العماد جوزاف عون رئيساً للجمهورية اللبنانية. نجح النواب في الدورة الثانية في انتخاب الرئيس الرابع عشر للبنان، بعد اخفاقهم في الدورة الأولى. اكتملت المعطيات السياسية ونال العسكري الخامس الذي ينتقل من اليزرة إلى قصر بعبدا على مر تاريخ لبنان 99 صوتا، لينهي عامين وشهرين من الشغور الرئاسي.
انتهى الشغور وبدأت مرحلة جديدة عبّر عنها رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، بصريح العبارة بأنها "مرحلة تنفيذ القرارات الدولية". وعليه، تكشف الأيام المقبلة ما إذا كانت السعودية ومعها الولايات المتحدة الأميركية وفرنسا، قد دخلوا كمتعهدين لهذا الاتفاق.
بينما بدا كل ما حصل وكأنّه مسبق التحضير، ومرسوم في ذهن الرئيس نبيه بري والثنائي الشيعي، بسيناريو واضح بأن لا يتم انتخاب رئيس من الجلسة الأولى، وافساح مجال للاتفاق مع الثنائي، يتبنى على اساسها انتخاب قائد الجيش رئيساً للجمهورية.رسالة وانتخابفبعدما بدت الجلسة الأولى حامية على خلفية تبادل شتائم واتهامات، كادت أن تفجر الجلسة، ثم سماح بري للنواب الاستفاضة بشرح خطورة تعديل الدستور، لكأنه يحاول أن يظهر خطورة الخطوة، لتسلك الأمور المنحى المتفق عليه تلقائيا بالدعوة الى الانتخاب.
وفي المسار الذي سبق انتخاب عون، كان واضحاً منذ مشاورات الأمس والمعطيات حتى ساعات الفجر الأولى، أنّ الدورة الأولى كانت بمثابة رسالة والثانية انتخابية، حيث يأتي الرئيس بأصوات الثنائي.
سجال دستوري جديدإذا، نال عون 99 صوتاً في الدورة الثانية، بعدما حصل في الدورة الأولى على 71 صوتاً، فيما تم التصويت بـ 9 أوراق بيضاء، و5 ملغاة و15 باسماء مختلفة.وكان قد أشار رئيس مجلس النواب نبيه بري رداً على مداخلة النائب ملحم خلف حول تعديل الدستور لانتخاب قائد الجيش، إلى ان تصويت الـ86 نائبا لقائد الجيش يمنع الطعن في المجلس الدستوري وهذا كل شيء فقط، والان وقت التصويت.باسيل: نحنا حرّاس السيادةوبعد الجلسة، كتب رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل عبر حسابه على "اكس": قالولنا انتبهوا تبقوا وحدكن. قلنالهم منبقى لوحدنا احرار برأينا وأسياد قرارنا. لا التهديد بيرهّبنا ولا الاغراء بيرغّبنا. لا مننباع ولا مننشرى ولا في شي بيهزّنا. نحنا حرّاس السيادة والدستور، ومنبقى تيار ووطني وحرّ".
ماذا بعد الرئيس؟ وكان ميقاتي قد استبق الدورة الثانية لانتخاب عون رئيساً، وقال إنّه سيكون "هناك استشارات نيابية في القصر الجمهوري الاسبوع المقبل، وفي ضوئها تتحدد الامور"، مشيراً في تصريح إلى أنّ "الحكومة قامت بجهد كبير خلال السىنتين الفائتتين ونجحت على الاقل في الحفاظ على هيكلية الدولة". وعما اذا كان مستعدا لتولي المسؤولية مجددا قال "انا بحاجة إلى فترة راحة ولكن اذا اذا كانت هناك اي ضرورة فانا دائما في خدمة البلد في أي موقع اكون فيه". وتابع "لم يتم التوصل إلى "ديل" كامل، ولكن الاكيد ان المرحلة المقبلة هي مرحلة الاحترام الكامل للدستور، تطبيق القوانين كاملة وتطبيق القرارات الدولية. هذا هو الاتفاق الحاصل. اما موضوع الاسماء وشكل الحكومات وتركيبتها فهذا امر سابق لاوانه".
وقال ميقاتي إنّه في خلال توليه رئاسة الحكومة، كانت "علاقته ممتازة مع قائد الجيش، وهو يحترم دائما مقام رئاسة الوزراء وفي الوقت نفسه احترم حرصه على السيادة اللبنانية واقدر ذلك".