بعد عامين وشهرين على الشغور الرئاسي، دخل لبنان مرحلة جديدة من تاريخه. عبارة ذكرها بالأمس الرئيس المنتخب جوزاف عون في خطاب القسم الذي حمل عناوين المرحلة المقبلة، التي يأمل منها اللبنانيون أن تكون على قدر تطلعات الخطاب. واليوم، فتح قصر بعبدا أبوابه لاستقبال الرئيس اللبناني الجديد، ليبدأ عون حقبته السياسية التي أتت بزخم عربي ودولي، وأولى إجتماعاته كانت مع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، الذي سيزور سوريا غدًا، يرافقه وزير الخارجيّة والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال عبدالله بوحبيب.
وخلال لقاء الرئيسين في بعبدا، طلب عون من ميقاتي الإستمرار في تصريف الأعمال إلى حين تشكيل حكومة جديدة، شاكراً له جهوده التي بذلها وأعضاء الحكومة خلال فترة الشغور الرئاسي. ومن المفترض أن تبدأ جلسة المشاورات النيابية لتسمية رئيس للحكومة الجديدة الأسبوع المقبل، فيما لم يحدد بعد موعداً بانتظار معرفة جدولة مواعيد الكتل.إنسحاب إسرائيلمن جهته، قال ميقاتي في تصريح له من قصر بعبدا: "تحدثت مع الرئيس جوزاف عن وضع الجنوب وضرورة إنسحاب العدو الإسرائيلي بالكامل ووقفه خروقاته للبنان". وأوضح ميقاتي أن عون طلب منه الاستمرار بتصريف الأعمال، لافتاً إلى أنّ "هناك خطوات دستوريّة لتشكيل الحكومة التي يجب أن تكون قادرة لتنفيذ التوجه الذي شرحه الرئيس أمس ونحنُ أمام ورشة عمل جديدة لإنقاذ لبنان". ميقاتي لفت إلى "اننا نقدّر كل الآراء السياسية ولكل شخص له حريته في قول ما يُريد والإجراءات الدستورية بشأن تشكيل الحكومة تأخذ مجراها"، مشيرا الى ان "الرئيس عون وضع خطوطاً عريضة لخطة العمل وهناك أمور كثيرة تحدث عنها يمكن تنفيذها والعمل عليها".
ورداً على سؤال عن الحكومة التي يحتاجها لبنان وعما إذا كان سيكون رئيس الحكومة المقبل أجاب: "الرئيس الذي سيكلف تشكيل الحكومة هو الذي سيرد على هذه الاسئلة. ولكن من دون شك فان الحكومة يجب ان تكون قادرة على ترجمة التوجه الذي تحدث عنه فخامة الرئيس. نحن امام ورشة عمل جديدة تقتضي من الجميع التعاون للقيام بعمل جدي من اجل انقاذ الوطن". وعن موضوع حصرية السلاح بيد الدولية، قال ميقاتي "هل ننتظر من رئيس البلاد ان يقول ان السلاح مشرّع للجميع؟ هل ننتظر من حكومة جديدة أن تقول إن السلاح مشرّع بيد جميع المواطنين؟ نحن اليوم أمام مرحلة جديدة تبدأ من جنوب لبنان وجنوب الليطاني بالذات من اجل سحب السلاح وأن تكون الدولة موجودة على كل الاراضي اللبنانية وأن يكون الاستقرار بدءا من الجنوب".استقبالات عون ومن زوار قصر بعبدا اليوم، استقبل عون الرئيس السابق ميشال عون الذي قال بعد اللقاء إنّه "من الطبيعي أن أزورَ الرئيس الجديد كوني كنتُ قبله رئيساً. وجئنا لتهنئة الرئيس الجديد جوزاف عون على انتخابه رئيساً للبلاد". كما يستقبل الرئيس القبرصي نبكوس خريستودوليدس في زيارة تهنئة، وهي أول زيارة لرئيس دولي يزور لبنان بعد انتخاب الرئيس عون رئيسا للجمهورية.
وكان الرئيس الايراني مسعود بزشكيان، وجه رسالة تهنئة بانتخاب عون، معبراً عن "استعداد الحكومة الإيرانية لمواصلة تعزيز التعاون الثنائي في كافة المجالات المختلفة خلال فترة رئاسة الرئيس اللبناني الجديد". كما عبّر بزشكيان في رسالته عن "أمله في أن تؤدي هذه الانتخابات، الى الاستقرار السياسي و النمو الاقتصادي والسلام والامن لشعب لبنان العزيز"، مؤكدا أن "تعزيز الاستقرار والوحدة سيهزم أطماع اسرائيل على أرض لبنان".
وأجرى رئيس الحزب "الديمقراطي اللبناني" طلال أرسلان، اتصالاً هاتفياً بعون مهنّئاً بانتخابه، ومتمنياً له التوفيق في مسيرته في سدّة الرئاسة. وإعتبر أرسلان أن" المرحلة تقتضي من جميع المكونات اللبنانية بمختلف أطيافها وطوائفها وانتماءاتها الإلتفاف حول الرئيس والمساعدة في إنجاح عهده الذي نتوسّم فيه خيراً، حيث المسؤولية تقع علينا جميعاً للتوصل إلى خلاص وطننا من أزماته ومشاكله".