ارتكب جيش الاحتلال الإسرائيلي، 4 مجازر جديدة في قطاع غزة، ذهب ضحيتها عشرات الشهداء والجرحى، فيما استؤنفت المفاوضات غير المباشرة، أمس الجمعة، في الدوحة بين إسرائيل وحماس. وجددت حماس تأكيدها على لسان القيادي باسم نعيم، أن موقفها "سيركز على أن يؤدي الاتفاق إلى وقف تام لإطلاق النار، وانسحاب قوات الاحتلال من القطاع وتفاصيل التنفيذ، وعودة النازحين إلى بيوتهم التي أخرجوا منها في كل مناطق القطاع".
وصعّد جيش الاحتلال الإسرائيلي، هجماته على مناطق مختلفة من قطاع غزة، فجر اليوم السبت، موقعاً المزيد من الضحايا في صفوف المدنيين، ومخلفاً المزيد من الدمار في البنية التحتية. وأعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة، في بيان، أن الاحتلال ارتكب 4 مجازر خلال 24 ساعة، وصل منها 59 شهيداً و 273 مصاباً إلى المستشفيات، مشيرة إلى ارتفاع ضحايا العدوان الإسرائيلي، إلى 45 ألفاً و717 شهيداً و108 آلاف و856 جريحاً، منذ بداية الحرب على القطاع في 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023.
وأعلنت مصادر طبية سقوط 28 شهيداً في الغارات الجوية الإسرائيلية، فجر اليوم السبت، على مناطق متفرقة في القطاع، بينهم 4 أطفال من عائلة واحدة استشهدوا في غارة استهدفت منزلهم في حي الشجاعية بمدينة غزة، شمالي القطاع، فيما جدد جيش الاحتلال القصف المدفعي، لمنطقة النزلة غرب جباليا شمالي القطاع، ودير البلح وسط القطاع، فيما قامت زوارق البحرية الإسرائيلية، بقصف شاطئ البحر بالمحافظة الوسطى. كما أفاد الدفاع المدني في غزة عن انتشال 3 شهداء، رجل وزوجته وابنهما، من منزل قصفه الاحتلال الاسرائيلي، فجر السبت، في شارع الصحابة غربي مدينة غزة.
ولاحقاً، تحدثت مصادر محلية عن ارتفاع عدد الشهداء في القصف الإسرائيلي لمدينتي خانيونس وغزة، منذ فجر اليوم، الى 13 شهيداً، باستشهاد 5 من عناصر تأمين المساعدات، عندما استهدف الاحتلال مركبتهم على شارع صلاح الدين، وسقوط شهيدين آخرين في غارة إسرائيلية على شمال مدينة رفح جنوبي قطاع غزة.
حصار "الأندونيسي" مستمر
في الأثناء، لا يزال المستشفى الاندونيسي شمال القطاع، تحت الحصار، حيث يعيش المرضى ظروفاً قاسية. وهؤلاء كانوا وصلوا إلى المستشفى أخيراً، مع مرافقيهم وعدد من النازحين قسراً، بعدما أنذرهم الجيش الإسرائيلي بإخلاء مستشفى كمال عدوان والتوجه نحو الإندونيسي المدمر وغير المؤهل لتقديم الخدمات الطبية.
ومع غياب الأدوية والطواقم الطبية، نفد ما كان لديهم من طعام وشراب، فيما تتفاقم معاناتهم وسط الأجواء شديدة البرودة وفي ظل عدم توفر الملابس الشتوية والأغطية السمكية.
ومنذ يومين يعيش هؤلاء المرضى حالة من الذعر والقلق مع تكثيف الجيش الإسرائيلي استهدافه لمحيط المستشفى، بالتزامن مع إشعاله المتعمد للنيران في مرافق عدة قريبة منه خصوصاً المدارس والمنازل.
واستكملت آليات الجيش هدم ما تبقى من أسوار خارجية للمستشفى سبق وتعرضت للاستهداف خلال عمليات قصف متكررة.
العرب لوقف "النار" ومحاسبة إسرائيل
في غضون ذلك، طالبت المجموعة العربية في مجلس الأمن الدولي، بوقف إطلاق النار في قطاع غزة، ودعت "كل الدول التي تحترم القانون الدولي إلى تعليق فوري لصادراتها من الأسلحة والذخائر التي تستخدمها إسرائيل في هذه المذبحة المتواصلة منذ أكثر من 16 شهرا، وذلك لحرمان إسرائيل من أدوات القتل والتدمير".
جاء ذلك في كلمة، ألقاها مندوب مصر الدائم لدى الأمم المتحدة أسامة عبد الخالق، أمس الجمعة، باسم المجموعة العربية، التي ترأسها بلاده هذا الشهر.
وقال عبد الخالق: "إسرائيل تكشف عن وجه جديد قبيح لجرائمها، بعد أن استهدفت المدنيين في قطاع غزة، وقتلت أكثر من 45 ألف فلسطيني؛ 70 في المئة منهم من النساء والأطفال، ودمرت البنية التحتية المدنية لقطاع غزة، وقتلت المئات من موظفي الأمم المتحدة والعاملين في المجال الإنساني".
وأكد أن إسرائيل "أدارت نيران مدافعها البربرية إلى القطاع الصحي الفلسطيني، وشنت حملة قتل وتدمير على المستشفيات، والمنشآت الصحية، والأطقم الطبية"، مشدداً على أن "تدمير نظام الرعاية الصحية في غزة، بجانب القيود التي تفرضها إسرائيل على دخول وتوزيع الإمدادات الطبية، أدى إلى تدهور الأحوال الصحية، والتسبب في كارثة طبية، ووصول الأمر إلى حد المعاناة الجماعية".
ولفت عبد الخالق إلى أن "تدمير المنظومة الطبية في قطاع غزة، يهدف بشكل رئيسي إلى تنفيذ منهجي، وهو سياسة التهجير القسري من جانب إسرائيل، بهدف محاولة قتل وتصفية القضية الفلسطينية".
ودعت المجموعة العربية أيضاً إلى "قيام المجتمع الدولي بإجبار إسرائيل فوراً، على وقف الهجمات على المستشفيات والأعيان المدنية، والإفراج الفوري غير المشروط عن الأطقم الطبية والمرضى الذين اعتقلتهم، وتوفير الحماية لهم تنفيذا للمواثيق الدولية".
وأكدت ضرورة "إنفاذ المساءلة إزاء الجرائم الإسرائيلية المتكررة، خصوصاً في ما يتعلق باستهداف المستشفيات، والأطباء، والمرضى، التي تعد من أبشع صور الجرائم الإسرائيلية المستمرة في قطاع غزة منذ شهر تشرين الأول/أكتوبر 2023، والتعاون مع المحاكم الدولية في ملاحقة المتسببين عن كل تلك الجرائم".