نشرت كتائب القسام، اليوم السبت، تسجيلاً جديداً لأسيرة إسرائيلية، اختارت هذه المرة أن تكون مجندة في الخدمة الفعلية، بدلاً من المدنيين الذين ظهروا في إصداراتها السابقة.
ويطرح هذا الاختيار تساؤلات عن الرسائل السياسية التي تحاول المقاومة الفلسطينية إيصالها، خصوصاً في ظل تزامن النشر مع استئناف المفاوضات في الدوحة، وتصاعد الضغوط الشعبية في إسرائيل للتوصل إلى صفقة تبادل الأسرى.
المحتجزون ليسوا أولوية الحكومةوقالت المحتجزة الإسرائيلية ليري الباج، إن المحتجزين الإسرائيليين في غزة ليسوا "في سلم أولويات حكومتنا ولا جيشنا"، مشيرة إلى أن إحدى زميلاتها المحتجزات أصيبت بجروح خطيرة بسبب عمليات جيش الاحتلال الحالية في غزة.
وأضافت "بقاؤنا على قيد الحياة مرتبط بانسحاب الجيش وعدم وصوله إلينا". وتابعت: "إذا كان أحباؤكم هم الذين في الأسر، فهل كانت الحرب ستستمر حتى الآن؟ وهل تريدون قتلنا؟". وشددت على أن المحتجزين في غزة يعيشون في "كابوس مرعب". وأضافت "اليوم بداية جديدة، كل العالم يحتفل، فقط نحن نبدأ عاماً مظلماً من الوحدة".
وخاطبت الباج وزير الأمن الإسرائيلي يسرائيل كاتس بالقول: "أنت تعرف أبي، أنظر في عينيه وقل له إنه وأمي لن يعانقا ابنتهما، إننا لعبة بأيديكم". وأضافت "من المؤكد أنكم لن تستطيعوا إخراجنا أحياء من هنا بالعمليات العسكرية، هذا لن ينجح، أنتم تعرفون ذلك.. من الجنون أن هذا سيحقق نتيجة".
وكانت سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، قد أعلنت أول من أمس الخميس، إنقاذ حياة أسير إسرائيلي لديها حاول الانتحار، بعد أن وضع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو شروطاً جديدة تعرقل إبرام صفقة تبادل أسرى.استئناف المفاوضات
وبعد انتشار المقطع المصور، أكد وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، استئناف المفاوضات غير المباشرة مع حماس في قطر من أجل إطلاق سراح المحتجزين.
وقال بيان صادر عن مكتب كاتس، إنه أبلغ والدي الرهينة ليري إلباغ، "بالجهود المستمرة لإطلاق سراح الرهائن، بما في ذلك الوفد الإسرائيلي الذي غادر أمس الجمعة، لإجراء محادثات في قطر"، مضيفاً أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أعطى "توجيهات دقيقة لاستمرار المفاوضات".
بلينكن
يأتي ذلك في وقت قال وزير الخارجية الأميركية أنتوني بلينكن، إن إدارة الرئيس جو بايدن، لا تزال تعتقد أن التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق نار يعيد المحتجزين إلى ديارهم، هو أسرع السبل وأكثرها فعالية لإنهاء الصراع في غزة بشكل دائم.
وأضاف بلينكن في حديث لصحيفة نيويورك تايمز، أنه "كان من الضروري الحفاظ على دعم إسرائيل لمنع توسع الصراع بما ينتج عنه من موت ودمار".
وأضاف أن المعاناة في غزة تجعل الإدارة الأميركية تبذل ما بوسعها لإنهاء الصراع. وتابع: "اعتقدنا في فترات أن إسرائيل لا تبذل ما يكفي بشأن المساعدات وضغطنا لاتخاذ إجراءات".
وأشار الوزير الأميركي إلى أن الإدارة أمضت شهوراً تعمل على خطة ما بعد الحرب في غزة مع العديد من البلدان، خصوصاً مع "الشركاء العرب". وأكد أنه إذا لم تُتَح لهذه الإدارة الفرصة لتنفيذها فإنها ستسلمها لإدارة الرئيس المنتخب دونالد ترامب التي تقرر ما إذا كانت ستعمل بها.خفض المساعدات
لكن القناة (12) العبرية، كشفت اليوم السبت، أن تل أبيب تدرس تخفيض المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة بشكل كبير، مع بداية ولاية ترامب. واستفحلت المجاعة في معظم مناطق قطاع غزة جراء الحصار الإسرائيلي المطبق، لا سيما في محافظة الشمال إثر الإمعان في الإبادة والتجويع لإجبار المواطنين على النزوح جنوباً.
وقالت القناة: "حتى الآن، حددت إسرائيل المساعدات وفقاً للالتزام تجاه بايدن، لكن هذا قد يتغير في الأسابيع المقبلة، بعد عودة ترامب إلى البيت الأبيض في 20 كانون الثاني/يناير".
ونقلت القناة عن مسؤول سياسي إسرائيلي، قوله "نشكّ في أن تكون كمية المساعدات التي يجرى إدخالها إلى قطاع غزة اليوم، مماثلة لتلك التي ستدخل في عهد إدارة ترامب". وأضاف "إذا تقرر ذلك، فسيتم ذلك بالتنسيق مع الإدارة الجديدة في الولايات المتحدة". وادعى المسؤول الإسرائيلي أنه "إذا استمر الوضع الحالي، فإن حركة حماس ستبقى في السلطة".
وتواصل إسرائيل من دون هوادة، مجازرها في قطاع غزة. وبلغ عدد الشهداء الذي سقطوا بالقصف الإسرائيلي المتوصل على القطاع، منذ فجر اليوم، 61 شهيداً، بينهم 41 شهيداً شمالي القطاع.