بالتزامن مع جولة الموفد السعودي يزيد بن فرحان في لبنان وبحثه مع الأفرقاء اللبنانيين في الملف الرئاسي، وطرح اسم قائد الجيش جوزف عون كمرشح أساسي لرئاسة الجمهورية اللبنانية، برز موقف صريح اليوم لحزب الله على لسان مسؤول وحدة الارتباط والتنسيق وفيق صفا الذي أكد "انّ لا فيتو" على قائد الجيش، بينما الفيتو الوحيد للحزب هو على رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع. موقف صفا الذي يحمل أبعاداً عدة من حيث التوقيت ومكان الاطلالة التي أرادها مسؤول التنسيق من مكان استشهاد الأمين العام السابق لحزب الله السيد حسن نصرالله، ليؤكد أنّ "المقاومة قوية" و"القرار متروك لحزب الله بعد انقضاء مهلة الستين يوماً"، ويعلن إثرها أنّ الحزب "منفتح على كل الاسماء".
وعلى بعد أيام من الاستحقاق الكبير، أكد صفا أنّ "حزب الله صريح في الملف الرئاسيّ وتناقشنا مع قائد الجيش العماد جوزاف عون بشأنه وليس لدينا فيتو على اسمه. لكننا منفتحون على أسماء أخرى، ونأمل انتخاب رئيس جديد في 9 كانون الثاني". صفا أكد أنّه "لن نسمح لأي أحد بالتأثير على معنوياتنا أو يهز مشروعنا وأهدافنا وسياساتنا، وظهورنا هو تصديق لتعافي حزب الله على المستوى التنظيمي والعسكري ولدينا الإمكانيات الكافة لمواجهة أي اعتداء ولكن في التوقيت والشكل الذي تريده قيادة المقاومة، وسيكون للرئيس نبيه بري نقاش مع الموفد الأميركي آموس هوكشتاين بشأن الخروقات الإسرائيلية".تشييع السيدوأشار صفا إلى أنّ "حزب الله لن يغيب عن أيّ ملف في لبنان وما من أحد يستطيع كسر عزيمتنا.. ما حدا بقا يجربنا وحزب الله سيكون خلف الناس ومعهم"، معلناً أنّ "تشييع السيد نصرالله سيكون بعد انتهاء مهلة الـ60 يوماً المنصوص عليها في الهدنة"، مؤكداً أن مراسم الوداع ستكون في الضاحية الجنوبية لبيروت".لا اتفاق توازياً، تُستكمل اللقاءات والمواقف السياسية على بعد أيام تفصلنا عن جلسة انتخاب الرئيس في التاسع من كانون الثاني. ولغايته لم ينضج الاتفاق بعد، ما يعني استبعاد انتخاب رئيس في الجلسة المقبلة إلا في حال حصلت معجزة الربع ساعة الأخيرة التي اعتاد اللبنانيون عليها عند كل استحقاق. ويُسجل زحمة موفدين إلى لبنان، بانتظار زيارة يقوم بها الموفد الأميركي آموس هوكشتاين لبيروت والجنوب، فيما يستكمل الموفد السعودي يزيد بن فرحان جولته اليوم ويزور بقية الأفرقاء بعدما اجتمع في وقت سابق مع رئيس المجلس النيابي نبيه بري ورئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل ورئيس القوات اللبنانية سمير جعجع، وتواصل هاتفياً مع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي.الخارجية المصريةوعلى مستوى الاتصالات السياسية، جرى اتصال بين وزير الخارجية عبدالله بوحبيب ووزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، ناقشا خلاله آخر المستجدّات على السّاحة اللّبنانيّة، في ضوء قرب انعقاد جلسة البرلمان اللّبناني لانتخاب رئيس جديد.
وأعلنت وزارة الخارجية المصرية في بيان، أنّ عبد العاطي أكد "أهمية بذل جهود حثيثة مع الجهات الوطنيّة الفاعلة كافّة، للتّوصّل إلى توافق وطني بملكيّة لبنانيّة خالصة لإنهاء الشغور الرّئاسي في لبنان، دون أيّ تدخّلات خارجيّة".
وفي الشأن السوري، أشارت الوزارة إلى أنّ "الوزيرين تبادلا أيضًا الرّؤى حول التّطوّرات السّياسيّة والأمنيّة في سوريا، حيث تمّ التّأكيد على أهميّة دعم إرادة الشّعب السّوري والحفاظ على مقدّرات الدّولة السّوريّة ووحدتها وسلامة أراضيها، فضلًا عن ضرورة أن تكون عمليّة الانتقال السّياسي في سوريا بملكيّة وطنيّة سوريّة خالصة دون إملاءات خارجيّة".موقف الراعيمن جهته، لفت البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، إلى أنّ "أربعة أيّام تفصلنا عن التّاسع من هذا الشّهر، يوم يلتئم المجلس النّيابي لانتخاب رئيس للجمهوريّة يكسب ثقة المواطنين وثقة الأسرة الدّوليّة، يعمل على المصالحة الوطنيّة، يوطّد الوحدة الدّاخليّة، يزرع الرّجاء في القلوب والسّلام في النّفوس، ويستمدّ أفكاره ومبادئه من سنة اليوبيل الكبير المقدّس؛ ومن يوم السّلام العالمي".
ودعا، خلال ترؤّسه قدّاس الأحد في كنيسة الصّرح البطريركي في بكركي، للصلاة "على نية الكتل النيابية، من أجل نجاح مشاوراتها حول شخصيّة مثل هذا الرّئيس".موقف عودةوفي كلمته خلال قداس الاحد، قال متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الارثوذكس المطران الياس عودة إنّ "اللبنانيين ينتظرون بأمل جلسة انتخاب الرئيس بعد أيام، ويخشون أن تكون كسابقاتها. أملنا أن يحزم نواب الأمة أمرهم ويتمموا ما كان يجب أن يتمموه منذ أكثر من سنتين، ولا يتركوا قاعة المجلس قبل الوصول إلى إعلان اسم الرئيس المنتخب. نسأل الله أن يلهمهم انتخاب رئيس يكون أمينا للبنان، حاميا فعليا للدستور، يطبقه ويمنع تجاوزه، يعمل بوحي إيمانه بالله وأمانته لوطنه".