شهدت مناطق لبنانيّة مختلفة احتفالات شعبية بوصول قائد الجيش اللبنانيّ، العماد جوزاف عون إلى سدة الرئاسة في الدورة الثانية لانتخاب الرئيس الـ14 للدولة اللبنانيّة بعد اكتمال النصاب ومشاركة 128 نائبًا.
"عرس انتخابيّ"منذ ساعات الصباح الباكر، أُتخذت إجراءات أمنية في بيروت الاداريّة، وأقفلت بعض الطرقات، ما تسبب بزحمة سير خانقة. جميع المؤشرات السياسيّة والأمنية واللوجستية، أوحت بأن الدخان الأبيض سيتصاعد من مجلس النواب، وسيُنتخب رئيس توافقيّ للجمهوريّة اللبنانيّة.
وتعايش اللبنانيّيون مع التدابير الأمنية التي اتخذت استعداداً لهذا اليوم الاستثنائي، وتجنبًا لزحمة السير الخانقة في شوارع العاصمة بيروت، حاول الكثير من المواطنين التنقل سيرًا على الأقدام، فيما قرر البعض الآخر التجمع في ساحة الشهداء وبالقرب من المجلس النيابي، لمتابعة "العرس الانتخابيّ اللبنانيّ"، ليتسنّى لهم الاحتفال بعون فور خروجه من المجلس النيابي متوجهًا نحو القصر الجمهوريّ.مفرقعات في بعبدا واحتل عون المشهد اليوم في كل لبنان، وتابعت جميع المؤسسات العامة وحتى الخاصة وكل أصحاب المتاجر، الانتخابات عبر شاشات التلفزة خلال دوام العمل، واستقبلت المقاهي في بيروت زبائنها لمتابعة سير الجلسة النيابية وتفاصيلها، وكذلك الأمر في قصور عدل بيروت حيث اجتذب الحدث السياسيّ اهتمام القضاة وكل الموظفين والمواطنين.
جالت "المدن" في منطقة بعبدا التي تجهزت منذ مساء أمس لاستقبال عون، فرفعت صوره وعُلقت اليافطات المذيلة بعبارة "حامي الوطن". ولدى وصوله اسُتقبل عون على وقع أصوات المفرقعات الناريّة التي استمر اطلاقها لأكثر من ثلاث ساعات متواصلة. وفي مناطق أخرى في بيروت أطلق الرصاص والمفرقعات النارية احتفالًا بالفوز.صور وأضحية في العيشيةمنذ ليل أمس الأربعاء، إلتمس اللبنانييون ارتفاعًا كبيرًا في حظوظ عون للفوز بالرئاسة، فباشر أبناء العيشية، قضاء جزين، (مسقط رأس رئيس الجمهورية)، بالتحضير للاحتفال. طُبعت آلاف الصور للرئيس المرتقب، ببزته العسكرية، وبلباسٍ مدنيّ ورسميّ، ولكل صورة عبارة خاصة: "فخامة الرئيس، الرئيس جوزاف عون، حامي الوطن..". ورفعت اليافطات في شوارع القرية، تتحدث عن أهمية انتخاب عون في المرحلة الحساسة التي يمر بها لبنان "القادر على إنقاذ البلد من الظروف الحاليّة الصعبة".في منتصف الدورة الثانية، أي عند الثانية ونصف من ظهر اليوم، وبعد أن تخطت الأصوات التي أعطيت لعون الثمانين، احتفل المواطنون بذبح الأضحية وتحضير مأدبة عشاء كبرى. كما توزعت فرق الزفة على الطرقات وبدأ الأهالي بالرقص والغناء.إذًا، انتهى التاسع من كانون الثاني بانتخاب رئيس للجمهورية، واحتفل اللبنانييون بهذا الحدث التاريخيّ، آملين أن ينتهي الكابوس الأسود الذي لحق بهم وبمناطقهم خلال الأشهر الماضية، راجين أن يزدهر لبنان ويتمكن الرئيس الجديد من تطبيق ما وعد به في خطاب القسم.