تكشف حماوة الاتصالات الحاصلة لغاية الساعة، أنّ جلسة انتخاب الرئيس الرابع عشر للبنان، لن تخلو من التوتر يوم غد. الانقسام السائد قبل ساعات من الجلسة، قد ينعكس على مسار سيناريو جلسة الانتخاب، في حال لم تشهد الساعات المقبلة توافقاً يُذكر. على أنّ عودة مجيء الموفد السعودي الأمير يزيد بن فرحان إلى بيروت اليوم، عززت مجدداً خيار قائد الجيش العماد جوزاف عون، واعتبار الزيارة الثانية له إلى لبنان للتباحث في الشأن الرئاسي، بما يشبه كسر عظم للثنائي الشيعي، وهو ما يفتح الباب على التساؤل، ما إذا كانت هذه الزيارة للضغط باتجاه المضي بخيار قائد الجيش، أو سيحمل الموفد السعودي معه صفقة أو عرض معين أو ضمانات للثنائي. في وقت قال الموفد الفرنسي جان ايف لودريان خلال لقائه مع من التقاهم اليوم إنّه لا يحمل خلال جولته إلاّ إسماً واحداً لرئاسة الجمهورية باسم اللجنة الخماسية وهو اسم قائد الجيش، وهو ما يتقاطع حكماً مع الموقف الأميركي واعلان الموفد الأميركي آموس هوكشتاين أنّ الولايات المتحدة الأميركية تدعم عون.رفض القائدوبات من الواضح اليوم أنّ الثنائي الشيعي والتيار الوطني الحر يتقاطعون على رفض خيار قائد الجيش، بينما يتفرقون في التقاطع على اسم اللواء الياس البيسري، المرفوض تماماً من قبل رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل. بينما في المقابل قد يكون بري أقرب للموافقة على اسم الوزير السابق جهاد أزعور، فيما يبدو حزب الله يبدو متحفظاً على اسمه، على الرغم من أنّ الحزب يفوض بري في النهاية للذهاب بالخيار الأمثل. وبحسب المعطيات فإنّ الثنائي الشيعي بات اليوم محرجاً، ومن غير المعلوم كيف سيتصرف لمواجهة هذا "البلوك" في حال تم فرض عليه اسم قائد الجيش، وهو لا يمكنه تطيير النصاب.مشاورات المساءوعليه، يبقى التعويل على مشاورات الساعات الاخيرة مساء اليوم قبل الاستحقاق الكبير، اضافة إلى المشاورات التي سيجريها النواب بين الدورات في الجلسة في حال لم يتم انتخاب رئيس من الدورة الأولى. وبحسب معلومات "المدن" فإنّ هناك سيناريوهين للجلسة من جهة الثنائي، "إمّا إصرار المعارضة على طرح ترشيح قائد الجيش، فيصطدم بالتالي بتأمين غالبية الـ86 صوتاً لفوزه فيخرج من السباق الرئاسي، ويتم الانتقال حينها إلى المرحلة الثانية بطرح مرشح ينال غالبية 65 صوتاً". وتفيد المعطيات بأنّه "في هذه الحالة، هناك تعويل على الرئيس بري أنّه في حال لم يتم انتخاب الرئيس من الدورة الأولى، فيدعي حينها للتشاور وهنا يمكن أن يكون هناك اتفاق على مرشح توافقي، وهنا من المحتمل أن تلجأ المعارضة إلى تطيير الجلسة لتطويق فوز مرشح الثنائي والتيار".تطيير الجلسةوعليه، فإنّ سيناريو تطيير الجلسة، يتوقعه الثنائي الشيعي. ويبقى العمل جارٍ على الساعات المتبقية الفاصلة عن جلسة الانتخاب الخميس. وهنا نعود بالحديث عن مرشحين يرفضهما الثنائي "حتى الساعة" وهما جهاد أزعور وسمير عساف، ولكن تبقى العبرة في اللحظة الأخيرة والمساعي المكوكية المبذولة على خط المشاورات بين عين التينة وميرنا الشالوحي وقد لا تكون معراب بعيدة عن التنسيق. فهل يذهب بري أبعد من ذلك، باخراج اسم ليطرحه على الأفرقاء من خارج كل هذا الشباك الحاصل، وذلك بعد فشل الجولات المتوقع لانتخاب الرئيس من الجلسة الأولى غداً، فيذهب بري بالتالي إلى مشاورات جانبية يخرج بعدها باسم المرشح التوافقي؟
وتبقى مشاورات الساعات ما قبل الأخيرة، ومنها اجتماعات حصلت بين التيار وحزب الله وعين التينة وقد تستكمل في الساعات المقبلة للتقاطع على اسم المرشح. لا شيء محسوم لغايته، ولكن البحث متواصل والعبرة في ما ستخرج منه ساعات ما قبل الجلسة.