في زيارة اتخذت طابعاً امنياً – سياسياً، حطّ المبعوث الأميركي آموس هوكشتاين في بيروت، محاولاً تعبيد طريق قائد الجيش جوزيف عون الى بعبدا، كما إزالة “العصي” من دواليب تنفيذ اتفاق وقف اطلاق النار.
لا يخفى على احد ان هوكشتاين، عراب اتفاق ترسيم الحدود جنوباً، والذي حاول قدر الإمكان مراعاة مطالب الإسرائيليين إبان كتابة بنود اتفاق وقف اطلاق النار، لكنه اصطدم بخرق رئيس وزراء العدو الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يومياً للاتفاق، ما جعله يؤكد امام رئيس مجلس النواب نبيه بري والحكومة نجيب ميقاتي التزام بلاده الكامل بتطبيق وقف اطلاق النار جنوباً.
الى ذلك، أعاد هوكشتاين التأكيد على انه “ما زال لدينا عشرين يوماً للوصول الى فترة الستين يوماً وسنواصل العمل الذي أدى إلى الإنسحاب الإسرائيلي وإلى الإنتشار الناجح للجيش اللبناني الذي يقوم بعمله بشكلٍ جيّد للغاية”. وذلك بعد ان طالب الرئيس ميقاتي بجدول زمني واضح لاتمام الانسحاب الاسرائيلي قبل إنتهاء مهلة الستين يوماً. واشار ميقاتي الى ان استمرار الانتهاكات الاسرائيلية للسيادة اللبنانية والحديث عن نية اسرائيل تمديد مهلة وقف اطلاق النار أمر مرفوض بشدة، واضعاً ما يجري برسم الدول الراعية للاتفاق اي اميركا وفرنسا واللجنة المكلفة الاشراف على تنفيذه.
من جهة اخرى، واذ تطرق المبعوث الاميركي الى بدء الانسحاب الاسرائيلي من الناقورة والقطاع الغربي، اعاد ربط الاستقرار الامني في لبنان بالاستقرار السياسي، مشيراً الى ضرورة الاتفاق الداخلي من اجل انعاش الحياة الاقتصادية. واذ جدد التذكير بضرورة انتخاب رئيس للجمهورية في الجلسة المزمع عقدها يوم الخميس المقبل، افادت المعلومات أنه بحث مع عدد من النواب “الوسطيين” في اسم الرئيس المقبل، وقد اعلن بعض هؤلاء عقب لقائهم هوكشتاين دعمهم قائد الجيش العماد جوزيف عون في السباق الرئاسي.
وفيما واصل هوكشتاين من لقاءاته المكوكية علّه يوفق بتأمين الاصوات الـ٨٦ لوصول قائد الجيش الى سدة الرئاسة، اعاد عضو كتلة الوقاء للمقاومة النائب حسين الحاج حسن التأكيد على ان “لا فيتو على اسم قائد الجيش العماد جوزيف عون ولكن مرشحنا ختى الآن هو سليمان فرنجيه”، وشدد على ان انتخاب رئيس بـ٦٥ صوتاً ليس “تهريبة” وقال “اما الذهاب الى انتخاب رئيس بـ٦٥ صوتاً واما الغاء الجلسة وعدم انتخاب رئيس، وحزب الله منفتح على الخيار الاول”. وقد رأت بعض المصادر المتابعة في كلام الحاج حسن تصعيداً وابدت تخوفها من تأجيل جلسة الخميس.
اذاً، بين السياسة والميدان، يأمل اللبنانيون ان تؤدي الزحمة الديبلوماسية التي شهدتها بيروت في اليومين الماضيين الى انتاج رئيس ينتشل البلاد من كبوتها، ويؤمن استقراراً ينعكس على مختلف المجالات. اما السؤال المطروح والمشروع هل سيكون الرئيس العتيد “لبنانياً” ام “صنع في الغرب”؟.
موقع سفير الشمال الإلكتروني