أعلنت إسرائيل عن نيتها تمديد بقاء قواتها في جنوب لبنان من 60 يومًا إلى 90 يومًا، وذلك في ظل استمرار التوترات العسكرية مع حزب الله. وأفادت هيئة البث الإسرائيلية بأن الحكومة الإسرائيلية ستبلغ واشنطن بأنها لن تنسحب من لبنان بعد انتهاء المهلة الحالية. وأشارت إلى أن إسرائيل ستنقل أيضًا رسالة إلى الولايات المتحدة بعدم السماح لسكان القرى اللبنانية القريبة من الحدود بالعودة إلى منازلهم، مما يزيد من حدّة التوترات على الخطوط الأماميّة.استمرار الخروقاتويتزامن هذا التهديد الإسرائيليّ، مع الخروقات الإسرائيليّة المستمرة لاتفاق وقف إطلاق النار، حيث ذكرت تقارير ميدانية صباح اليوم السبت أن "الجيش الإسرائيلي يقوم بأعمال حفر وجرف بالقرب من جبانة بلدة مركبا". وأفادت أن دوريات الجيش الإسرائيليّ تتقدم من العديسة باتجاه الطيبة وتنفذ تمشيطًا مكثفًا بالأسلحة الرشاشة، في ظل تحليق المسيّرات على ارتفاع منخفض. كما قامت القوات الإسرائيلية بتمشيط منطقة مارون الراس باتجاه مدينة بنت جبيل باستخدام الأسلحة الرشاشة المتوسطة.
وتزايدت الانتهاكات الإسرائيلية لوقف إطلاق النار في الأجواء الجنوبية، حيث حلت طائرات استطلاعية ومسيّرات عسكريّة في قرى العباسيّة وطورا وبرج رحال وديرقانون النهر، على ارتفاع منخفض في القطاع الغربي بقضاء صور، وتمددت حتى السهل الممتد بين صور والقاسمية شمالًا والقليلة جنوبًا. كما نفذت القوات الإسرائيليّة عملية نسف بين الطيبة ورب ثلاثين في قضاء مرجعيون.الوضع العسكريّ للحزبفي تطورٍ آخر، أصدرت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية تقريرًا تناول الوضع العسكري لحزب الله في لبنان، مستشهدًا بتصريحات اللواء المتقاعد يعقوب عميدرور. وفقًا للتقرير، أكد عميدرور على ضرورة مواصلة إسرائيل حملتها لسحق حزب الله حتى تفقد القدرة على السيطرة في لبنان. وأوضح أن الاتفاق الأخير مع حزب الله قد ألحق به ضربة قوية، حيث تم قطع ساحته الخلفية وتعزيزاته القادمة من سوريا، مما أثر بشكل كبير على قدراته العسكرية.
وأضاف عميدرور أن الوضع الحالي لحزب الله أسوأ بعشر مرات مما كان عليه وقت توقيع اتفاق وقف إطلاق النار، مشيرًا إلى أن الحزب لا يستطيع التعافي من هذه الضربة القاسية. وعندما سُئل عميدرور عما إذا كان حزب الله يتعافى، أجاب بحزم قائلاً: "لا. لقد تلقى ضربة لا يستطيع التعافي منها". وأوضح أن حزب الله يحاول تعيين أفراد جدد لتحل محل القدامى، إلا أن الجيش الإسرائيلي يظل يقظًا للغاية ويتصرف بسرعة وفقًا للاتفاق عند ملاحظة أي محاولات لإعادة بناء قدرات الحزب.
ويشير التقرير إلى أن الاستراتيجية الإسرائيلية الحالية تهدف إلى تقييد قدرات حزب الله بشكل مستدام، مما يجعله غير قادر على تنفيذ عمليات واسعة النطاق أو السيطرة على مناطق استراتيجية في لبنان.
ومع استمرار التوترات العسكرية وتكثيف الانتهاكات لاتفاق وقف إطلاق النار، يظل مستقبل الاستقرار في لبنان غير مؤكد، في ظل تصاعد التحديات الأمنية والسياسية .