تتسارع الاتصالات السّياسيّة في لبنان على وقع الاستحقاقات الدستورية والأمنية، وسط آمال متجدّدة بانتخاب رئيس للجمهورية وإعادة ترسيخ الاستقرار الداخلي، في وقتٍ ترتفع فيه الأصوات المطالِبة بحماية السيادة الوطنية وضبط الخروقات الإسرائيلية والحدودية على السواء.رعد في إطلالته الأولىفي هذا السياق، زار رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة"، النائب محمد رعد، على رأس وفد من الكتلة، رئيس مجلس النواب نبيه برّي في مقرّ الرئاسة الثانية بعين التينة، في أول إطلالةٍ له بعد انتهاء الحرب الأخيرة. وأكّد رعد، عقب اللقاء، السير على نهج الشهداء والثبات على المواقف المبدئية لحزب الله، مشدّدًا على أنّ أي مستجدّ سيُعالج وفق هذه الثوابت. وفي معرض تعليقه على استمرار الانتهاكات الإسرائيلية، رأى رعد أنّ جيش الاحتلال يحاول التعويض عن فشله الميداني من خلال خروقاتٍ وصفها بـ"المخزية"، لافتًا إلى ضرورة تحمّل الجميع مسؤولية حماية السيادة اللبنانية.
وعن فحوى اللقاء مع برّي، كشف رعد أنّه نقل تحيات نائب الأمين العام لحزب الله، الشيخ نعيم قاسم، وبحث مع رئيس المجلس في سبل تعزيز عمل لجنة الإشراف على وقف النار، مؤكدًا ضرورة التعامل الجدّي مع ملف انتخاب رئيسٍ للجمهورية. ودعا إلى استثمار كل القدرات اللبنانية لتحقيق العيش المشترك بكرامةٍ وصون حقوق الجميع، مبرزًا أنّ الإصلاح الحقيقي لا يمكن أن يتحقق إلا إذا كان شاملًا وموجّهًا لصالح الوطن لا لصالح الفئات الضيقة.ضرورة انجاح الانتخاباتمن جانبه، أمل رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي، النائب تيمور جنبلاط، أن تُثمر جلسة مجلس النواب المقبلة لانتخاب رئيسٍ للجمهورية، ما يعيد إنتاج سلطةٍ إجرائية تخدم تطلّعات اللبنانيين وتثبّت ركائز الدولة. وأوضح جنبلاط أنّ تأييده قائد الجيش، العماد جوزاف عون، يأتي انسجامًا مع قناعته بأن الاستقرار والأمن من الأولويات في ظلّ التحدّيات الجسيمة التي تواجه البلاد.
وفيما شدّد جنبلاط على ضرورة وقف الخروقات الإسرائيلية المتواصلة لاتفاق وقف إطلاق النار، حمّل لجنة الإشراف على تطبيقه مسؤولية "لجم إسرائيل" عن انتهاكاتها وهدمها للقرى وتجريف المنازل، بما يعيق بسط السيادة اللبنانية الكاملة. وثمّن الإجراءات التي يتخذها الجيش والقوى الأمنية لضبط الحدود مع سوريا، وخصوصًا إقفال المعابر غير الشرعية ومنع التهريب بمختلف أشكاله، بما في ذلك الإجراءات في المرفأ والمطار. كما أشاد بخطوة رئيس الحكومة نجيب ميقاتي بالتواصل مع قائد الإدارة السورية الجديدة أحمد الشرع، في سبيل التنسيق الرسمي مع الحكم الجديد هناك، معتبرًا أنّ هذه الاتصالات ضرورية لمعالجة الملفات الشائكة. وختم جنبلاط بالدعوة إلى إنهاض مؤسسات الدولة وسدّ العجز الإداري والمالي، بما يعزّز آمال اللبنانيين بعيشٍ كريم.
في غضون ذلك، استقبل جنبلاط في قصر المختارة شخصيات ووفودًا أهلية وبلدية وتربوية من مناطق مختلفة، أبرزها الباروك، راشيا، بتلون، دير بابا، المختارة، الكفير، الشويفات، عماطور، حيث استمع إلى مطالبهم واحتياجاتهم. كما التقى عددا من المجالس البلدية في منطقة الجبل لمتابعة سير الأعمال الإنمائية والمشاريع قيد التنفيذ، بمشاركة النائبين بلال عبدالله ووائل أبو فاعور ومستشاره حسام حرب.
"مذلة" التفتيش في المطارإلى ذلك، استنكر العلّامة علي فضل الله ما جرى مع لبنانيين عائدين من الجمهورية الإسلامية الإيرانية، واصفًا الطريقة التي خضعوا خلالها للتفتيش في المطار بـ"المذلّة". وأبدى خشيته من وجود خلفياتٍ داخلية أو إملاءات خارجية وراء هذه الإجراءات، محذّرًا من انعكاساتٍ خطيرة على الوضع اللبناني الداخلي، ومن تأثير هذه الممارسات في علاقات لبنان بدول الجوار.