شهدت الليرة السورية تحسناً واضحاً اليوم الثلاثاء، وأصبحت قيمتها في السوق السوداء، ولأول مرة، أدنى من نظيرتها في النشرة الرسمية الصادرة عن مصرف سوريا المركزي، وذلك بعد ساعات على صدور الإعفاءات من العقوبات المفروضة من قبل الولايات المتحدة على سوريا.
السوق السوداء
وأظهرت النشرة الصادرة عن موقع "الليرة اليوم"، ارتفاع قيمة الليرة أمام الدولار الأميركي في العاصمة دمشق ومدينة حلب، حيث سجّل سعر المبيع 11 ألفاً و600 ليرة، بينما كان سعر شراء الدولار الواحد 11 ألفاً و400 ليرة.
وكان سعر مبيع الدولار الواحد حتى الساعات القليلة التي سبقت صدور الإعفاءات من العقوبات، عند نحو 13 ألفاً ما يعني أن الليرة تحسنت بمقدار تراوح بين ألفين و400 وألفين و600 دفعة واحد، قياساً بأسعار جميع المحافظات الواقعة تحت سيطرة الإدارة السورية الجديدة.
السوق الرسمية
وبالتوازي مع ذلك، أصدر مصرف سوريا المركزي، نشرته الرسمية التي أظهرت ثبات سعر صرف الليرة السورية أمام الدولار الأميركي لليوم الثاني على التوالي، عند 13 ألفاً للشراء، و13 الفاً و130 ليرة للمبيع.وشوهدت طوابير أمام المصرف المركزي، في العاصمة دمشق، لتصريف الدولار عبر القناة الرسمية، للاستفادة من فارق السعر.
وعليه، فإنه لأول مرة، ومنذ عهد النظام المخلوع، تبلغ قيمة الليرة في السوق الرسمية أعلى من قيمتها في السوق السوداء، أمام الدولار، وذلك ما سيشجع على السوريين في الخارج على تحويل الأموال من دول اللجوء، عبر القناة الرسمية المتمثلة بالمصرف المركزي، للاستفادة من فارق التصريف، وذلك عكس ما كان عليه الحال سابقاً، حيث كانوا يرسلون الأموال في قنوات غير رسمية.
لا التزام بالتسعيرة
لكن مصادر متابعة أكدت لـ"المدن"، أن شركات الصرافة في سوريا، لا تلتزم بالنشرة الرسمية الصادرة عن المركزي، وتعمل على شراء الدولار فقط، لكنها ترفض بيعه وفق السعر الصادر عن المركزي السوري، بينما شركات أخرى ترفض بيعه بالمطلق.
وأضافت أن تجّار السوق السوداء يشترون الدولار الأميركي بسعر 10 آلاف للدولار، بينما يرفضون بيعه بأي سعر كان، وذلك بالتزامن مع رفض المركزي أو البنوك الخاصة استقبال السوريين الراغبين بتصريف ما يملكونه من دولارات.
وعلى الإثر، طرح كثيرون تساؤلات حول رفض البنوك والمركزي السوري وشركات الصرافة بيع الدولار أو شرائه وفق للنشرة الرسمية، خصوصاً مع ثبات سعر نشرة الصرف، تمحورت حول أن التسعيرة لا تعكس السعر الحقيقي للدولار على الأرض، وذلك مع زيادة عرض الدولار نتيجة تدفق المساعدات الإنسانية من الدول العربية.
لكن يبقى الشيء الثابت في الوقت الحالي، هو تأثر السوق السوداء بالإعفاءات من العقوبات الأميركية قبل ساعات، خصوصاً لجهة استئثارها بقنوات الحوالات الخارجية للأفراد، إذ تُجيز الإعفاءات إرسال الحوالات عبر المركزي السوري، على الرغم من عدم إزالة العقوبات المفروضة عليه بشكل كامل.