في خطوة تثير نقاشاً واسعاً حول التدخل الأجنبي في السياسة الوطنية، سيُجرى لقاء مباشر عبر منصة "X"، في 9 كانون الثاني/يناير الجاري، بين إيلون ماسك، رجل الأعمال الشهير ومالك منصة "X"، وأليس فايدل، قائدة حزب "البديل من أجل ألمانيا" (AfD) الموصوف بالحزب اليميني المتطرف.
Conversation with Alice Weidel on Jan 9 https://t.co/VABUx71PLC
— Elon Musk (@elonmusk) January 3, 2025
وأعلن الطرفان عن هذا الحدث عبر حساباتهما الرسمية، حيث أشار ماسك إلى تطلعه لإجراء "نقاش مثمر"، بينما عبّرت فايدل عن حماستها لمشاركة أفكار الحزب مع جمهور عالمي. وقد أثار هذا الإعلان موجة من ردود الأفعال الحادة في الأوساط السياسية والإعلامية الألمانية.وتأتي هذه الخطوة بعد سلسلة من الإشارات العلنية لدعم ماسك للحزب اليميني المتطرف. في كانون الاول/ديسمبر 2024 ، وصف ماسك حزب البديل لأجل ألمانيا "AfD" بأنه "الشرارة الأخيرة للأمل" في ألمانيا، وذلك في مقالة نشرها في صحيفة "فيلت أم زونتاج"، ما أدى إلى استقالة رئيس تحرير قسم الرأي في الصحيفة احتجاجاً على نشر المقال. كما أعاد ماسك نشر تغريدات لقياديين في الحزب، ما عكس تقارباً واضحاً بينه وبين توجهات الحزب.هذا الدعم العلني أثار انتقادات لاذعة من قادة سياسيين ألمان. ووصف فريدريش ميرتس، زعيم "الحزب المسيحي الديمقراطي" (CDU)، تدخل ماسك، بأنه "سلوك متغطرس وغير مسبوق"، في حين حذّر روبرت هابيك، نائب المستشار الألماني، ماسك من "التدخل في الديموقراطية الألمانية".ويرى محللون أن تصرفات ماسك تعكس استراتيجيته الأوسع لدعم الحركات الشعبوية والراديكالية في أوروبا. ووفقاً لتقارير، يدرس ماسك تقديم دعم مالي كبير لحزب "الإصلاح البريطاني" بقيادة نايجل فاراج، مما يشير إلى طموحه للتأثير في المشهد السياسي الأوروبي بشكل عام.في الجانب الآخر، أعربت وسائل الإعلام الألمانية والدولية عن مخاوفها من أن تؤدي هذه التدخلات إلى تعزيز الحركات اليمينية المتطرفة وتقويض التقدم الديموقراطي الذي أُحرز على مدى العقود الماضية. وقد وصفت صحيفة "ذا تايمز" البريطانية دعم ماسك بأنه "تهديد للعملية الديموقراطية".المناقشة المرتقبة بين ماسك وفايدل تمثل محطة جديدة في علاقة ماسك بالسياسة الأوروبية، ومن المتوقع أن تكون محور اهتمام واسع في ألمانيا وخارجها. وتبقى التساؤلات حول تأثير هذه الخطوة في الانتخابات الألمانية المقبلة، وحول دور رجال الأعمال العالميين في تشكيل المشهد السياسي على الصعيدين الوطني والدولي.