كما في الكثير من المرات يتحول التئام مجلس النواب إلى ما يُخجل أسلوباً وخطاباً. ويشهد اللبنانيون مستوى "سوقياً" في المخاطبة، شهد عليه بالأمس عدد من الديبلوماسيين والسفراء، إضافة إلى الرأي العام اللبناني.
الحادية عشر صباحًا من يوم الخميس، 9 كانون الثاني، اكتمل النصاب ودخل النواب للمجلس، ورحب بعضهم بالبعض الآخر بسلام حار وقبلات. أما نواب كتلة الوفاء للمقاومة فدخلوا معا إلى الجلسة من دون الادلاء بأي تصريح أمام وسائل الاعلام رغبةً منهم بعدم الكشف عن اسم المرشح الذي سيصوتون له.
بدأت جلسة انتخاب رئيس للجمهورية، وافتتحت بقراءة بعض المواد القانونية من الدستور الخاصة بهذه الجلسة، ليسأل النائب سليم عون: "دولة الرئيس ليه عم نقرا الدستور..لنطبقه"؟ وطلب النائب والنقيب السابق ملحم خلف الكلام من الرئيس بري، فوافق الأخير وهي من المرات النادرة التي يسمح لخلف بإنهاء كلمته المجهزة مسبقًا بشكل كامل من دون أن يقاطعه بري.
وبدأ النواب بتسجيل اسمائهم للكلام، وكان معظمهم قد جهزوا تصريحهم على أوراق مطبوعة، فعلق بري على هذا الامر قائلًا: "كل مرة كلام إنشاء..احكوا من دون قراءة الورقة".
وبعد دقائق احتدم النقاش بين النائب بولا يعقوبيان والنائب سليم عون أثناء كلمتها أمام النواب، ليتحول النقاش بينهما إلى سيل من الشتائم والذم، والكلمات النابية، إذ أقدم عون على شتم يعقوبيان والقول: "جايي تحاضري بالعفة، هيدا عهر"، ومن ثم تدخل النائب التغييري فراس حمدان مدافعًا عن يعقوبيان بالقول: "اربط زندك"، وأتى جواب عون سريعًا: "نائب تأييري"، واحتد النقاش وحاول النائب ملحم خلف منع حمدان من الكلام من خلال إطفاء الميكروفون عدة مرات والامساك بحمدان.
ومع اشتعال الخلاف بين يعقوبيان وعون، أمسك وزير الطاقة العوني، وليد فياض بهاتفه الخلوي وبدأ بتصوير الخلاف بينهما!
ولدى بدء النائب أديب عبد المسيح الكلام، توجه بالقول للرئيس نبيه بري: "يعطيك العافية" ليقاطعه بري قائلًا: "شو يعطيك العافية..شو عم إنكش"؟.
وقبل لحظات من بدء عملية التصويت، وجه بعض النواب أسئلة للرئيس نبيه بري حول الطريقة الصحيحة لكتابة اسم جوزاف عون، قائلين: بالـ "الألف" أو بالـ"ياء"؟، فلم يعلق بري.
وخلال توزيع الأوراق على النواب، سمع الرئيس بري يقول لأحد النواب: "المشاورات ستبدأ بعد انتهاء الدورة الأولى...من يريد فليتناول الغداء أو يأكل السندويشات".
ومع بدء عملية الاقتراع، اقترب عضو كتلة الكتائب اللبنانية، النائب إلياس حنكش من الصندوق وقبل وضع ورقته داخل الصندوق، قام بالصلاة ورسم إشارة الصليب على وجهه، فيما اقترب النائب أكرم شهيب، بعد الإدلاء بصوته، من النائب ستريدا جعجع ليسلم عليها.
وجاءت نتيجة التصويت بـ71 صوتًا لقائد الجيش، جوزاف عون، وقد جاء في بعض الأوراق الملغاة: "الوصاية، جوزاف آموس بن فرحان، يزيد بن فرحان، شبلي ملاط.."، وبعد انتهاء الدورة الأولى طلب بري من النواب عدم مغادرة القاعة لمتابعة جلسة الانتخاب عند الثانية من ظهر اليوم، فاعترض بعض النواب على هذا القرار ومن بينهم بولا يعقوبيان التي طالبت بالبدء بالدورة الثانية، فعلّق بري: "مش إنت بتعلميني الدستور"، وعلّقت بولا: "هيدا بازار ما عاد انتخاب بدك ساعتين ليه بدك تزربنا".