استؤنفت اليوم الجمعة، المفاوضات بين حماس وإسرائيل، في العاصمة القطرية الدوحة، من أجل التوصل إلى اتفاق لتبادل الأسرى ووقف النار في قطاع غزة، وسط اعتقاد عبّر عنه البيت الأبيض بأن التوصل إلى اتفاق بين الجانبين، أمر عاجل وممكن.
وتعكس تصريحات البيت الأبيض، تقدّما في مسار المفاوضات، لكنه تقدّم دونه عقبات، كان أبرزها تقديم إسرائيل لائحة بأسماء المحتجزين، وهو ما حدث فعلاً إذ سلمت إسرائيل، اليوم الجمعة، قائمة بأسماء 34 محتجزاً، تطالب بإطلاقهم في المرحلة الأولى من الصفقة، في ظل أنباء عن موافقة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، على منح تفويض كافِ للوفد الإسرائيلي المفاوض الذي وصل إلى الدوحة اليوم، بعد أن سبقه إليها وفد حماس، وهذا ما قد يسهل الاتفاق، وابرام صفقة قد تؤدي في مرحلته الأولى، إلى إطلاق عدد من المحتجزين الإسرائيليين، مع وقف لإطلاق النار لمدة تتراوح بين 6 و7 أسابيع كما قال موقع "واللا" العبري.
حماس متمسكة بوقف العدوان
وأعلنت حماس استئناف المفاوضات غير المباشرة مع إسرائيل بشأن هدنة غزة، في قطر. وقالت في بيان: "هذه الجولة ستركز، على أن يؤدي الاتفاق إلى وقف تام لإطلاق النار، وانسحاب قوات الاحتلال من قطاع غزة وتفاصيل التنفيذ، وعودة النازحين إلى بيوتهم".
وأكدت الحركة أن الأولوية هي لوقف العدوان. وقالت: "كما في كل مرة، نؤكد جديتنا وإيجابيتنا في هذه المفاوضات، وسعينا للتوصل إلى اتفاق بأسرع وقت يحقق طموحات وأهداف شعبنا الصابر المرابط".
وتابع البيان: "نواصل جهودنا في التواصل مع الدّول المختلفة والمؤسسات الدولية بهدف التخفيف عن شعبنا وكسر الحصار الإنساني وتأمين وإيصال ما يلزمه من احتياجات ضرورية لمواجهة الظروف المأساوية، وكذلك التحضير والترتيب لإغاثة وإيواء شعبنا فورَ التوصّل لاتفاق لوقف إطلاق النار".
وقال عضو المكتب السياسي للحركة باسم نعيم، إن حماس تؤكد استمرار جهودها في التواصل مع جميع البلدان والجهات من أجل تخفيف معاناة الشعب الفلسطيني، لافتاً إلى أن الجولة الحالية من المفاوضات ستركز على وقف تام لإطلاق النار وانسحاب الاحتلال وعودة النازحين.
دعوة من حماس الى فتح
وفي بيان آخر، دعت حماس، اليوم الجمعة، حركة فتح إلى التجاوب مع جهود تشكيل لجنة الإسناد المجتمعي لإدارة قطاع غزة. وأوضحت أنها تلقت واستمعت أخيراً إلى "العديد من المبادرات والمقترحات الوطنية، في إطار التحرك لإنقاذ قطاع غزة مما يتعرض له من إبادة جماعية على أيدي العصابات الصهيونية بتواطؤ غربي وفشل دولي صادم".
وأضافت الحركة "نأمل من الإخوة في حركة فتح والسلطة التجاوب مع جهود تشكيل لجنة الإسناد المجتمعي في إطار النظام السياسي الفلسطيني والعمل من خلال الإجماع الوطني ومشروعيته السياسية". وأكدت أنها تجاوبت خلال الأشهر الأخيرة مع "الجهود التي تبذلها مصر، وسعينا إلى تشكيل حكومة توافق وطني أو تكنوقراط، وتعاملنا بإيجابية مع مبادرة مصر المدعومة عربياً وإسلامياً لتشكيل لجنة الإسناد المجتمعي لإدارة شؤون قطاع غزة بشكل مؤقت وأن تكون مرجعيتها السياسية المرسوم الرئاسي الفلسطيني".
ولفتت الحركة في بيانها، إلى أنها قطعت شوطاً مهماً مع فتح "برعاية الأشقاء في مصر، لتشكيلها، ثم توصلنا وتوافقنا مع العديد من القوى والفصائل والشخصيات والفعاليات الوطنية إلى مجموعة من الأسماء المقترحة من ذوي الكفاءات الوطنية والمهنية، وجرى تسليمها إلى مصر".
وأكدت حماس جاهزيتها لـ"تنفيذ أي من الاتفاقات التي تم التوصل إليها وطنياً، وانفتاحها على كل صيغة من شأنها أن تلمّ شمل الشعب الفلسطيني ومؤسساته وتعيد الاعتبار لنظامه السياسي"، مشددة على أنها تعاملت "بمرونة مع الاتفاقات والتوافقات الوطنية التي جرت في مصر والجزائر وروسيا والصين"، ضمن مساعيها لـ"ترتيب البيت الفلسطيني وترسيخ وحدته وإعادة الاعتبار للنظام السياسي".
تقدّم دونه فجوات
في غضون ذلك، نقل موقع "والا" العبري، عن مسؤول إسرائيلي، قوله إن تل أبيب سلمت حركة حماس قائمة بأسماء 34 محتجزاً تطالب بإطلاقهم في المرحلة الأولى من الصفقة.
وأضاف المصدر أن هناك تقديرات أن بعض المحتجزين المدرجين في القائمة قد لا يكونون على قيد الحياة، قائلاً إن هدف إسرائيل هو إطلاق سراح أكبر عدد من المحتجزين الأحياء المدرجة أسماؤهم في القائمة.
وقال الموقع إنه وفقاً للتقديرات، فإن نحو نصف الأسرى الإسرائيليين لا يزالون على قيد الحياة، بما في ذلك 3 أميركيين. وأضاف أنه إذا تم التوصل إلى اتفاق، فقد تشمل المرحلة الأولى منه، الإفراج عن أكثر من 30 أسيراً، بعضهم أحياء وبعضهم جثث. وتوقع أن تتضمن المرحلة الأولى أيضاً، وقفاً لإطلاق النار في غزة يتراوح بين 6 و7 أسابيع.
من جانبها، نقلت القناة (12) العبرية، عن مصدر مطلع، قوله إن ثمة تقدما في المباحثات، ولكن هناك فجوات بين الأطراف، ولا يوجد اختراق يؤدي إلى صفقة، مضيفاً أن الفريق الإسرائيلي الذي توجه إلى الدوحة مهني، وليس فيه رئيس جهاز الاستخبارات الخارجية "الموساد" ديفيد برنياع.
وكان موقع "والا" قد نقل عن مسؤولين إسرائيليين، قولهم إن تقدماً كبيراً في مفاوضات الصفقة هو ما دفع اسرائيل لإرسال وفدها إلى الدوحة.
في غضون ذلك، قال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي، إن أمام حماس فرصة حقيقية للتوقيع على اتفاق جديد لإطلاق سراح المحتجزين ووقف إطلاق النار، مشيراً إلى أن "حماس بدأت هذه الحرب وبإمكانها وضع حد لها بالتوقيع على اتفاق جديد."