بهدف إشباع نهم السوريين المتابعين للتطورات المتسارعة التي تشهدها البلاد، وتوزيع الخطاب الإعلامي، أطلق "تلفزيون سوريا" إذاعة جديدة انطلقت بشعار "صار عنا وطن" تبث عبر موجات "FM"، من العاصمة السورية دمشق.
وأوضحت مصادر من التلفزيون لـ"المدن"، أن الراديو في المرحلة الأولى هو عبارة عن موجة إذاعية تبث صوت قناة "تلفزيون سوريا" بالمضمون ذاته. وتابعت بأن إدارة القناة تحضر في المرحلة الثانية لتطوير الموجة الإذاعية، إلى إذاعة مستقلة عن "تلفزيون سوريا" بمضمون متنوع، وبرامج تناسب الحالة السورية الجديدة.واتت الخطوة الجديدة من طرف "تلفزيون سوريا" في وقتها، لأنها تمكن جميع السوريين، ,تحديداً من يقودون سياراتهم في المدن، من الاستماع لآخر الأخبار، في وقت أنعش فيه سقوط النظام حركة النقل بين المحافظات السورية.
صار عنا راديو.. صار عنا وطن#تلفزيون_سوريا والموجة 99.00 pic.twitter.com/1ruRvDCtak
— Hamzah Almustafa (@HmzhMo) January 2, 2025
وعلق مدير الأخبار في "تلفزيون سوريا" علي حميدي في حديث مع "المدن": "في هذه الأيام الاستثنائية التي تعيشها سوريا بعد تحررها من النظام، يعتبر إيصال الأخبار والمعلومات والمشاركة في نقل يوميات الناس ضرورة".وأضاف حميدي أن "البلد كان مغيباً إعلامياً ويتحكم النظام البائد وأدواته في كل شيء، ومن هنا جاءت فكرة الراديو"، علماً أن النظام السوري المخلوع كان يتحكم في الإعلام بشكل شديد منذ أكثر من خمسة عقود، خلت فيها سوريا من الإعلام المستقل، مع تكريس الإعلام الرسمي ليكون صوتاً للسلطة لا الشعب.وفيما كانت البلاد خالية من الإعلام الخاص طوال حكم الرئيس حافظ الأسد، فإن ابنه بشار بعد توليه الحكم العام 2000 سمح بإنشاء وسائل إعلام خاصة وإذاعات لا تخوض في السياسة، وكانت تلك الامتيازات تعطى بالدرجة الأولى لرجال الأعمال المرتبطين بالسلطة، ما خلق وهماً بتحسن في الحريات الإعلامية، وأفضى لاحقاً إلى تسمية تلك الوسائل بـ"الإعلام شبه الرسمي".وبعد الثورة السورية العام 2011 بستة أشهر، طرح النظام السابق إصلاحات شكلية على قانون الإعلام ضمن حزمة إصلاحات لم يتم تطبيقها على أرض الواقع. وبخصوص الإعلام تحديداً، طرد النظام مراسلي وسائل الإعلام العربية والأجنبية، واعتمد على "الإعلام المقاوم" وأسس مجموعة من الناشطين الإعلاميين لمرافقة الجيش السوري والميليشيات الرديفة له، ثم جمّد الصلاحيات المعطاة لهم عندما بدأوا بتوجيه الانتقادات للحكومة في ملفات خدمية كالكهرباء وارتفاع الأسعار.وثمة حسابات أخرى تتعلق بالخدمة الإذاعية الجديدة من "تلفزيون سوريا"، تتعلق بجذب جمهور المحطات الإذاعية التابعة للمنظومة الإعلامية السابقة مثل "شام FM". لكن الفارق يكمن في أن "تلفزيون سوريا" طرح نفسه منذ اليوم الأول لإطلاقه على أنه خدمة إعلامية مستقلة بعيدة من السلطة، وتتحدث بأصوات السوريين جميعاً، ونال بسبب ذلك شعبية واسعة بين السوريين، حتى ضمن الداخل السوري قبل سقوط النظام في 8 كانون الأول/ديسمبر الماضي.وفي سوريا التي تعاني انقطاعاً طويلاً في التيار الكهربائي، يزداد الاعتماد على الإذاعة لمتابعة الأخبار، وهذا أحد الأسباب التي دفعت التلفزيون اليوم إلى إطلاق خدمته الإذاعية الجديدة على وجه السرعة، قبل أن أن يتم تخصيص طاقم كامل ومستقل له.بموازاة ذلك، يعكف التلفزيون الذي يبث من إسطنبول على تجهيز مكتب دائم له في دمشق، حسبما أفاد مصدر من القناة لـ"المدن"، مشيراً إلى أن "أعمال البناء بدأت". وتابع بأن "المكتب بات خطوة ضرورية وإسعافية إلى حين انتقال القناة بشكل كامل إلى الداخل السوري"، وهي الخطوة التي تؤجلها "ترتيبات طويلة ومعقدة بسبب مكان سكن فريق القناة، ونقل المعدات".ومنذ انطلاقته في آذار/مارس 2018 وقف التلفزيون إلى جانب الثورة السورية بخط تحريري واضح، قائم على الالتزام بأهداف ثورة السوريين في الحرية والكرامة، وتأييد قيم الحرية وحقوق الإنسان والديموقراطية ورفض التطرف والعنف.