من يستهدف إسرائيل سيُستهدف أضعافاً".
12 غارة
وفي خصوص غارات التحالف، قال الحوثيون، اليوم الجمعة، إن "العدوان الأميركي البريطاني، استهدف بـ12 غارة، مديرية حرف سفيان في المحافظة، ومنطقة جربان، وسبق الاستعدادات للخروج في المسيرات الأسبوعية، في 61 ساحة دعماً وإسناداً لغزة".
وأفادت تقارير إعلامية بأن "غارات استهدفت محيط ميدان السبعين في العاصمة اليمنية صنعاء، تزامناً مع مظاهرات منددة بالعدوان على غزة".
وذكرت وسائل الإعلام في اليمن، ومن بينها قناة "المسيرة" التابعة للحوثيين، "أن عدواناً أميركياً بريطانياً، استهدف منطقة جربان جنوبي العاصمة اليمنية صنعاء". وقالت إن 3 غارات أميركية بريطانية استهدفت مديرية حرف سفيان، في محافظة عمران شمال العاصمة، مشيرة إلى أن "العدوان" طال أيضا مديرية اللحية في محافظة الحديدة غربي البلاد.
ونقلت وكالة "أسوشييتد برس" عن القيادة الوسطى الأميركية، أنها "نفذت ضربات ضد منشآت تخزين أسلحة تحت الأرض، في مناطق سيطرة الحوثيين في اليمن". ولفتت إلى أن الضربات في اليمن، استهدفت أسلحة يستخدمها الحوثيون لمهاجمة السفن بالبحر الأحمر.
من جهتها، ذكرت القناة 12 العبرية، أن "التحالف الدولي، هاجم أهدافاً تحت الأرض في اليمن".
استهداف ترومان
في المقابل، أعلنت القوات المسلحة المينية، استهداف حاملة الطائرات الأميركية ترومان، بالإضافة إلى عددٍ من القطع الحربية التابعة لها، شمال البحر الأحمر، بعدد من الصواريخ والمسيّرات. وأشارت إلى أن العملية، "أفشلت هجوماً جوياً جديداً ضد بلدنا انطلاقاً من ترومان، وتم إجبارها على مغادرة منطقة شمالي البحر الأحمر".
وأعلنت القوات المسلحة، "استمرارنا في تأدية واجبنا تجاه الشعب الفلسطيني المظلوم، وعملياتنا لن تتوقف إلا بوقف العدوان ورفع الحصار عن غزة".
اعتقال شبكة تجسّس
وكان زعيم الحوثيين، عبد الملك الحوثي، قد أعلن، أمس الخميس، اعتقال شبكة تجسس بريطانية في اليمن الأسبوع الحالي. وقال في خطاب، إن "هناك فشلاً كبيراً للأعداء، في ما يتعلق بالجانب الأمني"، مشيراً إلى أن "اعتقال شبكة التجسس البريطانية، يعدّ إنجازاً أمنياً مهماً".
ولم يحدد الحوثي زمان أو مكان عملية اعتقال الشبكة، فيما لم يصدر تعليق بريطاني رسمي على ذلك.
وفي ما يتعلق بالعمليات العسكرية ضد قوات التحالف وإسرائيل، قال الحوثي: "شهد هذا الأسبوع اشتباكاً مع حاملة الطائرات الأميركية تورومان"، مضيفاً "تزامن الاشتباك مع حاملة الطائرات الأميركية للمرة الثالثة، مع الترتيب الأميركي لتنفيذ عمليات عدوانية كبيرة على بلدنا تم إفشالها".