انطلقت الجلسة النيابية لانتخاب الرئيس الـ14 للجمهورية بعد اكتمال النصاب أي مشاركة 128 نائباً، وذلك في حضور الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان، والموفد السعودي يزيد بن فرحان، سفراء اللجنة الخماسية وعدد من الديبلوماسيين.
بدأت الجلسة بتلاوة المواد الدستورية الخاصة بانتخاب رئيس الجمهورية، ما "استفز" النائب سليم عون الذي توجه إلى رئيس المجلس النيابي نبيه بري، قائلاً "دولة الرئيس.. ليش عم نقرا الدستور.. بدنا نطبقو؟". وأقدم عدد من النواب على التصفيق خلال تلاوة المادة 49 من الدستور، والتي تنص على عدم جواز انتخاب موظفي الفئة الاولى.سجال بين عون ويعقوبيانولم يكن هذا الموقف الوحيد الذي سجله النائب عون، بل دخل في سجال محتدم مع النائبة بولا يعقوبيان أثناء إعطائها الاذن بالحديث. وتبادلا الانتقادات الحادة والكلمات النابية.
وخلال مداخلتها، اتهمت يعقوبيان بعض النواب بالتحجج بالدستور لتعطيل الجلسة، مؤكدة أن السبب الحقيقي هو رفض البعض لوصول قائد الجيش جوزاف عون إلى الرئاسة. الأمر أثار اعتراض سليم عون، الذي رد قائلاً: "مش بالنظام دولة الرئيس، أنتِ يا بولا غطيتي رئيس حكومة مخطوف، وجاية تحاضري بالعفة، إنت أكبر كذابة وهيدا عهر". يعقوبيان ردّت بغضب قائلة: "فشرت"، لتتصاعد حدة النقاش، حيث استخدم عون عبارات مسيئة، وردّت يعقوبيان واصفة إياه بـ"حقير واطي"، وقالت :"تفو عليك يا واطي انت وتيارك بلا شرف وبلا أخلاق، وانا ما بقبل جيب سيرة امك او اختك".عهد القناصلالكلمة الاولى "بالنظام" كانت للنائب ملحم خلف، الذي أشار إلى أنّه "حفاظاً على الحرية والجمهورية وتمسكاً بالديمقراطية وامتثالاً لأحكام الدستور وحرصاً على آلية الانتخاب التي تمنع إنتخاب موظفي الفئة الأولى فإنه لا يمكن للنواب خرق أحكام الدستور". وأضاف "أدعوكم إلى عدم خرق أحكام الدستور أو تعليقها بحكم الواقع، ولنذهب جميعاً إلى انطلاقة جديدة لدولة نريدها جميعاً دولة الحق والقانون وتحترم الدستور".
وكانت كلمة لرئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل الذي اعتبر أنّه "عدنا إلى عهد القناصل في لبنان من خلال فرض اسم الرئيس من الخارج ونحن الآن نشهد عملية تعيين يمارسها مجلس النواب من خلال عملية الانتخاب الحاصلة اليوم". باسيل قال إنّ "المشهد فاضح وما رأيناه غير مقبول على صعيد ملف الرئاسة ومعيب بحقنا جميعاً".
وتابع باسيل "الدستور واضح ومواد تعديله موجودة والبرلمان هو هيئة ناخبة ولا يجوز اعتبار تصويت يتجاوز سقف الثلثين هو "تعديل ضمني" للدستور"، مؤكداً أنّه "لا نقبل أن يبدأ رئيس الجمهورية عهده بمخالفة للدستور، مطالبا الرئيس بري إعلان من هي الشخصيات المؤهلة للترشح ونطالب اعتبار كل ورقة تحمل شخصية غير مؤهلة للترشيح بحُكم الملغاة".
من جهته، أشار النائب جميل السيد، انه "لم اتعرض لاي ضغط من اي دولة ولا مراجعة لالزامي بتسمية او تعيين اي مرشح للرئاسة، واوافق الزميل ملحم خلف في موضوع مخالفة الدستور بأنه لا يجوز انتخاب رئيس غير مؤهل دستوريا".
واضاف: "مع الاسف من خلال ما تردد في الاعلام اقول أننا لسنا في جلسة انتخاب بل جلسة تصديق وهذا معيب".النفوذ الأميركيوقال النائب بلال عبدالله "أننا في أوضاع غير طبيعية، والدستور هو وسيلة لحماية الدولة"، وأضاف "وإذا خُيّرت بين الحفاظ على الدستور وبين الحفاظ على الدولة فإنني بلا شك أغض النظر عن الدستور وبصورة استثنائية للحفاظ على الدولة".
واعتبر النائب أسامة سعد أن النفوذ الأميركي تسلل إلى صحراء السياسة اللبنانية والإنتخابات تُجرى اليوم أمام توافقات اللحظة وفيها من التكاذب والصفقات الكثير. وأضاف: "الشغور الرئاسي تمدّد خراباً في مؤسسات الدولة ومؤسساتها"، مشدداً على أن "لا أجادل في مناقبية قائد الجيش فهو محل احترام وتقدير ولكنني أرفض الفوضى". وتوجه سعد للسفراء بالقول: "هل يجرؤ أحد في دولكم على انتهاك الدستور؟".
وقال سعد للرئيس بري: "أطلب منك إيقاف هذه المذبحة الدستورية وأدعو للعودة إلى الدستور الذي يمثل الحصن الحصين للبنان واللبنانيين".بلد كهرباءواشار النائب ميشال ضاهر في كلمة له خلال جلسة انتخاب الرئيس في مجلس النواب، الى اننا استدرجنا الخارج بعد تعطيل مجلس النواب لمدة سنتين ونصف، واوضح بان الطبقة السياسية يجب ان "تزيح" قليلا، وانا اشكر المجتمع العربي والغربي الذي جاء لمساعدتنا ونحن نريد بناء بلد وكهرباء، ولنضع الدستور جانبا ولنبني دولة.
وأشار النائب ياسين ياسين، إلى انه "لدينا فرصة تاريخية لانتخاب رئيس وإنقاذ لبنان من أزماته"، مشيرا الى ان "الدستور ليس عائقاً أمام راحة الناس وضمان مصالحهم بل أداة للحفاظ على الإستقرار والمصلحة العامة".
وشدد ياسين، على أن "التركيبة السياسية الحالية أوجدت حالة عقم في لبنان وفشلت في قيادته إلى الأمان".
وقال النائب اديب عبد المسيح إنّ "الدستور على الراس ولكن لبنان في القلب فلنتفق اليوم من اجل التوافق، واللبنانيين منذ فجر الاستقلال وضعوا اعراف ومنها ان يكون الرئيس ماروني، وفي اتفاق الدوحة تم تكريس اعراف في البلد منها انتخاب قائد الجيش".
واشار النائب وضاح صادق إلى ان وضع البلد بحالة احتضار وواجبنا منع النزيف، وذكر بانه في جلسة انتخاب الرئيس الاخيرة تم ادراج اسم قائد الجيش جوزاف عون في محضر الجلسة الاخيرة بعد نيله صوت، ما يعني قانونية ترشيحه.موقف الجميلأشار النائب سامي الجميل، الى أن "عام 2008 لم يكن لـ"الكتائب" حضور نيابي خلال جلسة انتخاب الرئيس ميشال سليمان بسبب استشهاد نائبين منها"، لافتا الى أن "في العام 2008 تم تكريس سابقة دستورية أسفرت عن انتخاب سليمان رئيساً آنذاك واعترضنا عليها آنذاك وإثر ذلك ذهبنا إلى المجلس الدستوري ورفضنا أي مخالفة للدستور".
واعتبر أننا "نعيش في بلد يشهد احتلالاً إسرائيلياً ووجوداً لسلاح الميليشيات"، مؤكدا أن "الإستنسابية في مخالفة الدستور هي أسوأ من تخطيه"، متمنيا أن "نشهد فتح صفحة جديدة وأقول للثنائي الشيعي أن البلد لنا جميعاً ولن نقبل أن يعيش أي لبناني الاضطهاد والتخوين الذي عشناه".
واضاف "نشكر الدول التي ساعدتنا لانتخاب رئيس، ولكن أي طلب ضد سيادة لبنان هو مرفوض بالنسبة لنا كما أننا لا نقبل أي تحريض بين اللبنانيين"، مؤكدا أننا "كلنا تحت سقف القانون وتحت سقف الدستور".