قدم 112 إسرائيلياً من عائلات الأسرى المحتجزين في قطاع غزة، التماساً إلى المحكمة العليا، اليوم الثلاثاء، ضد الحكومة ورئيسها بنيامين نتنياهو، واتهموا الحكومة بأنها تخلت عن الأسرى بشكل مخالف للقانون طوال 459 يوماً، "ومن خلال المس بحقوقهم القانونية بالحياة وسلامة الجسد وكرامة الإنسان".
وقال الملتمسون إنهم يتوجهون إلى المحكمة العليا باسم جميع الأسرى المحتجزين في غزة، وطالبوا بإصدار أمر احترازي عاجل يطالب الحكومة بتفسير "سبب عدم إقرار أن رفض الحكومة الإسرائيلية لاتفاق تحرير المخطوفين المحتجزين لدى حركة حماس الإرهابية في قطاع غزة، يمسّ بشكل غير قانوني بالحق الدستوري للمخطوفين بالحياة وسلامة الجسد وكرامة الإنسان، وبناء على ذلك، على الحكومة العمل من أجل تحرير المخطوفين وبضمن ذلك من خلال الموافقة على وقف الحرب والانسحاب من قطاع غزة مقابل تحرير المخطوفين".لا صفقة قريبةوخلافاً للتقارير في اليومين الماضيين حول حدوث تقدم كبير في المفاوضات حول صفقة تبادل أسرى بين إسرائيل وحركة حماس، وأن الجانبين على وشك الاتفاق حولها، وإن كانت "صفقة صغيرة"، إلا أن هذه التقارير ليست صحيحة، وتوصف بأنها ليست أكثر من كونها "خدع إعلامية" كاذبة.وتناقلت وسائل إعلام أن حماس سلمت قائمة مؤلفة من 33 أسيراً وأسيرة إسرائيليين محتجزين في قطاع غزة، وكأن حماس هي التي اختارت هذه الأسماء، لكن تبين أن هذه قائمة إسرائيلية جرى نقلها إلى حماس منذ أشهر عديدة، ونشرتها صحف إسرائيلية في أيلول/سبتمبر الماضي.وقال محلل الشؤون الاستخباراتية في صحيفة "يديعوت أحرونوت" رونين بيرغمان، اليوم الثلاثاء، فإنه "لا يوجد أي اتفاق لتحرير الأسماء المذكورة في القائمة، وحتى أن المفاوضات ليست قريبة من ذلك"، وأن إسرائيل ترفض مطالب حماس، التي لم تتغير منذ بدء المفاوضات. "وهذه قائمة إسرائيلية نُقلت إلى حماس، وليست قائمة قدمتها حماس إلى إسرائيل".وأكد بيرغمان أن سبب الحملة الإسرائيلية "المتفائلة" بقرب التوصل إلى اتفاق، هو نشر حماس مقطعاً مصوراً لأسيرة إسرائيلية قبل يومين، والتخوف "من ضغط محلي في إسرائيل من أجل التوصل بسرعة إلى صفقة كاملة".ولفت بيرغمان إلى أن "مطالب حماس لم تتغير بشكل جوهري منذ تفجر وقف إطلاق النار الأول في بداية كانون الأول/ديسمبر 2023. فقط طالبت حينها، وتطالب اليوم بإنهاء الحرب، وانسحاب إسرائيلي من قطاع غزة وتحرير جارف للأسرى الفلسطينيين في سجون إسرائيل".وأضاف بيرغمان أن مزاعم إسرائيل بأن حماس تعرقل التوصل إلى صفقة "هدفه الدفاع عن نفسها أمام اتهامها بأنها تفضل الاحتلال في غزة على حياة المخطوفين".خدعة نتنياهو ونقل بيرغمان عن مسؤول أمني إسرائيلي قوله إن "خدعة نتنياهو هي أنه يوجد نقاش حول من يوصف بأنه (مريض). وبإمكان حماس أن تدعي أن فلاناً ليس مريضاً برأيها، أو ليس مريضاً بشكل كاف كي يُشمل في القائمة، وعندها تعرقل المفوضات لأسابيع أو أشهر من النقاشات".ولفت إلى أن الخلاف المركزي في المفاوضات ما زال يتمحور حول "من يوصف كمريض"، ومن دون وضع تعريف أو معايير لمن يعتبر مريضاً، "لكن الحقيقة هي أنه بعد 15 شهراً في الأنفاق، جميعهم مرضى وبعضهم في حالة خطيرة جداً. وإسرائيل كبّلت نفسها في هذه القائمة، وهذا التكبيل لا يسمح بتفكيك القائمة إلى أجزاء أمام أنظار عائلات المخطوفين".