في مناسبة الذكرى السنوية لاغتيال قائد "فيلق القدس" السابق، قاسم سليماني، ورفاقه، ألقى الأمين العام لحزب الله، نعيم قاسم، كلمةً متلفزة تطرّق فيها إلى محطات تاريخية في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي، مشيرًا إلى ثبات خيار المقاومة وقدرتها على ردع أي عدوان. كما أشاد بقادة كبار كان لهم أثر استراتيجي في تغيير معادلات المنطقة، وفي مقدّمهم قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس.
استهلّ نعيم قاسم حديثه بالتذكير باجتياح عام 1982، قائلًا إنّ العدو الإسرائيلي وصل حينها إلى بيروت خلال أيّام، بينما عجز في الحروب والاعتداءات اللاحقة عن تحقيق تقدّم حقيقي. وأشار إلى أنّ إسرائيل حاولت في إحدى المواجهات على مدى 64 يومًا التوغّل داخل الأراضي اللبنانية، لكنّها لم تتمكن إلّا من التقدّم مئات الأمتار فقط، في حين كانت تصل إلى مشارف العاصمة خلال أيام قليلة في السابق، معتبرًا أنّ هذا التراجع في قدرة الاحتلال هو ثمرة صمود المقاومة.دور "المقاومة"وتطرّق نعيم قاسم إلى الدور الاستراتيجي الذي أدّاه كلٌّ من قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس في التصدي للهيمنة الأميركية والإسرائيلية، لافتًا إلى أنّ سليماني أسهم في إعادة الاعتبار للقضية الفلسطينية باعتبارها قضية مركزية في المنطقة، فيما أدّى أبو مهدي المهندس دورًا محوريًّا في تحرير العراق من أنظمة وحركات متطرّفة، مؤكدًا أنه كان "نموذجًا للالتزام الولائي تحت سقف المرجعية".
وفي شأن الجهوزية الدائمة للمقاومة، شدّد قاسم على أنّ القيادة هي التي تحدّد توقيت وكيفية المواجهة، وأسلوب العمل والسلاح المستخدم، مشيرًا إلى أنّ صبر المقاومة وتحوّلاتها الميدانية مرتبطان بالظروف والتوقيت الملائم، من دون الالتزام بمهلة زمنية معيّنة. وأشاد بأهميّة دور الدولة اللبنانية التي تتحمّل مسؤولية تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار مع إسرائيل، مؤكّدًا في الوقت ذاته أنّ ما حدث في دول أخرى كان يمكن أن يقع في لبنان لولا قوّة المقاومة.
ولفت قاسم إلى أنّ تقديم التضحيات هو الثمن الطبيعي لحفظ الكرامة والسيادة، مذكّرًا بأنّ الخسائر تُعوَّض إذا ما حافظت المقاومة على روحها ومشروعها. وتحدّث عن مرحلة حساسة مرت بها المقاومة حين تعرّضت لخسارة إحدى القيادات البارزة، إذ تمكّنت سريعًا من التماسك واستعادة عافيتها، لتعود أقوى في الميدان.
وفي الشأن السياسي الداخلي، دعا قاسم إلى انتخاب رئيس للجمهورية بالتفاهم بين الكتل النيابية، معربًا عن حرص حزب الله على أن يأتي هذا الاستحقاق بالتوافق والتعاون، بما يضمن المصلحة الوطنية العليا. مشيراً إلى أن "الإلغائيين لا فرصة لهم، والاستحقاق لا ينجز بالإستقواء".مشروع "المقاومة"اختتم نعيم قاسم كلمته بالتأكيد على أنّ مشروع المقاومة سيظلّ ركيزة أساسية في حماية لبنان وسيادته، مشيرًا إلى أنّ الإنجازات التي تحقّقت، بفضل التضحيات والعمل الدؤوب، ستبقى صمام الأمان في وجه كلّ مشروع احتلال أو عدوان خارجي. كما شدّد على ضرورة استمرار التنسيق والتفاهم الداخلي، دعمًا للقضايا المركزية وفي مقدّمها قضية فلسطين، التي ستظلّ عنوانًا جامعًا لأحرار المنطقة.