قبل 20 يوماً من انتهاء المهلة المحددة لإتفاق وقف إطلاق النار، وبعد يوم على الإنسحاب الإسرائيلي من القطاع الغربي وانتشار الجيش اللبناني في بلدة الناقورة، تعتزم إسرائيل ابقاء قواتها في بعض المناطق الجنوبية لأشهر أو حتى سنوات، بحسب مسؤولين في الكابينيت. إذ قال مسؤولون في المجلس الوزاري الإسرائيلي للشؤون الأمنية والسياسية إن الجيش الإسرائيلي لن ينسحب من بعض المناطق في الجنوب اللبناني، وسيبقى فيها لأشهر أو حتى سنوات، بحسب ما أوردت القناة 12 الإسرائيلية. يأتي ذلك تزامناً مع التصعيد الإسرائيلي المتواصل، حيث استهدفت اسرائيل اليوم الأربعاء، بقصف مدفعي سهل مرجعيون باتجاه أطراف بلدة برج الملوك. موقف أميركا في المقابل، كانت نقلت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية، عن مصدر بأنّ "سلطات أميركا لا ترى سببا لبقاء جيش إسرائيل جنوبي لبنان إذا واصل الجيش اللبناني انتشاره كما هو"، وهو ما يتعارض مع التعنت الإسرائيلي والايحاء الاعلامي برغبة القوات الإسرائيلية بالبقاء في جنوب لبنان لفترة أطول.
وبحسب "جيروزاليم بوست" فإنّها نقلت عن مصادر مطلعة، قولها إن "إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن تعتقد أن الجيش اللبناني سرّع انتشاره جنوبا خصوصاً جنوب نهر الليطاني"، مضيفة "الجيش الإسرائيلي نفذ أمس انسحابا من القطاع الغربي بسبب انتشار الجيش اللبناني بالمنطقة". وقال مصدر للصحيفة "الإدارة الأميركية واللاعبون الإقليميون يعملون على تهيئة الظروف لمرحلة الانسحاب التالية"، مشيراً إلى أنّ "إدارة بايدن نقلت رسالة لمسؤولين إسرائيليين تتعلق بتنفيذ الاتفاق مع لبنان".تصعيد إسرائيليولكن المؤكد أنّ إسرائيل ستستكمل استنفارها وتصعيدها في الجنوب، طوال فترة بقائها في لبنان ولغاية انتهاء مهلة الستين يوماً. واليوم، بعد انسحاب القوات الإسرائيلية من قرى الناقورة وعلما الشعب وطيرحرفا ومداخل بلدات الضهيرة وعيتا الشعب، وتمركز عناصر اليونيفيل والجيش اللبناني في عدد من النقاط الأساسية، تبين أنّ اعمالًا تخربية وانتقامية قامت بها قوات إسرائيلية كنسف المنازل وقطع الأشجار عند جانبي الطريق واشعال النار في الغابات ما بين علما الشعب والناقورة وتجريف الطرق والارصفة.
توازياً، تقوم القوات الإسرائيلية منذ الصباح بعمليات تمشيط بالاسلحة الرشاشة في الاحياء الداخلية لبلدة ميس الجبل. اضافة إلى عمليات تمشيط بالأسلحة الرشاشة من مارون الراس باتجاه مدينة بنت جبيل، تزامنت مع مع سماع أصوات تحرك آلياته بشكل واضح في البلدة.
وأفادت معلومات عن استهداف منزل رئيس بلدية بنت جبيل صباحا، بقذيفة من دبابة ميركافا معادية عند أطراف المدينة، كما قامت القوات الإسرائيلية باستهداف منزل ثانِ في المدينة.
هذا وأطلقت قوات الجيش الإسرائيلي قنبلتين مضيئتين في أجواء علما الشعب، خلال محاولة عناصر من الدفاع المدني اللبناني انتشال جثامين عدد من الشهداء بمعاونة الجيش اللبناني، ما اضطرهم إلى الانسحاب.قيادة الجيشوكانت قيادة الجيش أعلنت في وقت سابق أنّ وحداتها بدأت الانتشار للتمركز في رأس الناقورة وعلما الشعب وطير حرفا - صور وبيت ليف - بنت جبيل وبلدات أخرى في القطاعَين الغربي والأوسط بعد انسحاب القوات الإسرائيلية منها، فيما يستكمل الجيش الانتشار في الناقورة.
وكذلك، أعلنت الولايات المتحدة الأميركية اكتمال المرحلة الأولى من انسحاب قوات الجيش الإسرائيلي من جنوب لبنان. ووفقاً للقيادة المركزية للجيش الأميركي فإن "المرحلة الأولى" من انسحاب قوات الجيش الاسرائيلي من جنوب لبنان من القطاع الغربي والناقورة وقرى المنطقة قد اكتملت.
وكان الجنرال الأميركي الذي يرأس آلية مراقبة اتفاق وقف إطلاق النار جاسبر جيفرز، زار مقر اللواء الخامس في الجيش اللبناني وهو اللواء الذي انتشر في القطاع الغربي في اليوم الأخير بدلاً من الجيش الإسرائيلي، وأشاد بالتقدم الذي أحرزه الجيش. وقال" الجيش اللبناني هو القوة الأمنية الشرعية في لبنان، وهو مستمر في إظهار قدرته ونواياه في الدفاع عن لبنان".توقيف سوريينعلى صعيد متصل، أُفيد أنّه أثناء مرور 6 سوريين في بلدة ميس الجبل، أقدم عناصر من الجيش الإسرائيلي على خطفهم، ليعود ويطلق سراح 3 منهم. ووفق المعلومات، عاد هؤلاء إلى منطقة وادي الحجير فتم توقيفهم من قبل مخابرات الجيش اللبناني وبحسب ادعائهم انهم حضروا من مدينة بيروت، وسيتم تسليمهم الى قسم التحقيق في صيدا.تحليق للطيرانجواً، تتواصل الخروقات الإسرائيلية، وأفيد عن تحليق للطيران الاستطلاعي والمسيّر في اجواء بنت جبيل، وكذلك في أجواء مدينة صور ومحيطها. كذلك حلق الطيران الإسرائيلي على علو متوسط وبشكل دائري في أجواء مدينة الهرمل.