على الرغم من إعلان وزير الأمن الإسرائيلي يسرائيل كاتس استئناف جولة جديدة من المحادثات غير المباشرة مع حماس في قطر، إلا أن وسائل إعلام إسرائيلية أشارت إلى أن الهوة بين إسرائيل وحماس لا تزال عميقة. فبينما تسعى حماس إلى إتمام صفقة شاملة تشمل انسحاباً إسرائيلياً من غزة، يسعى رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو إلى صفقة جزئية تتيح له استكمال الحرب للقضاء على حماس.
فقد ذكرت صحيفة "هآرتس" أن قريب محتجز إسرائيلي في غزة نقل عن مسؤول كبير بفريق التفاوض، أن إعادة المحتجزين ليس من أولويات الحكومة التي تفضل تدمير حركة حماس على استعادة هؤلاء.وأوضحت الصحيفة أن قريب المحتجز تحدث إلى المسؤول في فريق التفاوض قبل مغادرة الوفد الإسرائيلي إلى قطر الجمعة، من أجل استئناف مفاوضات إبرام اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى والمحتجزين مع حماس.وأكد المسؤول أن الجيش الإسرائيلي لا يعرف مكان جميع المحتجزين، وأضاف "على الرغم من أن الجيش يحاول تقليل احتمال التعرض للأسرى خلال الهجمات على القطاع، فإن الجيش لا يعرف مكان احتجاز جميع الأسرى، وهناك احتمال لإصابتهم".وقال إنه "على الرغم من تدمير معظم البنية التحتية لحماس في القطاع، فإن التنظيم نفسه لن يختفي على الفور ولذا يجب الاستمرار في العمل ضده". وأشار قريب المحتجز للمسؤول أن تصريحاته تثير القلق بشأن أولويات الحكومة، فرد المسؤول بأن قلقه مبرر.صفقة جزئيةوفي السياق، قال مصدران إسرائيليان مطلعان على عمل فريق المفاوضات والجهات في مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية الضالعة في محادثات تبادل الأسرى مع حركة حماس، إن الهوة بين حركة حماس وحكومة بنيامين نتنياهو لا تزال "واسعة وعميقة".
وبحسب ما أوردت صحيفة "يديعوت أحرونوت"، فإن المحادثات لا تزال عالقة في ما يتعلق بالمرحلة الأولى من الصفقة التي تسمى بالمرحلة "الإنسانية"، والتي كان يبدو أنه تم التوصل إلى تفاهمات حول معظم تفاصيلها خلال الأشهر الماضية. ونقلت الصحيفة عن "مصدر رفيع في إحدى الدول الوسيطة" (لم تسمه) قوله إن "إسرائيل تحاول مجدداً إتمام صفقة جزئية تشمل عدداً محدوداً من الرهائن مقابل عدد قليل من الأسرى الفلسطينيين تشمل وقف إطلاق نار لأسابيع قليلة، وربما قليلة جداً".وذكرت الصحيفة أن حكومة نتنياهو تسعى لإبرام صفقة على غرار جميع الصفقات التي أبرمتها إسرائيل لتبادل الأسرى خلال الخمسين عاماً الماضية: "أسرى مقابل أسرى" في عملية "سريعة نسبياً"، وتهدف إلى تنفيذها قبل عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض.وأفادت بأن إسرائيل تهدف إلى "تأجيل النقاشات المركزية التي تبدو حالياً غير قابلة للحل، إلى المرحلة التالية". قيود سياسيةوقال مصدر رفيع في الدول الوسيطة إن "حماس لا تهتم كم عدد القوات التي ستنسحب وفي أي يوم، لكنها لن تقبل بصفقة إذا لم تكن شاملة، حتى لو كانت على مراحل، تتضمن تفاصيل واضحة تشمل الانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة أو غالبيته، وإنهاء الحرب، والإفراج الشامل عن الأسرى".وذكرت الصحيفة أن جزءاً من الأزمة يكمن في القيود التي تفرضها القيادة السياسية في إسرائيل على فريق المفاوضات، حيث يصر نتنياهو على التوصل إلى صفقة متعددة المراحل مع الامتناع عن مناقشة الجزء الحاسم الذي يتضمن الانسحاب من غزة وإنهاء الحرب.ولفت التقرير إلى أن نتنياهو يصر على عدم مناقشة هذه الملفات الجوهرية بالنسبة لحركة حماس إلا في منتصف المرحلة الأولى من الصفقة المحتملة، وبالتالي سيكون بإمكانه أن يقول لشركائه في اليمين المتطرف إنه "لم يكن ينوي المضي إلى ما بعد المرحلة الأولى".