لم ينسحب الارتياح النسبي الذي شهده لبنان بعد إنتخاب جوزاف عون رئيساً للجمهورية، على الجبهة الجنوبية التي تشهد على إعتداءات يومية للقوات الإسرائيلية من نسف وتدمير وقصف مدفعي، كان أحدثها تحذير إسرائيلي جديد وجهه المتحدث بإسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي إلى سكان جنوب لبنان، بمنعهم من الانتقال جنوبًا إلى خط القرى ومحيطها.
في المقابل، دخلت قوة من الجيش اللبناني إلى بلدة عيترون في قضاء بنت حبيل، برفقة جرافة لفتح الطريق عند مدخل البلدة وازالة ساتر ترابي رفعه الجيش الإسرائيلي سابقاً. مع الإشارة إلى أنّ الجيش اللبناني موجود في موقعه في البلدة منذ وقف اطلاق النار.خروقات إسرائيليةأمّا في عيتا الشعب، فقد تعرضت البلدة صباحاً لسقوط قذائف مدفعية إسرائيلية. وبالتزامن نفذ الجيش الإسرائيلي تفجيرات وعملية تمشيط بالرشاشات الثقيلة داخل احياء البلدة. وكانت قوة من الجيش الإسرائيلي تمركزت ليلاً في محيط مركز الجيش عند مثلث القوزح- دبل- عيتا الشعب.
وجواً، سُجل تحليق للطيران الإسرائيلي في أجواء مدينة الهرمل والبقاع الشمالي.
وضمن الإعتداء الإسرائيلي المتمادي منذ اليوم الأول على اعلان إتفاق وقف إطلاق النار، أصدر أدرعي تحذيراً جديداً عبر حسابه على منصة "إكس" وقال: "تذكير جديد إلى سكان جنوب لبنان انه حتى إشعار آخر يحظر عليكم الانتقال جنوبًا إلى خط القرى ومحيطها، الجيش الإسرائيلي لا ينوي استهدافكم ولذلك يحظر عليكم في هذه المرحلة العودة إلى بيوتكم من هذا الخط جنوبًا حتى إشعار آخر. كل من ينتقل جنوب هذا الخط يعرض نفسه للخطر".حصرية السلاحتأتي هذه التطورات الأمنية، فيما نقل موقع "أكسيوس" عن مسؤولين إسرائيليين، في وقت سابق أن "رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع وقيادة الجيش لا يريدون سحب القوات بالكامل من جنوب لبنان، ويريدون إبقاء قوات في 3 مواقع رئيسية بجنوب لبنان". واليوم، دخل الاعلام الإسرائيلي على خط انتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية، وخصوصاً لما يتصل بحزب الله وما جاء على ذكره الرئيس المنتخب جوزاف عون عن حصرية السلاح بيد الدولة. ورأت صحيفة "جيروزاليم بوست" العبرية أن وعد رئيس الجمهورية جوزيف عون بتأكيد سيطرة الدولة على الأسلحة قد يشكل نقطة تحول، ولكن قدرته على الوقوف في وجه "حزب الله" سوف تحدد مسار لبنان إلى الأمام.
الصحيفة رأت أنّ انتخاب عون "يشكل فرصة لبداية جديدة للبنان بعد سنوات من هيمنة حزب الله"، موضحة أنه لم يكن للبلاد رئيس منذ عام 2022، وبالتالي ليس لديها أي ثقل موازن لنفوذ "حزب الله"، لافتة إلى أنه هناك أملاً أيضاً في أن يتمكن، "بصفته قائداً سابقاً للجيش، من التأثير على تنفيذ سيطرة الجيش اللبناني على الجزء الجنوبي من البلاد، كجزء من شروط وقف إطلاق النار الموقع بين إسرائيل وحزب الله".
ورأت أنه "إذا كان عون ملتزماً بإحلال السلام في لبنان وكان قادراً على الوقوف في وجه "حزب الله"، فقد يكون بوسعه توجيه لبنان نحو الاستقرار الذي لم يعرفه منذ سنوات، وتعزيز الهدنة الهشة".