استشهد 3 فلسطينيين، بينهم طفلان، اليوم الأربعاء، في غارات جوية شنّها الجيش الإسرائيلي، على موقع في بلدة طمون جنوب شرقي طوباس، فيما عزز الاحتلال وجود قواته، في الضفة الغربية المحتلة، بكتائب إضافية، من جبهات أخرى.
ونفذت طائرات الاحتلال قصفاً على منطقة سكنية في بلدة طمون، حيث كان الفلسطينيون بالقرب من منازلهم عندما وقع الاستهداف، وجرى ذلك في وقتٍ كانت فيه، المنطقة مكتظة بالعائلات، ما إلى استشهاد 3 فلسطينيين، قالت مصادر طبية فلسطينية، إن الاحتلال اختطف جثامينهم، ليرتفع عدد شهداء البلدة إلى 5 شهداء خلال الـ24 ساعة الأخيرة. كما أدى القصف إلى إصابات عدة في صفوف المدنيين، فيما اعتقل جيش الاحتلال عدداً من المصابين، بينهم أطفال، في البلدة نفسها.
وأفاد بيان لوزارة الصحة الفلسطينية، باستشهاد شاب، في وقت لاحق من اليوم، جرّاء جراح أصيب بها، في استهداف طمون.
وأوضحت الوزارة، أن الشاب، استشهد جراء استهداف مسيرة تابعة للاحتلال مجموعة من الشبان في البلدة، حيث اختطف الاحتلال جثمانه.
وفي وقت سابق من صباح اليوم الأربعاء، اقتحمت قوات الاحتلال بلدة طمون، وانتشرت القناصة والمشاة في مختلف أرجائها، كما حاصرت منزلين، وداهمت منازل عدة أخرى.
تنديد بالجريمة
وندد محافظ طوباس والأغوار الشمالية أحمد الأسعد، بجريمة قوات الاحتلال باغتيال الطفلين والشاب، مفنداً الرواية الإسرائيلية الكاذبة، والتي ادعت قصف خلية مسلحة، والتي راح ضحيتها أولاد عمومة طفلين اثنين، لم تتجاوز أعمارهم العشر سنوات إضافة إلى شاب كان بمحيط منزلهم.
ودعا الأسعد المجتمع الدولي ومؤسسات حقوق الإنسان إلى التدخل العاجل للجم سياسة الاحتلال في المحافظة والوطن على حد سواء، والتي تغتال براءة الأطفال بدم بارد، وتقصف المدنيين الآمنين في قراهم.
وأشار الأسعد إلى أن بلدة طمون فقدت خمسة من أبنائها، خلال الـ24 ساعة الماضية، إضافة إلى تخريب البنية التحتية والشوارع والممتلكات العامة في طمون ومخيم الفارعة، واقتحام مقر اللجنة الشعبية لخدمات مخيم الفارعة.
اعتقال 45 فلسطينياً
وشنّت قوات الاحتلال، فجر وصباح اليوم الأربعاء، حملة اقتحامات واسعة في الضفة الغربية المحتلة، أدت إلى اعتقال 45 فلسطينياً، في مناطق مختلفة من الضفة.
وجاءت هذه الاقتحامات، في إطار حملة تصعيدية ينفذها الاحتلال في مدن وقرى الضفة، حيث تستهدف الاعتقالات والمداهمات اليومية العائلات الفلسطينية ومنازلها.
وتعرضت بلدات عدة في الخليل ونابلس ورام الله وطولكرم وطوباس، وكذلك القدس، لمداهمات واعتقالات، طالت عددا كبيرا من الشبان. واندلعت مواجهات مع قوات الاحتلال في بلدتي بيتا وسبسطية في محافظة نابلس. ونصب جيش الاحتلال، الحواجز، التي اعترضت مركبات الفلسطينيين، واستجوبت ركابها.
تصعيد محتمل
في غضون ذلك، عزّز جيش الاحتلال الإسرائيلي وجود قواته في الضفة الغربية المحتلة، بكتائب إضافية من جبهات أخرى، في إطار عملياته ضد فصائل المقاومة الفلسطينية، ما يشير إلى تصعيد محتمل مقبل. وضبط جيش الاحتلال خلال عملياته الهجومية في الضفة العام 2024، أكثر من 1100 قطعة سلاح، وفق معطيات قيادة المنطقة الوسطى. لكن ما يثير القلق، وفق تقرير نشرته صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، اليوم الأربعاء، هو "السلاح المجهول"، إذ لا يعرف الجيش عدد الأسلحة التي يمتلكها الفلسطينيون في الضفة، بالإضافة إلى تلك التي يحتفظ بها عناصر أجهزة الأمن التابعة للسلطة الفلسطينية.
وقالت الصحيفة إنه، وفقاً لتقدير استخباراتي لقيادة المنطقة الوسطى في جيش الاحتلال، منذ نحو عامين، والذي لم يتغيّر منذ ذلك الحين، فإنه يوجد في سدس منازل الفلسطينيين، في الضفة الغربية سلاح قاتل من نوع معيّن، بدءاً من المسدس، مروراً بالبندقية البدائية، ووصولاً إلى الكلاشينكوف أو الرشاش "إم 16".
وقال مسؤول كبير في جيش الاحتلال، للصحيفة، الأسبوع الحالي: "نحن نعلم أننا في الاتجاه الصحيح بناءً على أسعار هذه الأسلحة، التي ارتفعت في العام الأخير... إذا حصلنا على معلومات عن تاجر أسلحة، أو عن مسدس مخبأ في حديقة فلسطيني غير معروف ومخصّص على الأرجح للدفاع عن النفس، سنقبض أولاً على تاجر الأسلحة. يجب علينا تحديد الأولويات".
جبهة ثانوية
وذكرت الصحيفة، أنه على الرغم من العمليات العسكرية المستمرة في الضفة، فإن هدف جيش الاحتلال، هو إبقاء الضفة الغربية جبهةً ثانويةً. ومع ذلك، فإن العمليات الهجومية للجيش الإسرائيلي لا تتوقّف لحظة في قلب الأراضي الفلسطينية، مع عمليات اغتيال في وضح النهار، حتى من الجو، في طولكرم وجنين، وفي الأغوار ونابلس ومناطق أخرى، وبوتيرة متصاعدة. وفي الوقت الحالي، يحتفظ جيش الاحتلال بحوالي 20 كتيبة أمنية في الضفة الغربية، وهو عدد أقل مما كان عليه في العامين اللذين سبقا عملية "طوفان الأقصى" التي نفّذتها فصائل المقاومة الفلسطينية في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، ولكنه لا يزال أعلى بـ7- 8 كتائب مقارنة بالحد الأدنى في نهاية العقد الماضي.
ولا يزال معظم هذه الكتائب، بسبب الحرب واستنزاف قوات الاحتلال، من ضمن كتائب الاحتياط أو من وحدات ليست مشاة أو مدرعات نظامية، مثل وحدات قيادة الجبهة الداخلية أو كتائب دائمة مختلطة في الأغوار ومنطقة قلقيلية.
ومن المتوقع في الشهر المقبل، وصول كتائب مشاة نظامية إلى الضفة الغربية المحتلة، وذلك للمرة الأولى منذ اندلاع الحرب، وهو ما يعتبره جيش الاحتلال وصولاً متأخراً، يفرضه عليه استمرار حرب الإبادة في قطاع غزة. ويدور الحديث عن قوات من لواء "ناحال"، الذي ستنتشر كتائبه في أماكن مثل الخليل ونابلس.