2025- 01 - 10   |   بحث في الموقع  
logo الخارجية اوعزت لبعثة لبنان لدى الأمم المتحدة بتقديم شكوى ضدّ إسرائيل logo الرئيس عون يستقبل نظيره القبرصي في قصر بعبدا logo الخليل: لبنان ملتزم التوصل لحل رضائي مع حَمَلة السندات logo بالصّورة: تنشط بأعمال السرقة والنشل… هل وقعتَ ضحيّتها؟ logo دريان لعون: كلنا امل بعهدكم logo الحرب وانتخاب عون: أسعار اليوروبوندز تضاعفت 3 مرّات logo الضمان الاجتماعي يموّل مكاتبه بـ264 مليار ليرة logo الجميل: خطاب عون غير مسبوق وسنعمل معه لإنجاح مشروعه
خطاب القسم: جوزاف عون يعيد المسيحيين إلى "لبنان الكبير"
2025-01-10 12:25:42

أُعجِب معظم اللبنانيين بخطاب قسم الرئيس المنتخب العماد جوزاف عون. حاكى خصوصاً الوجدان المسيحي بكلام لا مواربة فيه.
وإذا كانت مجاهرته من المجلس النيابي بـ"حق الدولة في احتكار حمل السلاح"، وتأكيده على "سياسة الحياد الإيجابي"، لهما وقع موسيقي في آذان المسيحيين، فإن مواقف الرئيس المنتخب في شؤون أخرى أحيت آمالاً بـ"عهد" يعيد ترتيب الأولويات التي رسمت بعضاً من هوية لبنان ودوره، ويدفع باتجاه تطبيقها.
"عهدي أن نستثمر في العلم ثم العلم ثم العلم... أن ننفتح على الشرق والغرب... أن نتمسك بالحفاظ على الاقتصاد الحر والملكية الفردية... أن احترم حرية الإعلام وحرية التعبير... إقرار قانون اللامركزية الإدارية الموسعة... استقلالية القضاء... مكافحة الفساد... الحوكمة... الحفاظ على البيئة"، وغيرها من العهود التي تدخل في صلب تعريف "فكرة" لبنان.
حين يحيي الرئيس عون الآمال باستعادة كل ذلك، يستدرج المسيحيين للعودة إلى "لبنان الكبير" الذي صاغوه وفق أحلامهم، وقد خرجت في السنوات الاخيرة اصوات كثيرة من بينهم تشكك في التجربة وتدعو إلى الإنسحاب منها. وأن يتفاخر عون أنه الرئيس الأول بعد المئوية الأولى للبنان الكبير الذي، كما أكد "أرضه مساحة حرية"، فبإمكانه بعد كل ذلك أن يقول للمسيحيين أولاً، كما لسائر اللبنانيين، ما قاله في خطاب القسم: "الشعب واحد وهويتنا على تنوع فئاتنا وطوائفنا هي لبنانية"، ليضيف "مهما اختلفنا، عند الشدّة نحضن بعضنا لأنه إذا انكسر أحدنا انكسرنا جميعاً".
كلام كثير يمكن أن يقال في قراءة خطاب القسم للرئيس الأول الآتي من الجنوب، من بلدة العيشية على تخوم جزين. يمكن الاجتهاد في تفسيره، كما يمكن للقوى السياسية أن تقوم باسقاطاتها التي تتناسب مع مصالحها. الأكيد أنه من أوضح خطابات قسم رؤساء الجمهورية.ما كان ليكونلكن هل يملك الرئيس وحده تطبيق "عهده"؟ هل تسمح طبيعة "الشخصية" التي يتحدث عنها عارفوه، أن توّسع إطار الصلاحيات المحدودة للمنصب الأول؟ وكيف ستتعاطى الطبقة السياسية، التي لم تتغيّر، مع الآتي من خارج صفوفها وقد شهر بخطاب القسم مواقفه قائلاً بالفم الملآن "نحن في أزمة حكم وحكّام وعدم تطبيق الأنظمة أو سوء تطبيقها وتفسيرها وصياغتها!". (وعلامة التعجب هنا هي من صلب الخطاب نفسه).هذا الخطاب الذي ما كان ليكون، لو لم يسقط بشار الأسد في سوريا.وما كان ليكون، لو لم ينهزم حزب الله ومحوره في لبنان والمنطقة. وما كان ليكون، لولا تقاطع عربي ودوليّ على وضع حدّ للنزيف اللبناني المتمادي، بدءاً من الفراغ في الرئاسة الأولى وما رافقه من تحلل الدولة، وصولاً إلى الحرب واحتلال إسرائيل لبعض قرى الجنوب. بهذا المعنى، ياتي خطاب القسم، أيضاً، ليعطّل احتمال تجدد الحرب في الجنوب. وحين يقول الرئيس عون "سنستثمر في الجيش لضبط الحدود وتثبيتها جنوباً وترسيمها (...) وتطبيق القرارات الدولية ومنع الاعتداءات الإسرائيلية على لبنان (...) وإزالة الاحتلال الإسرائيلي وردع عدوانه"، فإنه يؤشر إلى مرحلة جديدة، لا يبدو المجتمع الدوليّ الذي دعم وصوله بعيداً عنها. ومن المرجح أن يستفيد من هذا التقاطع العربي والدوليّ حوله لتطبيق جزء غير يسير من خطاب القسم."أصعب ما اجتازه"ولأن الخطاب بالخطاب يُذكر، فإن اللواء فؤاد شهاب، أول رئيس يأتي من قيادة الجيش إلى رئاسة الجمهورية، استهل خطاب قسمه بالقول: "بين مركز قيادة الجيش حيث الصمت رفيق الواجب، ومنبر هذه الندوة حيث الكلام هو السيّد، مسافة لعلّها أصعب ما كُتب لي أن اجتازه منذ سلكت طريق الجنديّة".
قد تكون المسافة التي قطعها الرئيس جوزاف عون أصعب ما اجتازه أو لا تكون، لكنه بالأمس وقف في الندوة البرلمانية "حيث الكلام هو السيّد"، فبدا سيّد الكلام بعد صمتٍ "واجبٍ" مديد.
وهذا يحمّله مسؤولية جسيمة، هو من رددّ بالأمس 18 مرة كلمة "عهدي" قبل أن يختم بأنه "عهد لبنان".
وعهد لبنان أن يحتفل دوماً بالرئيس الجديد عند دخوله قصر بعبدا، لكن التحدي الحقيقي أن يتذكر كل رئيس أنه بعد ست سنوات سيخرج منه، ومنذ اليوم يبدأ العدّ العكسي، ويبقى ما حققه أو ما لم يفعل. والرهان كبير وخطاب القسم مبشّر.


المدن



ملاحظة : نرجو ممن يرغب بإضافة تعليق، صياغته بلغة لائقة بعيدة عن القدح والذم والتحريض المختلف أو المسّ بالكرامات. إن كل ما ينشر من مقالات وأخبار ونشاطات وتعليقات، لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع الذي لا يتحمّل أي أعباء معنويّة أو ماديّة من جرّائها.


التعليقات

لارسال تعليق يرجى تعبئة الحقول الإلزامية التالية

الاسم الكامل: اختياري *الرسالة : مطلوب

 البريد الالكتروني : اختياري

 الدولة : اختياري

 عنوان الرسالة : اختياري

 



INN LEBANON

اشترك و أضف بريدك لتلقي الأخبار

تابعونا على مواقع التواصل الاجتماعية
INN LEBANON ALL RIGHTS RESERVED 2025
top